شبكة الصراريف
تحية مباركة
لتسهيل الوصول إلى الشبكة فقط أبحث كلمة الصراريف في جوجل
و أول نتيجة ستوصلك إن شاء الله
شبكة الصراريف
تحية مباركة
لتسهيل الوصول إلى الشبكة فقط أبحث كلمة الصراريف في جوجل
و أول نتيجة ستوصلك إن شاء الله
شبكة الصراريف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شبكة الصراريف

الكل مرحب بــه معنا من كل العالم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولحجية السنة I_list_bg

تم التجمع العائلي يوم الجمعة 18 يوليو بمتنزه الرياض

تمتلك الشبكة حاليا إسم النطاق www.alsaraf.net على مستوى العالم

تم تعيين محمد صلاح محجوب الذاكي مدير للألعاب بالشبكة

الآن يمكن الوصول للشبكة عبر جوجل فقط أبحث كلمة الصراريف ستجد الشبكة  في الصدارة
المواضيع الأخيرة
» تنشيط وتفعيل الموقع
حجية السنة Emptyالأربعاء يوليو 20, 2016 3:11 am من طرف ahmed

» أغنياء عن طريق الإنترنت
حجية السنة Emptyالجمعة سبتمبر 09, 2011 5:12 pm من طرف ahmed

» ترجمة أسماء بعض السيارات المشهورة
حجية السنة Emptyالجمعة سبتمبر 09, 2011 5:06 pm من طرف ahmed

» طرائف ونوادر وملح
حجية السنة Emptyالجمعة سبتمبر 09, 2011 5:02 pm من طرف ahmed

» هل تعلم؟
حجية السنة Emptyالجمعة سبتمبر 09, 2011 5:00 pm من طرف ahmed

» الأجوبة المسكتة
حجية السنة Emptyالجمعة سبتمبر 09, 2011 4:58 pm من طرف ahmed

» لذة المشاهير
حجية السنة Emptyالجمعة سبتمبر 09, 2011 4:57 pm من طرف ahmed

» أصول الأمثال والحكم
حجية السنة Emptyالجمعة سبتمبر 09, 2011 4:17 pm من طرف ahmed

» من وصايا لقمان الحكيم لابنه
حجية السنة Emptyالجمعة سبتمبر 09, 2011 4:04 pm من طرف ahmed

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات آل صراف على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط شبكة الصراريف على موقع حفض الصفحات
منتدى

 

 حجية السنة

اذهب الى الأسفل 
+2
Elias A. Mubasher
الخضر ع مبشر
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الخضر ع مبشر
عضو جديد



عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 16/01/2010

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: حجية السنة   حجية السنة Emptyالسبت يناير 16, 2010 10:17 pm

حجية السنة ومكانتها من التشريع

‎‎ السنة: هي المصدر الثاني من مصادر التشريع بعد القرآن الكريم، بل إن السنة مصدر مستقل بالتشريع، فما ورد في السنة فهو حجة يجب العمل به وإن لم يرد في القرآن. والأدلة على حجية السنة ووجوب العمل بها ما يلي:‏

‎‎ أ- قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول وإن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر } ‏

[النساء: 59].‏

‎‎ فأمر الله بطاعته وطاعة رسوله وأعاد الفعل (وأطيعوا ) إعلاماً بأن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم تجب استقلالاً من غير عرض ما أمر به على القرآن، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقاً سواءً كان هذا الأمر في القرآن أم لم يكن.‏

‎‎ ب- قال الله عز وجل: {وماآتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا } [الحشر: 7].‏

‎‎ وهذا يدل على حجيتها وأنها مصدر مستقل من مصادر التشريع.‏

‎‎ ج- قال الله عز وجل: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة } [النساء: 113].‏

‎‎ د-وقال عز وجل: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة } [الأحزاب: 34].‏

‎‎ قال الإمام الشافعي: "ذكر الله عز وجل الكتاب وهو القرآن، وذكر الحكمة فسمعت من أرضى من أهل العلم يقول: الحكمة: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ".‏

‎‎ هـ- قال صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي ) رواه مالك في الموطأ.‏

‎‎ و- قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ) رواه أبو داود والترمذي، وقال حسن صحيح. وصححه الألباني. ‏

‎‎ ي- وقال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) رواه أبوداود وصححه الألباني.‏

‎‎ ز- وقال صلى الله عليه وسلم: (لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ) رواه الترمذي. وقال حسن صحيح. ‏

‎‎ وقد وقع ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته، فوجد في هذه الأمة من ينكر السنة إما مطلقاً أو ينكر بعضها. ‏
صور ومظاهر عدم الاحتجاج بالسنة


الصورة الأولى:

‎‎ الرد مطلقاً لكل السنة وأنه لا يعمل إلا بالقرآن، ولاشك أن معتقد هذا الأمر كافر وخارج من دين الإسلام، لأنه لم يؤمن برسالة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه رسول الله حقاً وصدقاً، فهو تكذيب بالقرآن وآياته.‏

‎‎ ولعل من أبرز من تزعم الرد المطلق الطوائف التالية:‏

1. غلاة الرافضة: لأنهم يقولون بأن الصحابة كفار ولا يقبلون مروياتهم.‏

2. أهل القرآن أو القرآنيون: وهم بالهند وكان مؤسسها أحمد خان وعبد الله بكر ألوي.‏

3. بعض من تأثروا بالفكر الغربي ممن أنكر السنة أو شكك فيها.‏

الصورة الثانية: رد خبر الآحاد.

‎‎ المراد بخبر الآحاد: أي الذي جاءنا من طريق واحد.‏

‎‎ وأهل البدع كالمعتزلة وبعض الأشاعرة والماتريدية لا يقبلون أخبار الآحاد في أمور العقيدة حتى لو ثبتت بطريق صحيح، وقالوا إنه لابد من أن يأتي الحديث من عدة طـرق حتى نقبله.‏

‎‎ والرد عليهم من عدة أوجه :‏

‎‎ الوجه الأول: ‏

‎‎ قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبينوا } [الحجرات: 6].‏

‎‎ وجه الدلالة: أن الله سبحانه أمر بالتثبت وعدم قبول خبر الفاسق الواحد، معناه: أن نقبل خبر الثقة العدل الواحد.‏

‎‎ الوجه الثاني: ‏

‎‎ أن المسلمين لما أخبرهم المخبر وهو واحد وهم بقباء في صلاة الصبح أن القبلة حولت إلى الكعبة بعد أن كانت إلى بيت المقدس قبلوا خبره واستداروا وهم في صلاتهم، فلولا أن خبر الواحد عندهم حجة يجب العمل به لطلبوا رجلاً آخر أو ثالثاً معه، ولكنهم قبلوه مباشرة، فدل على أن خبر الواحد لابد من العمل به وأنه حجة.‏

‎‎ الوجه الثالث: ‏

‎‎ أن الله عز وجل قال: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } [المائدة: 67].‏

‎‎ وهو رجل واحد، والرسول صلى الله عليه وسلم أرسل أصحابه للدعوة إلى الله، وكان يرسل الرجل الواحد ويقبل الناس خبره ويعتبرونه حجة فيما بينهم وبين الله، فهذا معاذ بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام والتوحيد وهو رجل واحد.‏

‎‎ الوجه الرابع: لما أنزل تحريم الخمر كان المنادي للناس رجل واحد، وقد سمعه عدد من الصحابة بل غالب أهل المدينة. وكسروا أواني الخمر ولم يقولوا لا نقبل خبر الواحد.‏

الصورة الثالثة: رد السنة لأنها لا توافق العقل:

‎‎ وهذه النزعة العقلية بدأت من المبتدعة الأوائل كالمعتزلة ومن نحا نحوهم من أهل البدع كالأشاعرة وغيرهم، وقد ردوا كثيراً من الأحاديث بحجة أن العقل لا يقبلها، خاصة ما كان يتحدث عن أمور الغيب، كأحاديث الصفات والأمور التي لم نشاهدها. وهذه الأمور لا يدركها العقل فكيف يمكن ردها ونحن لا نعلم كيفيتها، وقد استمرت النزعة العقلية حتى ظهرت في هذا العصر عصر العلم الذي يقدس العقل ولايؤمن إلاَّ بالمحسوسات، ولكن للأسف إن بعضاً ممن ينتسب إلى الإسلام تبنى مذهباً يقدم العقل على النصوص الشرعية، وهو ما يعرف بالمدرسة العقلية أو العقلانيين.‏

السنة ومكانتها من القرآن الكريم

‎‎ ‎ لم يكن للأحكام في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدر سوى الكتاب والسنة. ففي كتاب الله تعالى الأصول العامة للأحكام، دون التعرض إلى تفصيلها والتفريع عليها، إلا ما كان منها متفقاً مع الأصول ثابتاً، لا يتغير بمرور الزمن، ولا يتطور باختلاف الناس في بيئاتهم وأعرافهم، كل هذا حتى يساير القرآن الكريم كل زمن، ويبقى صالحاً لكل أمة، مهما كانت بيئتها وأعرافها، فتجد فيه ما يكفل حاجتها الشرعية في سبيل النهوض والتقدم. وإلى جانب هذه الأصول في القرآن الكريم نجد العقائد والعبادات وقصص الأمم الغابرة والآداب العامة والأخلاق.

