أظهرت العديد من البحوث ان الصيام في شهر رمضان يعود بفوائد عدة على الصحة، ومازال علماء الطب والغذاء يتسابقون لاكتشاف الفوائد الصحية والنفسية جراء الصيام. فقد ظهرت عدة كتب في أوروبا وأمريكا تتحدث عن فوائد الصيام الصحية منها “التداوي بالصوم” و”الصوم الطبي” و”الصوم ا**ير الحياة” و”العودة إلى الحياة السليمة بالصوم الطبي”. “الصحة والطب” استطلعت آراء عدد من الأطباء والاخصائيين حول تأثير الصيام على الصحة في حالات مرضى القلب والأوعية الدموية والسكري والجهاز الهضمي، إضافة إلى صيام الاطفال والمرأة الحامل والمسنين، وكذلك محاذير الصوم لبعض الحالات وأهمية تكامل العناصر الغذائية في أوقات السحور والأفطار لكافة الفئات العمرية.
تحقيق: يمامة بدوان
فوائد الصيام لمرضى القلب
يوضح الدكتور عبدالله عبدالرحمن الهاجري، اخصائي أمراض قلبية وباطنية في وزارة الصحة، ان عشرة في المائة من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم إلا أنه وخلال الصيام لا توجد عملية هضم فإن هناك انخفاضاً كبيراً في كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجهاز الهضمي وهذا يعني عملاً أقل للقلب وبالتالي قدراً من الراحة، كما أنه وأثناء عملية التحويل الغذائي فإن عملية تكون الكيتون قد تشكل خطراً في بعض الحالات المرضية ولهذا فإنه من التدبر ألا ينصح بالصيام في مثل هذه الحالات خشية أن يلحق بالمريض ضرر إذا ما صام، ومثل ذلك مرضى السكر الذين يعانون من زيادة مادة الكيتون في الدم أو الذين يعالجون بعقار البيجوانيد وذلك لوجود خطورة تكون حامض اللاكتيك كذلك في حالات مرضى الكلى لا ينصح بالصيام للأسباب نفسها بالإضافة إلى أنه في هذه الحالات المرضية السابق ذكرها يجب تناول كميات كبيرة من السوائل لضمان إدرار كميات معقولة من البول، مضيفا انه يجري معالجة البدانة بالصيام حيث ان السمنة المفرطة وازدياد تراكم الشحوم في البدن تشكل خطراً حقيقياً على حياة الشخص من جراء تعرضه لآفات شديدة الخطورة كتصلب الشرايين، وارتفاع الضغط الدموي، وتشمع الكبد، والعنانة، والسكري، وأمراض القلب العضوية، والنزيف الدماغي، وغيرها كما يعتبر الصيام وسيلة غريزية مجدية في إذابة الشحوم في البدن واعتدال استقلاب الأغذية فيه اضافة إلى ان اعتدال العلاجات الفيزيائية مثل المشي والتمارين الرياضية والتدليك والحمامات المائية تعطي افضل النتائج.
وأشار إلى فوائد عدة للصيام ومنها:
* الصوم يوقف عملية امتصاص المواد المتبقية في الأمعاء ويعمل على طرحها والتي يمكن ان يؤدي طول مكثها الى تحولها لنفايات سامة، كما أنه الوسيلة الوحيدة الفعالة التي تسمح بطرد السموم المتراكمة في البدن والآتية من المحيط الملوث.
* بفضل الصوم تستعيد اجهزة الاطراح والافراغ نشاطها وقوتها ويتحسن أداؤها الوظيفي في تنقية الجسم، مما يؤدي إلى ضبط الثوابت الحيوية في الدم وسوائل البدن، ولذا نرى الإجماع الطبيعي على ضرورة إجراء الفحوص الدموية على الريق، أي يكون المفحوص صائماً، فإذا حصل أن عاملاً من هذه الثوابت في غير مستواه فإنه يكون دليلاً على أن هناك خللاً ما.
* بفضل الصوم يستطيع البدن تحليل المواد الزائدة والترسبات المختلفة داخل الأنسجة المريضة.
* الصوم يضمن الحفاظ على الطاقة الجسدية ويعمل على ترشيد توزيعها حسب حاجة الجسم.
* والصوم يحسب وظيفة الهضم، ويسهل الامتصاص ويسمح بتصحيح فرط التغذية.
* الصوم علاج شاف، هو الأكثر فعالية والأقل خطراً لكثير من أمراض العصر المتنامية، فهو يخفف العبء عن جهاز الدوران، وتهبط نسبة الدسم وحمض البول في الدم أثناء الصيام، فيقي البدين من الإصابة بتصلب الشرايين، وداء النقرس، وغيرها من أمراض التغذية والدوران وآفات القلب.
كما يفيد الصوم في علاج الكوليسترول الذي يعد أحد انواع الدهون التي يحتاجها الجسم لبناء الصحة السليمة، والكوليسترول من العوامل المهمة جداً في تكوين أغشية الخلايا وهو عنصر حيوي في تكوين جميع خلايا الجسم وعملها، عندما يرتفع مستوى الكوليسترول وثلاثي الجلسريد (هو نوع من أنواع الدهون أيضاً في الدم) ترتفع بالتالي نسبة الدهون التي تحتوي على الكوليسترول في الأوعية الدموية. ومع مرور الوقت تقوم هذه الدهون الزائدة بسد الشرايين وتضييقها وبالتالي تهدد كمية تدفق الدم في الجسم وتتسبب في حدوث ما يسمى بتصلب الشرايين، وللصيام فوائد منها السيطرة على الكوليسترول العالي في الدم من خلال الامتناع عن التدخين والذي يسبب تدمير جدار الأوعية الدموية في الجسم ويجعلها أكثر عرضة لتكوين كتل دهنية، كما يساعد التدخين أيضاً على خفض نسبة (HDL) في الدم إلى 15%، تغيير نظام الحياة والذي يمنحه الصوم هو الخطوة الأولى لتحسين مستوى الكوليسترول وثلاثي الجلسريد في الدم. تتضمن هذه الخطوات نظام التغذية السليم، القيام بالتمارين الرياضية.
ولفت إلى موانع الصوم الطبي الذي لا يعتبر علاجاً لكل الأمراض حيث لا بد من التعامل مع كل حالة مرضية على حدة فبعض الحالات يفيد فيها الصيام والبعض الآخر لا تستفيد من الصيام تبعاً لنوع الحالة المرضية وطبيعة المرض وحالة المريض وهناك مجموعة من الأمراض لا يجوز فيها الصوم الطبي منها: الإصابة بالقرحة الهضمية فمن غير المجدي أن يصوم طبياً المصاب بالقرحة لحدوث مضاعفات تزيد من حدة الإصابة ثم المرضى المصابون بالسكري ممن يعتمدون على الأنسولين في العلاج ومرضى القلب المصابون بنقص في التروية الإكليلية أو قصور عضلة القلب أو اضطراب نظم القلب والمرضى الذين يعانون من قصور في وظائف الكلى كما لا يجوز تطبيق الصوم الطبي على المرضى الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً لعدم قدرتهم على تحمل الصيام الطبي ولا يجوز أيضاً تطبيق الصوم الطبي في حالات سوء التغذية ونقص الشهية.
وذكر الدكتور الهاجري بعض النصائح لمرضى القلب في رمضان مثل:
* مرضى النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية غير المستقرة أو متلازمة القصور الشرياني الحاد لا ينصح لهم بالصيام حيث انهم في حاجة إلى أدوية طارئة وفي أوقات محددة حتى تستقر حالتهم.
* مرضى الذبحة الصدرية المستقرة يمكن أن يصوموا، ولكن من المهم تغير الأدوية إلى الطويلة المفعول وتغير وقت أخذ الدواء إلى وقت الإفطار أو السحور.
* مرضى قصور أو فشل القلب. يمكن ان يصوموا إذا كانت حالتهم مستقرة، من المهم إحداث توازن بين تجنب الجفاف أثناء الصوم والزيادة في أخذ السوائل حيث ان الحالة قد تتدهور إلى قصور حاد في القلب، من المهم أيضاً ضبط جرعة الدواء المدر للبول اثناء رمضان لتجنب الجفاف، مرضى قصور القلب الشديد لا ينصح لهم بالصيام وبالأخص إذا كانوا يحتاجون إلى جرعات عالية من الدواء المدر للبول.
* مرضى صمام القلب يمكن أن يصوموا إذا كانت حالتهم مستقرة ولا يعانون من قصور القلب.
* مرضى ضغط الدم يمكن أن يصوموا إذا كان ضغط الدم لديهم مستقراً وليس مرتفعا ولا يحتاجون إلى أدوية كثيرة لضبط ضغط الدم لديهم.