‎‎ وقد جاءت السنة في الجملة موافقة للقرآن الكريم، تفسر مبهمه، وتفصل مجمله، وتقيد مطلقه، وتخصص عامة، وتشرح أحكامه وأهدافه كما جاءت بأحكام لم ينص عليها القرآن الكريم، فكانت في الواقع تطبيقاً عملياً لما جاء به القرآن العظيم، تطبيقاً يتخذ مظاهر مختلفة.

‎‎ فحينا يكون عملاً صادراً عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

‎‎ وحيناً آخر يكون قولا يقوله في مناسبة.

‎‎ وحينا ثالثاً يكون تصرفاً أو قولاً من أصحابه رضي الله عنهم، فيرى العمل أو يسمع القول ثم يقر هذا وذاك، فلا يعترض عليه ولا ينكره، بل يسكت عنه أو يستحسنه فيكون هذا منه تقريراً.

‎‎ وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين ما جاء في القرآن الكريم، والصحابة يقبلون ذلك منه، لأنهم مأمورون باتباعه وطاعته، ولم يخطر ببال امرىء منهم أن يترك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فعله وقد عرفوا ذلك من كتاب الله تعالى، قال عز وجل: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما ً} [الفتح: 10].

‎‎ ‏{وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا } [المائدة: 92].

‎‎ ‏{من يطع الرسول فقد أطاع الله } [النساء: 80].

‎‎ ‏{وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } [الحشر: 7].

‎‎ ‏{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ً} [النساء: 65].

‎‎ فتقبل المسلمون السنة من الرسول صلى الله عليه وسلم كما تقبلوا القرآن الكريم استجابة لله ورسوله، لأنها المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم بشهادة الله عز وجل ورسوله.
منزلة السنة من القرآن


‎‎ تتلخص منزلة السنة من القرآن في أنواع من البيان ووجوه من التفصيل، وهي كما يلي:‏

1. بيان لمجمل القرآن:

‎‎ بينت السنة ما أجمل من عبادات وأحكام، فقد فرض الله تعالى الصلاة على المؤمنين، من غير أن يبين أوقاتها وأركانها وعدد ركعاتها، فبين الرسول الكريم هذا بصلاته وتعليمه المسلمين كيفية الصلاة، وقال: (صلوا كما رأيتموني أصلي ) رواه البخاري.‏

‎‎ وفرض الحج من غير أن يبين مناسكه، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم كيفيته، وقال: (خذوا عني مناسككم ) رواه مسلم.‏

‎‎ وفرض الله تعالى الزكاة من غير أن يبين ما تجب فيه من أموال وعروض وزروع، كما لم يبين النصاب الذي تجب فيه الزكاة من كل، فبينت السنة ذلك كله.‏

2. تخصيص العام في القرآن:

‎‎ ومن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن تخصيص عامه، من هذا ما ورد في بيان قوله تعالى: {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين } [لنساء: 11].

‎‎ فهذا حكم عام في وراثة الأولاد آباءهم وأمهاتهم يثبت في كل أصل مورث، وكل ولد وارث. فخصت السنة المورث بغير الأنبياء، بقوله صلى الله عليه وسلم: (نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ) رواه مسلم.‏

‎‎ وخصت الوارث بغير القاتل بقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يرث القاتل )، رواه الترمذي وأحمد وغيرهما ، وصححه الألباني.‏

3. تقييد مطلق القرآن :

‎‎ ومن بيانه صلى الله عليه وسلم تقييد مطلق القرآن كما في قوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما } [المائدة: 38].‏

‎‎ فإن قطع اليد لم يقيد في الآية بموضع خاص، فتطلق اليد على الكف وعلى الساعد وعلى الذراع، ولكن السنة قيدت القطع بأن يكون من الرسغ، وقد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما: (أتي بسارق فقطع يده من مفصل الكف ). رواه الدار قطني.‏

4. تؤكد ما في القرآن :

‎‎ وتأتي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم مثبتة ومؤكدة لما جاء في القرآن الكريم، أو مفرعة على أصل تقرر فيه. ومن ذلك جميع الأحاديث التي تدل على وجوب الصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها مما ثبت بنص القرآن.‏

‎‎ ومثال السنة التي وردت تفريعاً على أصل في الكتاب: منع بيع الثمار قبل بدو صلاحها. ففي القرآن الكريم قوله عز وجل:{لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم } [النساء: 29].‏

‎‎ وعندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وجد المزارعين يتبايعون ثمار الأشجار قبل أن يبدو صلاحها، من غير أن يتمكن المشتري من معرفة كميتها وصلاحها، فإذا حان جني الثمار كانت المفاجئات غير الطيبة كثيراً ما تثير النزاع بين المتعاقدين، وذلك عندما يطرأ طارىء من برد شديد، أو مرضٍ شجري يقضى على الزهر، وينعدم معه الثمر، لذلك حرم رسول صلى الله عليه وسلم هذا النوع من البيع مالم يبد صلاح الثمر ويتمكن المشتري من التثبت من تمام تكونها، وقال: (أرأيت إذا منع الله الثمرة بم يأخذ أحدكم مال أخيه ؟) رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري.‏

5. ‏تقرير أحكام جديدة لم ترد في القرآن:

‎‎ وفي السنة أحكام لم ينص عليها الكتاب وليست بياناً له، ولا تطبيقاً مؤكداً لما نص عليه كتحريم الحمر الأهلية، وكل ذي ناب من السباع، وتحريم نكاح المرأة على عمتها أو خالتها.
تدوين السنة


‎‎ 1. الكتابة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

‎‎ لم يكن العرب قبل الإسلام يعتمدون على الكتابة في حفظ أشعارهم وخطبهم وقصص أيامهم و مآثرهم وأنسابهم، بل اعتمدوا على الذاكرة، ونمت ملكة الحفظ عندهم فاشتهروا بقوة ذاكرتهم وسرعة حفظهم. ولكن هذا لا يعنى عدم وجود من يعرف الكتابة بينهم، ذلك لأن مجتمع مكة التجاري يحتاج إلى معرفة بالكتابة والحساب، ولكن عدد الكاتبين كان قليلاً، ولذلك وصفهم القرآن الكريم بأنهم أميون فقال عز وجل: {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم } [سورة الجمعة: 2].‏

‎‎ وفي الحديث الشريف: (إنّا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ) رواه مسلم، وقد حث الإسلام على العلم واهتم النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم المسلمين الكتابة، فأذن لأسرى بدر أن يفدوا أنفسهم بتعليم عشرة من صبيان الأنصار القراءة والكتابة. وكان بعض المسلمين يتعلمون القراءة والكتابة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث تطوع بعض المعلمين بتعليمهم، مثل: عبد الله بن سعيد بن العاص، وسعد بن الربيع الخزرجي، وبشير بن ثعلبة، وأبان بن سعيد بن العاص. فكثر عدد الكاتبين حتى بلغ عدد كُتّاب الوحي زهاء أربعين كاتباً ناهيك عن كُتّاب الصدقات والرسائل والعهود.‏

كتابة الحديث في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم:

‎‎ ومع وجود عدد من الكُتّاب في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وقيامهم بتدوين القرآن الكريم، فإنهم لم يقوموا بجمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتابته بشمول واستقصاء، بل اعتمدوا على الحفظ والذاكرة في أغلبه، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ولعله أراد المحافظة على ملكة الحفظ عندهم، خاصة وأن الحديث تجوز روايته بالمعنى خلاف القرآن الكريم الذي هو معجز بلفظه ومعناه ومن ثم فلا تجوز روايته بالمعنى، لذلك اقتضت الحكمة حصر جهود الكاتبين في نطاق تدوين القرآن الكريم، وللتخلص من احتمال حدوث التباس عند عامة المسلمين فيخلطوا القرآن بالحديث إذا اختلطت الصحف التي كتب فيها القرآن بصحف الحديث ، خاصة في الفترة المبكرة عندما كان الوحي ينزل بالقرآن الكريم ولم يكمل الوحي، ولم يتعود عامة المسلمين على أسلوب القرآن. وقد وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تنهى عن كتابة الحديث، كما وردت أحاديث تسمح بالكتابة.‏

فأما أحاديث النهي عن الكتابة فهي:

1. ‏(لاتكتبوا عني، ومن كتب غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج ) أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري. رضي الله عنه.‏

2. قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (استأذنا النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن لنا في الكتاب فأبى ) رواه الترمذي، وصححه الألباني.‏

3. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نكتب الأحاديث فقال: ما هذا الذي تكتبون ؟ قلنا: أحاديث نسمعها منك . قال: كتاب غير كتاب الله، أتدرون؟ ما ضل الأمم قبلكم إلا بما اكتتبوا من الكتب مع كتاب الله تعالى ) رواه أحمد بألفاظ مختلفة.‏

‎‎ وأقوى هذه الأحاديث حديث أبي سعيد الخدري الأول الذي أخرجه مسلم في صحيحه.‏

وأما أحاديث السماح بالكتابة فهي:

1. حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: "كنت أكتب كل شي أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش، وقالوا تكتب كل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا؟ فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بإصبعه إلى فيه وقال: (اكتب فو الذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق )" أخرجه الدارمي في سننه وأبو داود، وصححه الألباني.‏

2. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثاً عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب " رواه البخاري.‏

3. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "إن رجلاً أنصارياً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلة حفظه فقال: (استعن بيمينك )" أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث إسناده ليس بذلك القائم.‏