* مرضى التهاب صمام القلب الحاد لا ينصح لهم بالصوم حيث ان حالتهم عادة ما تكون غير مستقرة وتكون هناك حاجة لأخذ المضادات الحيوية.
* كثير من مرضى الارتجاف البطيني الخبيث لا ينصح لهم بالصوم حيث انهم غالبا ما يحتاجون إلى أخذ ادوية معينة وفي وقت معين.
محاذير الصيام لمرضى القلب
أما الدكتورة إيمان مشرف استشارية أمراض القلب والأوعية الدموية فتوضح أن الصيام يقلل الجلوكوز وهرمون الأنسولين في الدم الأمر الذي يحفز الجليكوجين في الكبد للتحول إلى جلوكوز كما تت**ر الدهون في الخلايا الدهنية لمقابلة احتياجات الجسم من الطاقة، وبالتالي فإن هذه العملية تعمل على تجديد حيوية الجسم والكبد إضافة إلى التخلص من الدهون الزائدة في الخلايا الدهنية، مضيفة أن الامتناع عن شرب الماء لمدة 8 10 ساعات يومياً لم يثبت ضرره على الصحة حيث إن الجسم له قدرة على تخزين الماء، كما أن للصيام فوائد عدة حسبما أكدته العديد من الدراسات مثل تخفيض العوامل المسببة وزيادة العوامل الواقية من أمراض القلب والضغط والسكري، وزيادة معدل الكوليسترول (المفيد) في الدم بنسبة 23 30% الذي يعمل على منع ترسب الدهون في جدار الشرايين، وخفض نسبة الهوموستين المسبب للجلطات القلبية والدماغية، إضافة إلى تحسين سماكة الدم، كما أن كثرة الصلاة في رمضان خاصة صلاة التراويح تعتبر من الرياضة الخفيفة التي تحرق نحو 200 وحدة حرارية وبذلك فإن هذه العوامل مجتمعة تقلل من خطر الإصابة بالأزمات القلبية والجلطات الدماغية وارتفاع ضغط الدم.
وأشارت إلى عدة دراسات أجريت على مدى ست سنوات متتالية أثبتت أن عدد مرضى الشرايين التاجية الحادة للقلب كان أقل بنسبة ملحوظة في شهر رمضان، كما ليس هناك ازدياد في حالات مرض تلف الصمامات أو هبوط القلب واضطرابات النبض.
وتابعت: هناك عدة محاذير من الصيام حيث على المرضى استشارة الأطباء قبل الشروع بالصيام خاصة الذين تنتابهم أعراض الذبحة الصدرية أو ارتفاع شديد في ضغط الدم وعدم انتظام السكري لديهم يحظر عليهم الصيام، ومن المحاذير أيضاً عدم التعرض لتقلبات الجو الشديدة لفترات طويلة أثناء الصيام حيث إن الجو الحار الرطب وشديد البرودة يشكلان خطورة على مرضى القلب والضغط، أيضاً تعديل أوقات تناول جرعات الأدوية لتكون بعد الإفطار بدل الصباح بعد استشارة الطبيب، كذلك فإن معدل الأنسولين والسكر في الدم يرتفع بعد الافطار وفي هذه الحالة تعد صلاة التراويح وما يصاحبها من نشاط عضلي واسترخاء النفس عاملاً لحرق الطاقة الزائدة المكتسبة بعد الافطار وتراجع في نسبة الجلوكوز والأنسولين إلى المعدل الطبيعي.
الارتجاع الحمضي
ويقول الدكتور عامر حلباوي اخصائي أمراض باطنية إن الصائمين أكثر عرضة للإصابة بعسر الهضم وهو عبارة عن شعور بآلام وحرقة في المعدة أعلى البطن، وفي أحيان أخرى يصابون بالغثيان والتجشؤ حيث يعد عرضاً وليس مرضاً، ويصاب به الذين يخلطون العديد من أنواع الطعام خلال وجبة الافطار أو تناول كميات كبيرة من الطعام أو النوم مباشرة بعد الافطار.
ويضيف: يصاب الصائم أيضاً بالارتجاع الحمضي وهو مرض مزمن شائع الحدوث يشعر المصاب بحرقة في مجرى المريء، مشيراً إلى أن سبب حدوثه يكمن في البوابة الموجودة بين المريء والمعدة والتي تغلق بعد تناول الطعام إلا أنه ولدى البعض لا تغلق بإحكام وبما أن المعدة تفرز حمضاً خلال عملية هضم الطعام حيث ان بطانتها تتحمل هذا الحمض بينما بطانة المريء لا تتحمله الأمر الذي يسبب الحرقة في مجرى المريء، وفي حالات أخرى لا تعمل هذه البوابة بالشكل الطبيعي خاصة لمن يعاني من البدانة والفتق في الحجاب الحاجز والمرأة الحامل أو الذين يتناولون كميات كبيرة من الطعام إضافة إلى الذين يستخدمون حزاماً مشدوداً على البطن الأمر الذي يشكل ضغطاً على المعدة.