4. طلب رجل من أهل اليمن يوم فتح مكة من الصحابة أن يكتبوا له خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفتح فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال: (اكتبوا لأبي شاه )، رواه البخاري.‏

‎‎ 5. حديث أنس: ( قيدوا العلم بالكتاب ) رواه الدارمي، وصححه السيوطي، وقال الهيثمي رجال الصحيح.‏

‎‎ 6. حديث رافع بن خديج: " قلت يا رسول الله إنا نسمع منك أشياء أفنكتبها؟ قال: (اكتبوا ولا حرج )" رواه الطبراني في الكبير.‏

‎‎ 7. كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاب الصدقات والديات والفرائض والسنن لعمرو بن حزم.‏

‎‎ 8. قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه: (اتئوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ) رواه البخاري.‏

‎‎ 9. كتابـة النبي صلى الله عليه وسلم للصحيفة بين المهاجرين والأنصار وبين المسلمين و اليهود.‏

رأي العلماء في تعارض هذه الأحاديث:

‎‎ لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كتابة الحديث خشية اختلاطه بالقرآن الكريم الذي لم يكن قد جمع بعد، وكذلك خشية انشغال المسلمين بالحديث عن القرآن وهم حديثو عهد به، وإلى ذلك ذهب الرامهرمزي (ت 360هـ )، بقوله تعقيباً على حديث أبي سعيد الخدري وحديث أبي سعيد: "حرصنا أن يأذن لنا النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب فأبى ، فأحسبه أنه كان محفوظاً في أول الهجرة، وحين كان لا يؤمن الاشتغال به عن القرآن ".‏

‎‎ وأما أبو سليمان الخطابي (ت 388هـ ) فقال: "وجهه والله أعلم أن يكون إنما كره أن يكتب شيء مع القرآن في صحيفة واحدة أو يجمع بينهما في موضع واحد تعظيماً للقرآن وتنزيهاً له أن يسوى بينه وبين كلام غيره ".‏

‎‎ ولذلك فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة المتقنين للكتابة أن يكتبوا الحديث مثل عبد الله بن عمرو بن العاص حيث اطمأن إلى عدم خلطة القرآن بالحديث. وذهب بعض العلماء ورأيهم ينسجم مع ما ذكر آنفاً إلى أن أحاديث السماح بالكتابة نسخت أحاديث النهي عنها، وذلك بعد أن رسخت معرفة الصحابة بالقرآن فلم يخش خلطهم له بسواه، وممن ذهب إلى النسخ من المتقدمين ابن قتيبة الدينوري، ومن المعاصرين الشيخ أحمد محمد شاكر، وهذا الرأي لا يتعارض مع تخصيص بعض الصحابة مثل: عبد الله بن عمرو بالإذن في وقت النهي العام، لأن إبطال المنسوخ بالناسخ لا علاقة له ولا تأثير في تخصيص بعض أفراد العام قبل نسخه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالأحد يناير 17, 2010 5:51 am

لله درك
وانا بدورى سأكتب السير الذاتية للائمة الاربعة وكيف اجتهدوا ومنذ نعومة اظافرهم بحثا وفحصا ولا يجزون من الفاروقيين الا نكالا وانا اذ اكتب هذه السير لائمتنا متحديا اياهم بان يكتبوا سيرة إمامهم
فإلى مضابط النزال.......
الامام أبو حنيفه النعمان
أبو حنيفة أو أبو حنيفة النعمان أو النعمان بن ثابت بن النعمان بن زوطي المولود سنة (80هـ/699م). أبوه ثابت بن النعمان رجل تقي من أهل الكوفة أشتهر بورعه، وكان تاجــراً مشهوراً بالصدقِ والأمانة والوفاء، أخذ عنهُ الاشتغال بالتجارة أبنهِ النعمان والذي ولد في الكوفة وكانت آنذاك حاضرة من حواضر العلم، تموج بحلقات الفقه والحديث والقراءات واللغة والعلوم، وتمتلئ مساجدها بشيوخ العلم وأئمته، وفي هذه المدينة قضى النعمان معظم حياته متعلماً وعالماً، وتردد في صباه الباكر بعد أن حفظ القرآن على هذه الحلقات، لكنه كان منصرفاً إلى مهنة التجارة مع أبيه، فلما رآه عامر الشعبي الفقيه الكبير ولمح ما فيه من مخايل الذكاء ورجاحة العقل أوصاه بمجالسة العلماء والنظر في العلم، فاستجاب لرغبته وأنصرف بهمته إلى حلقات الدرس وما أكثرها في الكوفة، فروى الحديث ودرس اللغة والأدب، وكان من كثرة أهتمامهِ بأن لا يضيع عنه ما يتلقاه من العلم يقضي الوقت في الطواف على المجالس حاملاً أوراقه وقلمه و حنيفة الحبر، فأشتهر بها وكني أبا حنيفة، واتجه إلى دراسة علم الكلام حتى برع فيه براعة عظيمة مكّنته من مجادلة أصحاب الفرق المختلفة ومحاجّاتهم في بعض مسائل العقيدة، ثم أنصرف إلى الفقه ولزم دروس الفقه عند حماد بن أبي سليمان.

شيوخه
تتلمذ أبو حنيفة على يد حماد بن أبي سليمان . ولقد أدرك أبو حنيفة جماعة من أصحاب النبي محمد ومنهم: أنس بن مالك بن النضر، وعبد الله بن أوفى، ووائلة بن الأسقع، وسهل بن سعد ولازم أبو حنيفة شيخهُ حماد بن أبي سليمان وتخرج عليه، وواصل دراستهُ عنده ثماني عشرة عاماً، ولم يفارق شيخهُ حماداً حتى توفى، ومما يدل على حبهِ له أنه سمى ولده (حماد) إعتزازاً بشيخهِ.

ولقد هاجر من الكوفة إلى مكة وأقام فيها عدة سنوات، وأكمل دراسته الفقهية على عطاء بن أبي رباح، ومجاهد وهما تلميذي الصحابي عبد الله بن عباس.

وبلغ عدد العلماء الذين أخذ منهم إجازة العلم وأتصل بهم أكثر من سبعين عالماً. ومنهم الإمام جعفر الصادق و اللذي قال أبو حنيفة في حقه : (لولا السنتان لهلك النعمان) مشيرا للسنتان التي قضاهما لديه في طلبه للعلم.


رئاسة حلقة الفقه
وبعد موت شيخه حماد بن أبي سليمان آلت رياسة حلقة الفقه إلى أبي حنيفة، وهو في الأربعين من عمره، والتفّ حوله تلاميذه ينهلون من علمه وفقهه، وكانت له طريقة مبتكرة في حل المسائل والقضايا التي كانت تُطرح في حلقته؛ فلم يكن يعمد هو إلى حلها مباشرة، وإنما كان يطرحها على تلاميذه، ليدلي كل منهم برأيه، ويعضّد ما يقول بدليل، ثم يعقّب هو على رأيهم، ويصوّب ما يراه صائبا، حتى تُقتل القضية بحثاً، ويجتمع أبو حنيفة وتلاميذه على رأي واحد يقررونه جميعا.

وكان أبو حنيفة يتعهد تلاميذه بالرعاية، وينفق على بعضهم من مالهِ، مثلما فعل مع تلميذه أبي يوسف حين تكفّله بالعيش لما رأى ضرورات الحياة تصرفه عن طلب العلم، وأمده بماله حتى يفرغ تماما للدراسة، يقول أبو يوسف المتوفى سنة (182هـ = 797م): "وكان يعولني وعيالي عشرين سنة، وإذا قلت له: ما رأيت أجود منك، يقول: كيف لو رأيت حماداً –يقصد شيخه- ما رأيت أجمع للخصال المحمودة منه".

وكان مع اشتغاله يعمل بالتجارة، حيث كان له محل في الكوفة لبيع الخزّ (الحرير)، يقوم عليه شريك له، فأعانه ذلك على الاستمرار في خدمة العلم، والتفرغ للفقه.


أصول مذهبه
نشأ مذهب أبي حنيفة في الكوفة مهد مدرسة الرأي، وتكونت أصول المذهب على يديه، وأجملها هو في قوله: "إني آخذ بكتاب الله إذا وجدته، فما لم أجده فيه أخذت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم أجد فيها أخذت بقول أصحابه من شئت، وادع قول من شئت، ثم لا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم، والشعبي والحسن و ابن سيرين وسعيد بن المسيب فلي أن أجتهد كما اجتهدوا".

وهذا القدر من أصول التشريع لا يختلف فيه أبو حنيفة عن غيره من الأئمة، فهم يتفقون جميعا على وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة لاستنباط الأحكام منهما، غير أن أبا حنيفة تميّز بمنهج مستقل في الاجتهاد، وطريقة خاصة في استنباط الأحكام التي لا تقف عند ظاهر النصوص، بل تغوص إلى المعاني التي تشير إليها، وتتعمق في مقاصدها وغاياتها.

ولا يعني اشتهار أبي حنيفة بالقول بالرأي والإكثار من القياس أنه يهمل الأخذ بالأحاديث والآثار، أو أنه قليل البضاعة فيها، بل كان يشترط في قبول الحديث شروطاً متشددة؛ مبالغة في التحري والضبط، والتأكد من صحة نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا التشدد في قبول الحديث هو ما حملهُ على التوسع في تفسير ما صح عنده منها، والإكثار من القياس عليها حتى يواجه النوازل والمشكلات المتجددة.

ولم يقف اجتهاد أبي حنيفة عند المسائل التي تعرض عليه أو التي تحدث فقط، بل كان يفترض المسائل التي لم تقع ويقلّبها على جميع وجوهها ثم يستنبط لها أحكاماً، وهو ما يسمى بالفقه التقديري وفرص المسائل، وهذا النوع من الفقه يقال إن أبا حنيفة هو أول من استحدثه، وقد أكثر منه لإكثاره استعمال القياس، روي أنه وضع ستين ألف مسألة من هذا النوع.


تلاميذ أبي حنيفة
لم يؤثر عن أبي حنيفة أنه كتب كتاباً في الفقه يجمع آراءه وفتاواه، وهذا لا ينفي أنه كان يملي ذلك على تلاميذه، ثم يراجعه بعد إتمام كتابته، ليقر منه ما يراه صالحاً أو يحذف ما دون ذلك، أو يغيّر ما يحتاج إلى تغيير، ولكن مذهبه بقي وأنتشر ولم يندثر كما أندثرت مذاهب كثيرة لفقهاء سبقوه أو عاصروه، وذلك بفضل تلاميذهِ الموهوبين الذين دونوا المذهب وحفظوا كثيرا من آراء إمامهم بأقواله وكان أشهر هؤلاء:

أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المتوفي عام(183هـ/799م)، ومحمد بن الحسن الشيباني المتوفي في عام(189هـ/805م)، وزفر بن الهذيل، وهم الذين قعدوا القواعد وأصلوا الأصول في المذهب الحنفي.

ولقد قضى الإمام أبو حنيفة عمرهُ في التعليم والتدريس ولقد تخرج عليه الكثير من الفقهاء والعلماء، ومنهم ولدهُ حماد ابن ابي حنيفة، وإبراهيم بن طهمان، وحمزة بن حبيب الزيات، وأبو يحيى الحماني، وعيسى بن يونس، ووكيع، ويزيد بن زريع، وأسد بن عمرو البجلي، وحكام بن يعلى بن سلم الرازي، وخارجن بن مصعب، وعبد الحميد ابن أبي داود، وعلي بن مسهر، ومحمد بن بشر العبدي، ومصعب بن مقدام، ويحيى بن يمان، وابو عصمة نوح بن أبي مريم، وأبو عبد الرحمن المقريء، وأبو نعيم وأبو عاصم، وغيرهم كثير.


تدوين المذهب
وصلت إلينا كتب محمد بن الحسن الشيباني كاملة، وكان منها ما أطلق عليه العلماء كتب ظاهر الرواية، وهي كتب المبسوط والزيادات، والجامع الكبير والجامع الصغير، والسير الكبير والسير الصغير، وسميت بكتب ظاهر الرواية؛ لأنها رويت عن الثقات من تلاميذه، فهي ثابتة عنه إما بالتواتر أو بالشهرة.

وقد جمع أبو الفضل المروزي المعروف بالحاكم الشهيد المتوفى سنة (344هـ/955م) كتب ظاهر الرواية بعد حذف المكرر منها في كتاب أطلق عليه "الكافي"، ثم قام بشرحه شمس الأئمة السرخسي المتوفى سنة (483هـ/1090م) في كتابه "المبسوط"، وهو مطبوع في ثلاثين جزءاً، ويعد من أهم كتب الحنفية الناقلة لأقوال أئمة المذهب، بما يضمه من أصول المسائل وأدلتها وأوجه القياس فيها.


انتشار المذهب
انتشر مذهب أبي حنيفة في البلاد منذ أن مكّن له أبو يوسف بعد تولّيه منصب قاضي القضاة في الدولة العباسية، وكان المذهب الرسمي لها، كما كان مذهب السلاجقة والدولة الغزنوية ثم الدولة العثمانية، وهو الآن شائع في أكثر البقاع الإسلامية، ويتركز وجوده في مصر و الشام و العراق و أفغانستان وباكستان والهند والصين .


وفاة أبي حنيفة
مد الله في عمر أبي حنيفة، وهيأ له من التلاميذ النابهين من حملوا مذهبه ومكنوا له، وحسبه أن يكون من بين تلاميذه أبو يوسف، ومحمد بن الحسن، وزفر، والحسن بن زياد، وأقر له معاصروه بالسبق والتقدم، قال عنه النضر بن شميل: "كان الناس نياماً عن الفقه حتى أيقظهم أبو حنيفة بما فتقه وبيّنه"، وبلغ من سمو منزلته في الفقه أن قال فيهِ الإمامالشافعي : "الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة".

كما كان ورعاً شديد الخوف والوجل من الله، وتمتلئ كتب التاريخ والتراجم بما يشهد له بذلك، ولعل من أبلغ ما قيل عنه ما وصفه به العالم الزاهد فضيل بن عياض بقوله: "كان أبو حنيفة رجلاً فقيهاً معروفاً بالفقه، مشهورا بالورع، واسع المال، معروفا بالأفضال على كل من يطيف به، صبورا عل تعليم العلم بالليل والنهار، حسن الليل، كثير الصمت، قليل الكلام حتى ترد مسألة في حلال أو حرام، فكان يحسن أن يدل على الحق، هاربا من مال السلطان".

وتوفي أبو حنيفة في بغداد بعد أن ملأ الدنيا علماً وشغل الناس في (11 من جمادى الأولى 150هـ/14 من يونيو 767م) ويقع قبره في مدينة بغداد بمنطقة الأعظمية في مقبرة الخيزران على الجانب الشرقي من نهر دجلة.


مظاهر القدوة في شخصية أبي حنيفة
احترامه وتقديره لمن علمه الفقه:
فقد ورد عن ابن سماعة، أنه قال: سمعت أبا حنيفة يقول: ما صليت صلاة مُذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علماً، أو علمته علما.

سخاؤه في إنفاقه على الطلاب والمحتاجين وحسن تعامله معهم، وتعاهدهم مما غرس محبته في قلوبهم حتى نشروا أقواله وفقهه، ولك أن تتخيل ملايين الدعوات له بالرحمة عند ذكره في دروس العلم في كل أرض. ومن عجائب ما ورد عنه أنه كان يبعث بالبضائع إلى بغداد، يشتري بها الأمتعة، ويحملها إلى الكوفة، ويجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة، فيشتري بها حوائج الأشياخ المحدثين وأقواتهم، وكسوتهم، وجميع حوائجهم، ثم يدفع باقي الدنانير من الأرباح إليهم، فيقول: أنفقوا في حوائجكم، ولا تحمدوا إلا الله؛ فإني ما أعطيتكم من مالي شيئا، ولكن من فضل الله عليَّ فيكم، وهذه أرباح بضاعتكم؛ فإنه هو والله مما يجريه الله لكم على يدي فما في رزق الله حول لغيره.
سؤاله عن أحوال أصحابه وغيرهم من الناس، وحدث حجر بن عبد الجبار، قال: ما أرى الناس أكرم مجالسة من أبي حنيفة، ولا أكثر إكراماً لأصحابه. وقال حفص بن حمزة القرشي: كان أبو حنيفة ربما مر به الرجل فيجلس إليه لغير قصد ولا مجالسة، فإذا قام سأل عنه، فإن كانت به فاقة وصله، وإن مرض عاده.
حرصه على هيبة العلم في مجالسه؛ فقد ورد عن شريك قال كان أبو حنيفة طويل الصمت كثير العقل.
الاهتمام بالمظهر والهيئة؛
بما يضفي عليه المهابة، فقد جاء عن حماد بن أبي حنيفة أنه قال: كان أبي جميلا تعلوه سمرة حسن الهيئة، كثير التعطر هيوباً لا يتكلم إلا جواباً ولا يخوض فيما لا يعنيه. وعن عبد الله ابن المبارك قال: ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتاً وحلماً من أبي حنيفة.

كثرة عبادته وتنسكه .
فقد قال أبو عاصم النبيل كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته، واشتهر عنه أنه كان يحيى الليل صلاة ودعاء وتضرعا. وذكروا أن أبا حنيفة صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة. وروى بشر بن الوليد عن القاضي أبي يوسف قال بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلاً يقول لآخر هذا أبو حنيفة لا ينام الليل فقال أبو حنفية والله لا يتحدث عني بما لم أفعل فكان يحيى الليل صلاة وتضرعا ودعاء، ومثل هذه الروايات عن الأئمة موجودة بكثرة، والتشكيك في ثبوتها له وجه، لاشتهار النهي عن إحياء الليل كله، وأبو حنيفة قد ملأ نهاره بالتعليم مع معالجة تجارته، فيبعد أن يواصل الليل كله. ولكن عبادة أبي حنيفة وطول قراءته أمر لا ينكر، بل هو مشهور عنه ، فقد روي من وجهين أن أبا حنيفة قرأ القرآن كلهُ في ركعة.

شدة خوفه من الله :
فقد روى لنا القاسم بن معن أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قول الله في القرآن: ( بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ) سورة القمر، آية 46، ويبكي ويتضرع إلى الفجر.

شدة ورعه؛
وخصوصا في الأمور المالية، فقد جاء عنه أنه كان شريكاً لحفص بن عبد الرحمن، وكان أبو حنيفة يُجهز إليه الأمتعة، وهو يبيع، فبعث إليه في رقعة بمتاع، وأعلمه أن في ثوب كذا وكذا عيباً، فإذا بعته، فبين. فباع حفص المتاع، ونسى أن يبين، ولم يعلم ممن باعه، فلما علم أبو حنيفة تصدق بثمن المتاع كله.