كما أشار إلى أطعمة ترخي عضلة البوابة مثل الشوكولاته والنعنع، وأطعمة أخرى تزيد نسبة حدوث الارتجاع الحمضي مثل الدهون والحمضيات والطماطم، والمشروبات الغازية والقهوة والتدخين، إضافة إلى تناول الأدوية المسكنة مثل الأسبرين. أما بالنسبة للأعراض فهي الشعور بالحموضة وآلام في البطن أو حرقة في أعلى البطن والصدر، إضافة إلى التجشؤ والانتفاخ في المعدة، حيث يجري تشخيص الارتجاع الحمضي والتأكد من عدم وجود قرحة أو التهابات في المعدة، وفي حالات معينة يجري تنظير للمعدة بهدف التأكد من الإصابة.
وأوضح الدكتور حلباوي أن علاج مرض الارتجاع الحمضي يتمحور حول تجنب المؤثرات على البوابة وتجنب تناول الوجبات الكبيرة والدسمة والنوم بعد الطعام مباشرة، كذلك تجنب ممارسة التمارين الرياضية والانحناء بعد الافطار مباشرة، وتجنب ارتداء الملابس والحزام الضيق، وتجنب تناول الأغذية المسببة للحموضة، مشيراً إلى أن هناك ما بين 30 40% من الصائمين على مستوى الدولة يعانون من الارتجاع الحمضي وعسر الهضم خلال شهر رمضان، كما أن الاترجاع الحمضي نادراً ما يصيب الأطفال، بينما عسر الهضم قد يصيب كافة الفئات العمرية كونه عرضاً وليس مرضاً.
موانع صيام الطفل
وتقول الدكتورة ليلى البحري طبيبة أطفال إن على الأهالي السماح لأطفالهم بتجربة الصيام عن الطعام فقط لدى بلوغهم سن العاشرة على أن يكون تحت مراقبة الأهل والمدرسة مع عدم الصيام عن الماء خاصة في هذا الجو الحار حيث يفقد الطفل كميات كبيرة من السوائل بفعل التعرق والجهد الذي يبذله باللعب، مضيفة أن نوعية طعام الافطار لدى الطفل يجب أن تكون كوجبات الغذاء في باقي الأيام منعاً لإصابته بالتخمة جراء الافراط في الطعام، حيث يبدأ بتناول السوائل كالعصير أو الشوربة ثم يترك ليرتاح قليلاً على أن يتابع تناول طعامه بعد ذلك مع أهمية احتوائه على جميع المكونات الغذائية التي يحتاجها جسم الطفل، كما يجب أن تتضمن الوجبة أحد أنواع اللحوم مع الخضار إضافة إلى الأرز أو المعكرونة إلى جانب طبق السلطة المعد من الخضار الطازجة، ويفضل أن تكون الفواكه الطازجة تحلية ما بعد الافطار بدلاً من الحلويات والسكريات.
وأشارت إلى أهمية تناول الطفل لوجبة السحور حتى لو قرر الصيام جزئياً على أن تكون خفيفة كالساندويتش بالجبن مع الحليب والفاكهة والتمر، في حين يمنع الأطفال المصابون بارتفاع في درجات الحرارة من الصيام كونهم بحاجة لتناول الدواء والسوائل خلال ساعات النهار، أما الأطفال المصابون بالأمراض المزمنة كالربو والذي يأتي على شكل نوبات يجرى علاجها عن طريق الفم أو الحقن أو الاستنشاق، ولأن الأدوية عن طريق الفم تبطل الصيام فإن المصاب يمكن مواصلة صيامه وعلاج حالته بواسطة الحقن أو البخاخات.