تربيته لنفسه على الفضائل كالصدقة، فقد ورد عن المثنى بن رجاء أنه قال جعل أبو حنيفة على نفسه إن حلف بالله صادقا أن يتصدق بدينار وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها.

وكان حليما صبورا، وله حلم عجيب مع العوام؛
لأن من تصدى للناس لا بد وأن يأتيه بعض الأذى من جاهل أو مغرر به، ومن عجيب قصصه ما حكاه الخريبي قال: كنا عند أبي حنيفة فقال رجل: إني وضعت كتابا على خطك إلى فلان فوهب لي أربعة آلاف درهم، فقال أبو حنيفة إن كنتم تنتفعون بهذا فافعلوه. وقد شهد بحلمه من رآه، قال يزيد بن هارون ما رأيت أحدا أحلم من أبي حنيفة، وكان ينظر بإيجابية إلى المواقف التي ظاهرها السوء، فقد قال رجل لأبي حنيفة (أتق الله)، فأنتفض وأصفر وأطرق وقال: (جزاك الله خيرا ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا) ، وجاء إليه رجل، فقال: (يا أبا حنيفة، قد أحتجت إلى ثوب خز) ، فقال: ما لونه؟ قال: كذا، وكذا ، فقال له: أصبر حتى يقع، وآخذه لك، _إن شاء الله_ ، فما دارت الجمعة حتى وقع، فمر به الرجل، فقال: قد وقعت حاجتك، وأخرج إليه الثوب، فأعجبه، فقال: يا أبا حنيفة، كم أزن؟ قال: درهماً ، فقال الرجل: يا أبا حنيفة ما كنت أظنك تهزأ ، قال: ما هزأت، إني اشتريت ثوبين بعشرين ديناراً ودرهم، وإني بعت أحدهما بعشرين ديناراً، وبقي هذا بدرهم، وما كنت لأربح على صديق.

الجدية والأستمرار وتحديد الهدف:
فقد وضع نصب عينيه أن ينفع الأمة في الفقه والاستنباط، وأن يصنع رجالا قادرين على حمل تلك الملكة.

ترك الغيبة و الخوض في الناس. فعن ابن المبارك: قلت لسفيان الثوري، يا أبا عبد الله، ما أبعد أبا حنيفة من الغيبة، وما سمعته يغتاب عدوا له قط. قال: هو والله أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهب بها. بل بلغ من طهارة قلبه على المسلمين شيئا عجيبا، ففي تأريخ بغداد عن سهل بن مزاحم قال سمعت أبا حنيفة يقول: "فبشر عباد الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ " قال: كان أبو حنيفة يكثر من قول: (اللهم من ضاق بنا صدره فإن قلوبنا قد اتسعت له).
حرصه على بناء شخصيات فقهية تحمل عنه علمه:
وقد نجح أيما نجاح. ومن طريف قصصه مع تلاميذه التي تبين لنا حرصه على تربيتهم على التواضع في التعلم وعدم العجلة ، كما في (شذرات الذهب): لما جلس أبو يوسف للتدريس من غير إعلام أبي حنيفة أرسل إليه أبو حنيفة رجلا فسأله عن خمس مسائل وقال له: إن أجابك بكذا فقل له: أخطأت، وإن أجابك بضده فقل له: أخطأت فعلم أبو يوسف تقصيره فعاد إلى أبي حنيفة فقال: "تزبيت قبل أن تحصرم". أي بمعنىتصدرت للفتيا قبل أن تستعد لها فجعلت نفسك زبيبا وأنت لازلت حصرما).

تصحيحه لمفاهيم مخالفيه بالحوار الهادئ:
قد كان التعليم بالحوار سمة بارزة لأبي حنيفة، وبه يقنع الخصوم والمخالفين، وروى أيضا عن عبد الرزاق قال: شهدت أبا حنيفة في مسجد الخيف فسأله رجل عن شيء فأجابه فقال رجل: إن الحسن يقول كذا وكذا قال أبو حنيفة أخطأ الحسن قال: فجاء رجل مغطى الوجه قد عصب على وجهه فقال: أنت تقول أخطأ الحسن ثم سبه بأمه ثم مضى فما تغير وجهه ولا تلون ثم قال: إي والله أخطأ الحسن وأصاب بن مسعود.

ومن مظاهر القدوة عدم اعتقاده أنه يملك الحقيقة المطلقة وأن غيره من العلماء على خطأ؛
فقد جاء في ترجمته في تأريخ بغداد عن الحسن بن زياد اللؤلؤي يقول: سمعت أبا حنيفة يقول قولنا هذا رأي، وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاءنا بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منا. ولقد بعث الإمام زيد الفضلَ بن الزبير وأبا الجارود إلى الامام أبي حنيفة النعمان، فوصلا إليه وهو مريض، فدعياه إلى نصرتهِ، فقال: « هو والله صاحب حق، وهو أعلم مَنْ نعرف في هذا الزمان، فاقرئاه مني السلام وأخبراه أن مرضاً يمنعني من الخروج معه » .


مؤلفاته
وضع الإمام أبو حنيفة عدة كتب في الفقه الحنفي منها:

المخارج في الفقه.
الفقه الأكبر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالأحد يناير 17, 2010 5:55 am

الامام الشافعي

محمد بن إدريس الشافعيّ (150 هـ/766 م - 204 هـ/820 م). مجدد الإسلام في القرن الثاني الهجري كما نص علي ذلك الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله و هو أيضا أحد أئمّة أهل السنّة وهو صاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلاميّ. يُعَدّ الشافعيّ مؤسّس علم أصول الفقه , وهو أول من وضع كتابا لإصول الفقه سماه الرسالة .


اسمه و مولده وكنيته
هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد الله بن ابن يزيد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي المطّلبي الشافعي الحجازي المكّي يلتقي في نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف بن قصي .

ولد في سنة مائة وخمسين وهي السنة التي توفّي فيها أبو حنيفة .

وُلِد بغزّة ، وقيل بعسقلان , ثم أُخِذ إلى مكة وهو ابن سنتين .


سيرته
نشأ يتيمًا في حجر أمّه في قلّة من العيش، وضيق حال، وكان في صباه يجالس العلماء، ويكتب ما يفيده في العلوم ونحوها، حتى ملأ منها خبايا، وقد كان الشافعي في ابتداء أمره يطلب الشعر وأيام العرب والأدب، ثم اتّجه نحو تعلّم الفقه فقصد مجالسة الزنجي مسلم بن خالد الذي كان مفتي مكة.

ثم رحل الشافعي من مكّة إلى المدينة قاصدًا الأخذ عن أبي عبد الله مالك بن أنس رحمه الله، ولمّا قدم عليه قرأ عليه الموطّأ حفظًا، فأعجبته قراءته ولازمه، وكان للشافعيّ رحمه الله حين أتى مالكًا ثلاث عشرة سنة ثم نزل باليمن.

واشتهر من حسن سيرته، وحمله الناس على السنة، والطرائق الجميلة أشياء كثيرة معروفة. ثم ترك ذلك وأخذ في الاشتغال بالعلوم، ورحل إلى العراق وناظر محمد بن الحسن وغيرَه؛ ونشر علم الحديث ومذهب أهله، ونصر السنة وشاع ذكره وفضله وطلب منه عبد الرحمن بن مهدي إمام أهل الحديث في عصره أن يصنّف كتابًا في أصول الفقه فصنّف كتاب الرسالة، وهو أول كتاب صنف في أصول الفقه، وكان عبد الرحمن ويحيى بن سعيد القطّان يعجبان به، وقيل أنّ القطّان وأحمد بن حنبل كانا يدعوان للشافعيّ في صلاتهما.

وصنف في العراق كتابه القديم ويسمى كتاب الحجة، ويرويه عنه أربعة من جلّ أصحابه، وهم أحمد بن حنبل، أبو ثور، الزعفراني والكرابيسي.

ثم خرج إلى مصر سنة تسع وتسعين ومائة -وقيل سنة مائتين- وحينما خرج من العراق قاصدا مصر قالو له اتذهب مصر وتتركنا فقال لهم [هناك الممات ]-وحينما دخل مصر و أشتغل في طلب العلم وتدريسه ، فوجىء بكتاب أسمه الكشكول لعبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما وقرأ فيه العديد من الأحاديث النبوية التى رواها عبد الله و دونها و بناءا عليه غير الشافعى الكثير من أحكامه الفقهية و فتاواه لما أكتشفه في هذا الكتاب من أحكام قطعت الشك باليقين أو غيرت وجهة أحكامه ، حتى انه حينما يسأل شخص عن حكم أو فتوى للإمام الشافعى يقال له هل تسأل عن الشافعى القديم (أي مذهبه حينما كان في العراق )أم مذهب الشافعى الحديث (أي الذى كان بمصر )، كماصنّف كتبه الجديدة كلها بمصر، وسار ذكره في البلدان، وقصده الناس من الشام والعراق واليمن وسائر النواحي لأخذ العلم عنه وسماع كتبه الجديدة وأخذها عنه. وساد أهل مصر وغيرهم وابتكر كتبًا لم يسبق إليها منها أصول الفقه، ومنها كتاب القسامة، وكتاب الجزية، وقتال أهل البغي وغيرها.


من قصائده

أأنثر درا بين سارحة البهم وأنظم منثوراً لراعية الغنم
لعمري لئن ضيعـت في شر بلدةٍ فلست مضيعاً فيهـم غـرر الكلـم
لئن سـهل الله العزيز بلطفه وصادفـت أهــلاً للعلوم وللحكم
بثثت مفيداً واستـفدت ودادهم وإلا فمكنون لدى ومكتـتـم
ومـن منح الجهال علما أضاعه ومـن منع المستوجبين فقد ظلم

وله أيضا:


اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير في ود يجئ تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده ويظهر سراً قد كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا

وله أيضاً :


نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لهجانـا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضآً عيانا

كما أن له في ذكر ال بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم):


يا ال بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القران أنزله
يكفيكم من عظيم الشأن أنكم من لم يصلي عليكم لا صلاة له

وأيضا في حب أهل بيت النبي (عليه الصلاة والسلام):


لو فتشوا قلبي لألفوا بــه سطــرين قد خُطّا بلا كاتبِ
العدل والتوحيد في جانبٍ وحب أهل البيت في جانبِ

وأيضا في دعوته لحب آل بيت النبي(صلى الله عليه وسلم):


يا راكباً قف بالمحصــب من منى واهتف بساكن خيفها والناهضِ
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى فيضاً كملتطم الفرات الفائــــض
إن كان رفضــــاً حـب آل محمـــد فليشــــــهد الثقلان أني رافض

كما قال حول مقتل الحسين (رضي الله عنه) سبط الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم):


تأوّه قلبـــــي والفــــــؤاد كئيـــــــب وأرّق نومـــي فالسهاد عجيبُ
ومما نفى نومي وشـــــيب لومتــي تصاريف أيــــامٍ لهـن خطــوبُ
فمن مبلغ،ٌ عني الحسـين رســـــالةً وإن كرِهَتْـــــها أنفــسٌ وقلوبُ
ذبيحٌ، بلا جــــرمٍ كــأنّ قميصـــــــه صبيــغ بماء الأرجوان خضيب
فللسيف إعـــــوال وللــرمـــــح رنّة وللخيل من بعد الصهيل نحيب
تزلزلت الدنيــــــــــا لآل محــمـــــدٍ وكادت لهم صمّ الجبـــال تذوب
وغارت نجوم واقشـــعـرت كواكــب وهتك أستارٍ وشــــُق جيــــوب
يُصلّى على المبعوث مـن آلِ هاشــمٍ ويُغزى بنـــــوه إن ذا لعجيـب!
لئــن كـان ذنـبي حــب آل محمــــــدٍ فذلك ذنب لســـــت عنه أتـوب
هم شُفعــائي يوم حشــري وموقفـي إذا ما بدت للنــــاظرين خطوب

وله أيضا ً :

إذا المرء أفشـى سـره بلسـانه

ولام علـيه غــيره فـهو أحـمـق


إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه

فصدر الذي يستودع السـر أضيق


مصنفاته
كتاب الأم.
الرسالة في أصول الفقه، وهي أول كتاب صنف في علم أصول الفقه.
كتاب القسامة.
كتاب الجزية.
قتال أهل البغي.
سبيل النجاة.
111 ديوان شعر.

جمعه لشتى العلوم
حدث الربيع بن سليمان قال : كان الشافعي رحمه الله يجلس في حلقته إذا صلى الصبح ، فيجيئه أهل القرآن فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث فيسألونه تفسيره ومعانيه ، فإذا إرتفعت الشمس قاموا فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر ، فإذا إرتفع الضحى تفرقوا ، وجاء أهل العربية والعروض والنحو والشعر فلا يزالون إلى قرب إنتصاف النهار ، ثم ينصرف ، رضي الله عنه .

وحدث محمد بن عبدالحكم قال : ما رأيت مثل الشافعي ، كان أصحاب الحديث يجيئون إليه ويعرضون عليه غوامض علم الحديث ، وكان يوقفهم على أسرار لم يقفوا عليها فيقومون وهم متعجبون منه ، وأصحاب الفقه الموافقون والمخالفون لايقومون إلا وهم مذعنون له ، وأصحاب الأدب يعرضون عليه الشعر فيبين لهم معانيه .

وكان يحفظ عشرة آلاف بيت لهذيل إعرابها ومعانيها ، وكان من أعرف الناس بالتواريخ ، وكان ملاك أمره إخلاص العمل لله تعالى .

قال مصعب بن عبدالله الزبيري : "ما رايت أعلم بأيام الناس من الشافعي" .

وروي عن مسلم بن خالد أنه قال لمحمد بن إدريس الشافعي وهو ابن ثمان عشرة سنة : "أفت أبا عبدالله فقد آن لك أن تفتي" .

وقال الحميدي : كنا نريد أن نرد على أصحاب الرأي فلم نحسن كيف نرد عليهم ، حتى جاءنا الشافعي ففتح لنا .


تواضعه وورعه وعبادته
كان الشافعي رضي الله عنه مشهورا بتواضعه وخضوعه للحق ، تشهد له بذلك مناظراته ودروسه ومعاشرته لأقرانه ولتلاميذه وللناس .

قال الحسن بن عبدالعزيز الجروي المصري : قال الشافعي : ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ ، وما في قلبي من علم ، إلا وددت أنه عند كل أحد ولا ينسب لي .

قال حرملة بن يحيى : قال الشافعي : كل ما قلت لكم فلم تشهد عليه عقولكم وتقبله وتره حقا فلا تقبلوه ، فإن العقل مضطر إلى قبول الحق .

قال الشافعي رضي الله عنه : والله ما ناظرت أحدا إلا على النصيحة .

وقال أيضا : ما أوردت الحق والحجة على أحد فقبلهما إلا هبته و إعتقدت مودته ، ولا كابرني على الحق أحد ودافع الحجة إلا سقط من عيني .

وقال : أشد الأعمال ثلاثة : الجود من قلة ، والورع في خلوة ، وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف .

وأما ورعه وعبادته فقد شهد له بهما كل من عاشره استاذا كان أو تلميذا ، أو جار ، أو صديقا .

قال الربيع بن سليمان : كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين مرة كل ذلك في صلاة .

وقال أيضا : قال الشافعي : والله ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا شبعة طرحتها لأن الشبع يثقل البدن ، ويزيل الفطنة ، ويجلب النوم ، ويضعف صاحبه عن العبادة .

وقال : أيضا : كان الشافعي قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء : الثلث الأول يكتب ، والثلث الثاني يصلي، والثلث الثالث ينام .


فصاحته وشعره وشهادة العلماء له
لقد كان الشافعي رضي الله عنه فصيح اللسان بليغا حجة في لغة العرب ونحوهم ، إشتغل بالعربية عشرين سنة مع بلاغته وفصاحته ، ومع أنه عربي اللسان والدار والعصر وعاش فترة من الزمن في بني هذيل فكان لذلك أثره الواضح على فصاحته وتضلعه في اللغة والأدب والنحو ، إضافة إلى دراسته المتواصلة و إطلاعه الواسع حتى أضحى يرجع إليه في اللغة والنحو .

قال أبو عبيد : كان الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة .

وقال أيوب بن سويد : خذوا عن الشافع اللغة .

قال الأصمعي : صححت أشعار الهذليين على شاب من قريش بمكة يقال له محمد بن أدريس .

قال أحمد بن حنبل : كان الشافعي من أفصح الناس ، وكان مالك تعجبه قراءته لأنه كان فصيحا .

وقال أحمد بن حنبل : ما مس أحد محبرة ولا قلما إلا وللشافعي في عنقه منة.

حدث أبو نعيم الاستراباذي ، سمعت الربيع يقول : لو رأيت الشافعي وحسن بيانه وفصاحته لعجبت منه ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته - التي كان يتكلم بها معنا في المناظرة - لم يقدر على قراءة كتبة لفصاحته وغرائب ألفاظه غير أنه كان في تأليفه يجتهد في أن يوضح للعوام.


سخاؤه
أما سخاؤه رحمه الله فقد بلغ فيه غاية جعلته علما عليه، لا يستطيع أحد أن يتشكك فيه أو ينكره ، وكثرة أقوال من خالطه في الحديث عن سخائه وكرمه.

وحدث محمد بن عبدالله المصري قال : كان الشافعي أسخى الناس بما يجد .

قال عمرو بن سواد السرجي : كان الشافعي أسخى الناس عن الدنيا والدرهم والطعام , فقال لي الشافعي : ألإلست في عمري ثلاث إفلاسات ، فكنت أبيع قليلي وكثيري ، حتى حلي ابنتي وزوجتي ولم أرهن قط .

قال الربيع : كان الشافعي إذا سأله إنسان يحمرّ وجهه حياء من السائل ، ويبادر بإعطائه .


وفاته
تُوفّي بمصر سنة أربع ومائتين وهو ابن أربع وخمسين سنة .

قال تلميذه الربيع : توفّي الشافعي رحمه الله ليلة الجمعة بعد المغرب وأنا عنده ، ودفن بعد العصر يوم الجمعة آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين ، وقبره بمصر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالأحد يناير 17, 2010 5:58 am

الإمام أحمد بن حنبل

164 هـ/780 م ـ 241 هـ/855 م) هو أحد أئمة أهل السنة والجماعة .