أما بالنسبة لمرضى السكري فأوضحت الدكتورة البحري أنهم معرضون لمشكلتين الأولى نقص السكر مع العلاج والثانية زيادة السكر في حالة الإسراف خلال الإفطار، حيث إن مريض السكري بحاجة لاستشارة الطبيب المعالج لاختلاف العمر ونسبة السكر في الدم، إضافة إلى العوامل الجوية والمناخية، وهناك توصيات أقرها مؤتمر الدار البيضاء سنة 1995 تتعلق بصيام مرضى السكري من النموذج الأول، حيث أقر مضادات استطباب مطلقة لا يمكن للمرضى الصيام وهي:
- السكري الهش غير المستقر.
- المرضى مع مضخة الانسولين.
- المرضى الذين يتناولون عدداً من حقن الانسولين في اليوم.
- الحماض السكري الخلوني.
- نقص السكر الشديد خلال الشهور الثلاثة الأخيرة قبل رمضان.
- الاختلاطات الوعائية الكبيرة أو الدقيقة المتقدمة.
كذلك أقر مؤتمر الدار البيضاء مضادات الاستطباب النسبية والتي يمكن للمريض الصيام كل حسب حالته وهي:
- مرضى السكري المضبوط جيداً.
- عدم وجود حماض سكري خلوني.
- عدم وجود حوادث حديثة في نقص السكر.
- المريض الذي لا يتناول حقنتي انسولين في اليوم.
الأنظمة الغذائية
ومن جانبها توضح لطيفة محمد راشد مسؤولة قسم التغذية في مستشفى القاسمي أنه يمكن للأطفال الذين لا يعانون من أية مشكلات صحية الصيام وذلك ضمن نظام معين حيث يجب أن يكون السحور في وقت متأخر من الليل “قبل بداية الصيام بنحو ساعتين” محتوياً على أطعمة بطيئة الهضم كالبيض واللبن والفول والمربى والخضر الطازجة، مع كمية وافية من السوائل ويفضل أن تكون من العصائر الطبيعية من دون إضافة السكر، كما أنه وخلال الصيام ينصح الأطفال بعدم بذل مجهود عضلي أو جسماني خاصة في الأماكن المكشوفة المعرضة للشمس كفناء المدرسة الأمر الذي يؤدي إلى سرعة احتراق السكر، وبالتالي فقدان الطاقة اللازمة لممارسة المجهود العادي حيث يسهم هذا المجهود في تقليل السوائل في الجسم ويعرضهم للإنهاك العضلي.
أما بالنسبة للمرأة الحامل فتزيد احتياجاتها عن غير الحامل خصوصاً الطاقة والبروتين وبعض العناصر الغذائية ففي المرحلتين الثانية والثالثة من الحمل تحتاج المرأة إلى 300 سعر حراري على احتياجاتها اليومية، وهذه الزيادة تعني كوبين من الحليب قليل الدسم وقطعة من الخبز، حيث يمكن أن تفي باحتياجاتها خلال الفترة الممتدة من الفطور وحتى السحور بتناول 15 جراماً إضافية من البروتين، وكذلك الحديد الذي يتوافر في الكبد واللحوم الحمراء والدجاج وصفار البيض والبقوليات والخضراوات، أيضاً الكالسيوم الذي يتوافر في الحليب ومنتجاته والسردين مع العظام.
وأشارت إلى أن المرأة الحامل قد تتعرض لعدة مشكلات مثل الغثيان حيث يمكنها تناول وجبات متفرقة متعددة بدل وجبتين خفيفتين وتناول الأغذية الغنية بالكربوهيدرات وشرب السوائل قبل الوجبة أو بعدها وليس خلالها، كما قد تصاب الحامل بالامساك نتيجة الضغط الزائد على الامعاء من الجنين، إلا أنه يمكنها التغلب على هذا الأمر بتناول الأغذية الغنية بالألياف وشرب السوائل خاصة عصير الخوخ وممارسة الرياضة.
في حين يستطيع كبار السن الصيام خاصة الذين لا يعانون من أي مشكلات الصحية ولهم القدرة البدنية على ذلك، ومن المعروف أن المسن يمر ببعض التغيرات الفسيولوجية والبيوكيميائية التي تؤثر في احتياجاته الغذائية الأمر الذي يعد طبيعياً ويحدث نتيجة انهاك الخلايا، إلا أنه من الضروري للمسن تجنب تناول الأطعمة الدسمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون، وبدل ذلك يتم تناول وجبات صغيرة ومتكررة، وكذلك الاهتمام بتناول الحليب ومنتجاته حيث انه المصدر الرئيسي للكالسيوم الذي يمنع الإصابة بهشاشة العظام، والإكثار من شرب السوائل وزيادة المأخوذ من الأطعمة المحتوية على الألياف .