نشأته
هو الامام ابي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني المروزي الوائلي ولد في بغداد سنة 164ه في شهر ربيع الاول/780م وتنقّل بين الحجاز واليمن ودمشق. سمع من كبار المحدثين ونال قسطاً وافراً من العلم والمعرفة، حتى قال فيه الإمام الشافعي: "خرجت من بغداد فما خلّفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقَهَ من ابن حنبل".

وعن إبراهيم الحربي، قال: "رأيت أحمد ابن حنبل، فرأيت كأنّ الله جمع له علم الأوّلين والآخرين من كل صنف يقول ما يشاء ويمسك عمّا يشاء". ولم يكن ابن حنبل يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس من أمر الدنيا.

أبو عبد الله، أحمد بن حنبل، أبو عبد الله، أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حَيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عُكابَة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصي بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي، أحد الأئمة الأعلام. هكذا ساق نسبه ولده عبد الله، واعتمده أبو بكر الخطيب في ((تاريخه )) وغيره. وكان محمد والد أبي عبد الله من أجناد مرو، مات شابا له نحو من ثلاثين سنة. وربي أحمد يتيما، وقيل: إن أمه تحولت من مرو، وهي حامل به. قال صالح : قال لي أبي : ولدت سنة أربع و ستين و مئة.


مذهبه

مذهب ابن حنبل من أكثر المذاهب السنية محافظة على النصوص وابتعاداً عن الرأي. لذا تمسّك بالنص القرآني ثم بالبيّنة ثم بإجماع الصحابة، ولم يقبل بالقياس إلا في حالات نادرة.

منهجه العلمي ومميزات فقهه : إشتُهِرَ الإمام أنه محدِّث أكثر من أن يشتهر أنه فقيه مع أنه كان إماماً في كليهما. ومن شدة ورعه ما كان يأخذ من القياس إلا الواضح وعند الضرورة فقط وذلك لأنه كان محدِّث عصره وقد جُمِعَ له من الأحاديث ما لم يجتمع لغيره، فقد كتب مسنده من أصل سبعمائة وخمسين حديث، و كان لا يكتب إلا القرآن والحديث من هنا عُرِفَ فقه الإمام أحمد بأنه الفقه بالمأثور، فكان لا يفتي في مسألة إلا إن وجد لها من أفتى بها من قبل صحابياً كان أو تابعياً أو إماماً. وإذا وجد للصحابة قولين أو أكثر، اختار واحداً من هذه الأقوال وقد لا يترجَّح عنده قول صحابي على الآخر فيكون للإمام أحمد في هذه المسألة قولين.
وهكذا فقد تميز فقهه أنه في العبادات لا يخرج عن الأثر قيد شعرة، فليس من المعقول عنده أن يعبد أحد ربه بالقياس أو بالرأي و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " صلوا كما رأيتموني أصلي "، ويقول في الحج: " خذوا عني مناسككم ". كان الإمام أحمد شديد الورع فيما يتعلق بالعبادات التي يعتبرها حق لله على عباده وهذا الحق لا يجوز مطلقاً أن يتساهل أو يتهاون فيه.
أما في المعاملات فيتميز فقهه بالسهولة والمرونة و الصلاح لكل بيئة وعصر، فقد تمسَّك أحمد بنصوص الشرع التي غلب عليها التيسير لا التعسير. مثال ذلك: " الأصل في العقود عنده الإباحة ما لم يعارضها نص "، بينما عند بعض الأئمة الأصل في العقود الحظر ما لم يرد على إباحتها نص.
وكان شديد الورع في الفتاوى وكان ينهى تلامذته أن يكتبوا عنه الأحاديث فإذا رأى أحداً يكتب عنه الفتاوى، نهاه وقال له: " لعلي أطلع فيما بعد على ما لم أطلع عليه من المعلوم فأغير فتواي فأين أجدك لأخبرك؟.من شيوخه سفيان بن عيينة والقاضي أبو يوسف ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي والشافعي وخلق كثير.وروى عنه من شيوخه عبد الرزاق والشافعي ومن تلاميذه البخاري و مسلم وابو داود .ومن أقرانه علي بن المديني ويحيى بن معين. رحمهم الله

محنته
اعتقد المأمون برأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن، وطلب من ولاته في الأمصار عزل القضاة الذين لا يقولون برأيهم. وقد رأى أحمد بن حنبل أن رأي المعتزلة يحوِّل الله إلى فكرة مجرّدة لا يمكن تعقُّلُها فدافع ابن حنبل عن الذات الإلهية ورفض قبول رأي المعتزلة، فيما أكثر العلماء والأئمة أظهروا قبولهم برأي المعتزلة خوفاً من المأمون وولاته عملا بقوله تعالي :" إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان".. وألقي القبض على الإمام ابن حنبل ليؤخذ إلى الخليفة المأمون. وطلب الإمام من الله أن لا يلقاه ، لأنّ المأمون توعّد بقتل الإمام أحمد. وفي طريقه إليه، وصل خبر وفاة المأمون، فتم ردّ الإمام أحمد إلى بغداد وحُبس ووَلِيَ الخلافة المعتصم،الذي امتحن الإمام، وتمّ تعرضه للضرب بين يديه ، وقد ظل الإمام محبوساً طيلة ثمانية وعشرين شهراً . ولما تولى الخلافة الواثق، وهو أبو جعفر هارون بن المعتصم، أمر الإمام أن يختفي، فاختفى إلى أن توفّي الواثق . وحين وصل المتوكّل ابن المعتصم و الأخ الأصغر للواثق إلى السلطة، خالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقاد بخلق القرآن، ونهى عن الجدل في ذلك. وأكرم المتوكل الإمام أحمد ابن حنبل، وأرسل إليه العطايا، ولكنّ الإمام رفض قبول عطايا الخليفة.
وفاته
توفي الإمام يوم الجمعة12ربيع الاول سنة إحدى وأربعين ومائتين للهجرة ، وله من العمر سبع وسبعون سنة. وقد اجتمع الناس يوم جنازته حتى ملأوا الشوارع. وحضر جنازته من الرجال مائة ألف ومن النساء ستين ألفاً، غير من كان في الطرق وعلى السطوح. وقيل أكثر من ذلك.

وقد دفن الإمام أحمد بن حنبل في بغداد( في جانب الكرخ قرب مدينة ماتسمى مدينة الكاظمية ) , قبره بين مقابر المسلمين وغير معروف سوى مكان المقبرة , وقيل انه أسلم يوم مماته عشرون ألفاً من اليهود و النصارى و المجوس ، وأنّ جميع الطوائف حزنت


مواقفه
لما كانت وقفة الإمام احمد بن حنبل في وجه الظلم وفي وجه البدع المستحدثة التي ارادت النيل من الدين خصوصا في مسألة خلق القرآن وقفة عظيمة. وقد صمد ايضاً بالرغم من التعذيب والضرب بالسياط والحبس والملاحقة والإغراء. قد قال بعض الاشعار اثناء حبسه. من أشعاره وهو في السجن :

لعمرك ما يهوى لأحمد نكبـة من الناس إلاّ ناقص العقل مُغْـوِرُ

هو المحنة اليوم الذي يُبتلى بـه فيعتبـر السنِّـي فينـا ويسبُـرُ

شجىً في حلوق الملحدين وقرَّةٌ لأعين أهل النسك عفٌّ مشـمِّـرُ

لريحانة القرَّاء تبغون عـثـرة وكلِّكُمُ من جيفـة الكلب أقـذرُ

فيا أيها الساعي ليدرك شأوه رويدك عـن إدراكـه ستقصِّـرُ

و قد قال عنه الأمام الشافعي:

أضحى ابن حنبل حجَّةً مبرورةً وبِحُبِّ أحمدَ يُعـرَفُ المـتنسِّكُ

وإذا رأيت لأحمـد متنقِّصـاً فاعلم بـأنَّ سُتـورَهُ ستُهَتَّـكُ


مؤلفاته :
وكتاب المسند قد تعرض لعدة شروحات ومن أفضلها كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد الشيباني - للشيخ أحمد البنا.

- المسند. ويحوي أكثر من أربعين ألف حديث.

- الناسخ والمنسوخ.وفضائل الصحابة.وتاريخ الاسلام.

- العلل.

- السنن في الفقه.

- أُصُول السُّـنّة

- كتاب أحكام النساء

- كتاب الأشربة

- العلل ومعرفة الرجال

- الأسامي والكنى

- الزهد


خلاصة
كان الإمام أحمد عليماً بالأحاديث الأمر الذي وفّر له ثروة هائلة في العلم مكّنته من الاستنباط. وقد ضيق باب القياس مما جعل الأحكام أقرب إلى مرامي الشارع ومقاصده المستوحاة من أعمال الرسول وأقواله. وكانت هناك حاجة ماسة إلى أحكامه، لأنّ العرب تفرّقوا بين الأمصار التي فتحوها وفيها أمم وشعوب مختلفة. وقد قدّم الإمام أحمد الحديث على الرأي والقياس ولو كان ضعيفاً . كما انه أكمل مشوار الشافعي من ناحية تعظيم دور السنة في البناء الفقهي , وكانت شخصية الإمام أحمد رمزاً للصمود والثبات على الإيمان الراسخ ورفض الأفكار الدخيلة على الإسلام والعقيدة الإسلامية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالأحد يناير 17, 2010 6:02 am

الامام مالك
(93 هـ/715 م - 179 هـ/796 م) إمام دار الهجرة و أحد الأئمة الأربعة المشهورين ، ومن بين أهم أئمة الحديث النبوي الشريف .

نسبه
هو 'أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن حارث' وهو ذو إصبح بن عوف بن مالك بن شداد بن زرعة وهو حمير الأصغر و 'عمرو بن الحارث ذي أصبح الحميري' من ملوك اليمن, الحميري ثم الأصبحي, المدني, حليف بني تيم من قريش, فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين. التاريخ الكبير 7/310والمعارف لابن قتيبة ص 499/497

وامه هي العالية وقيل الغالية بنت الشريك الازدية

وجده اللأول 'أباعامر بن عمرو ' " صحابي شهد المغازي كلها مع النبي خلا بدر " القشيري.

ومالك جد الإمام من كبار التابعين وروى عن عمر وطلحة وعائشة وأبي هريرة وحسان بن ثابت وكان من أفاضل الناس وأحد الأربعة الذين حملوا عثمان بن عفان ومات سنة اثنتي وعشر ومائة. ولد للإمام أربعة أبناء وبنت هي ام البهاء وكانت ممن يحفظون علمه.


مولده ونشأته
ولد الإمام مالك في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين من الهجرة/712م بذي المروة وكان اخوه النضر يبيع البز فكان مالك معه بزازا ثم طلب العلم وكان ينزل اولا بالعقيق ثم نزل المدينة المنورة.

لقد نشأ مالك في بيت اشتغل بعلم والحديث.وكان اكثر هم عناية عمه نافع المكنى بأبي سهيل, ولذا عد من شيوخ ابن شهاب وفي أعمام مالم وجده أسرة من الأسر المشهورة بالعلم وكان اخوه النضر مشتغلا بالعلم ملازما للعلماء حتى ان مالك كان يكنى باخي النضر لشهرة أخيه دونه بدأ الإمام مالك يطلب العلم صغيرا تحت تأثير البيئة التي نشأ فيها وتبعا لتوجيه أمه له ، فقد حكي أنه كان يريد أن يتعلم الغناء فوجهته أمه إلى طلب العلم . حفظ القرآن ثم اتجه لحفظ الحديث وكان لابد من كل طالب علم من ملازمة عالم من بين العلماءوقد جالس مالك ناشئا صغيرا ثم انقطع لابن هرمز سبع سنين لم يخلطه بغيره ثم اتجه مالك إلى نافع مولى ابن عمر فجالسه وأخذ عنه علما كثيرا وقد اشتهر أن أصح الاحاديث: " مالك عن نافع عن ابن عمر".كما اخذ مالك عن ابن شهاب الزهري ولولعه بالعلم نقض سقف بيته ليبيعه ويطلب به العلم وملازمة كبار العلماء. يقول الإمام مالك : حينما بلغت سن التعليم جاءت عمتي وقالت :إذهب فاكتب (تريد الحديث ) .

انطلق يلتمس العلم وحرص على جمعه وتفرغ له ولازم العديد من كبار العلماء ، لعل أشدهم أثراً في تكوين عقليته العلمية التي عرف بها هو أبو بكر بن عبد الله بن يزيد المعروف بابن هرمز المتوفى سنة 148 هـ ،فقد روي عن مالك أنه قال:{{ كنت آتي ابن هرمز من بكرة فما أخرج من بيته حتى الليل . }}

وكذلك يعد مالك أكثر وأشهر الفقهاء والمحدثين الذين لازموا نافع مولى ابن عمر و راويتٌه

يقضي معه اليوم كله من الصباح إلى المساء سبع سنوات أو ثماني ، وكان ابن هرمز يجله ويخصه بما لا يخص به غيره لكثرة ملازمته له ولما ربط بينهما من حب وتآلف ووداد .

وأخذ لإمام مالك عن الإمام ابن شهاب الزهري وهو أول من دون الحديث ومن أشهر شيوخ المدينة المنورة وقد روى عنه الإمام مالك في موطئه 132 حديثا بعضها مرسل .

كما أخذ عن الإمام جعفر الصادق من آل البيت وأخرج له في موطئه 9 أحاديث منها 5 متصلة مسندة أصلها حديث واحد طويل هو حديث جاير في الحج والأربعة منقطعة .

وكذلك روى عن هشام بن عروة بن الزبير ، محمد بن المنكدر ، يحي بن سعيد القطان الأنصاري ، سعيد بن أبي سعيد المقبري، وربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي وعبد الله بن المبارك والامام الشافعي وغيرهم ، من أقرانه الأوزاعي والثوري والليث وخلق. وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي والقعني. وقد بلغ عدد شيوخه على ما قيل 300 من التابعين و 600 من أتباع التابعين .


جلوسه للفتيا
لما اصبح له باع جلس للفتيا بعد استشار كبار العلماء في المسجد النبوي الذي كان يعج بالتابعين وتابعي التابعين من امثال الزهري وابن شهاب وربيعة الراي قيل وهو ابن سبع عشر سنة....

تحريه في العلم والفتيا
يروى عن النبي - صلعهم - من حديث أبي هريرة انه قال: "ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم, فلا يجدون عالما اعلم من عالم المدينة" وقال غير واحد بانه مالك بن أنس. ذكر لمالك لما انه ذكرت أمامه الموطآت, وان غير واحد من العلماء قد صنع موطا كموطئه, قال دعوهم , فلن يبقى غلا ما أريد به وجه الله" ولهذا كان يتحرى تحريا عظيما في الفتوى عند التحمل وعند الاداء فكان يسأل في العدد الكثير من المسائل ولا يجيب إلا في القليلوكان يفكر في المستالة سنين فما يتفق فيها رأي.وكثيرا ما كان يتبع فتواه بالآية الكريمة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين (الجاثية 31). وكان لا يحدث إلا عن ثقة وكان إذا شك في الحديث طرحه.


توقيره للعلم ولحديث النبي -صلى الله عليه وسلم -:
كان من توقيره للعلم لا يحدث إلا على طهارةوا،ه لا يحدث أو يكتب حديثا واقفا وكان لا يفضل على المدينة بقعة سواها.


شهادة اهل العلم له بالإمامة وثناؤهم عليه
ابن هرمز: "ادعيه, فإنه عالم النّاس".
ابن شهاب :"انت من اوعية العلم".
قيل لأبي الاسود من للرأي بعد ربيعة بالمدينة؟ قال: الغلام الاصبحي (مالك).
سفيان بن عيينة: "ما نحن عند مالك؟ إنما نحن نتبع آثار مالك". وقال" ما أرى المدينة إلا ستخرب بعد مالك". وقال "مالك سيد أهل المدينة". وقال "مالك سيد المسلمين".
الشافعي: "إذا جاء الخبر فمالك النجم".وقال :" مالك بن انس معلمي(أستاذي) وما احد امنُّ علي من مالك, وعنه اخذنا العلم وإنما انا غلام من غلمان مالك".
وقال : مالك وسفيان قرينان ومالك النجم الثاقب الذي لا يلحق.

الأوزاعي :رأيت رجلا عالما(يقصد مالك).
أبو يوسف: "ما رايت أعلم من ثلاث مالك وابي ليلى وابي حنيفة".
الليث: علم مالك تقي, علم مالك نقي, مالك امان لمن اخذ عنه من الانام".
ابن المبارك: "لو قيل لي اختر للامة إماما, لأخترت مالكا".
ابن المهدي : "مالك افقه من الحكم وحماد" وقال: أئمة الحديث الذين يقتدى بهم أربعة سفيان بالكوفة, ومالك بالحجاز, والاوزاعي بالشام, وحماد بن يزيد بالبصرة". وقال : مابقي على وجه الارض اامن على حديث رسول الله من مالك".
يحي ابن سعيد: " مالك أمير المؤمنين في الحديث".وقال: " مالك هو اعلى أصحاب الزهري, واوثقهم واثبت الناس في كل شيء".وقال "مالك نجم الحديث المتوقف عن الضعفاء, الناقل عن أولاد المهاجرين والانصار".
النسائي: امناء الله على وحيه, شعبة, ومالك, ويحي بن سعيد القطان, ما احد عندي أفضل بعد التابعين من مالك ولا اجل منه ولا احد ىمن على الحديث منه".

احمد بن حنبل:" مالك احسن حديثا عن الزهري من ابن عيينة, ومالك اثبت الناس في الزهري".

مواهبه وصفاته
حبا الله مالكا بمواهب شتى حتى اصبح الإمام الذي لا يفتى معه احدا منها:

الحفظ:عرف عن الإمام مالك بأنه قوي الحافظة كان يحفظ أكثر من 40 حديثا في مجلس واحد.
الصبر والجلد.
الإخلاص في طلب العلم قربة خالصة لله عزوجل.وجيد التحري في رواية الحديث مدققا في ذلك كل التدقيق ، لا ينقل الا عن الإثبات ولا يغتر بمظهر الراوي أو هيئته .قال الإمام مالك :{{ لقد أدركت في هذا المسجد (مسجد المدينة المنورة) سبعين ممن يقول : قال فلان قال رسول الله فما أخذت عنهم شيئا، وأن أحدهم لو أؤتمن على بيت مال لكان أمينا عليه إلا ظانهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن )
قوة الفراسة والنفاذ غلى بواطن الامور وإلى نفوس الأشخاص.
وإن لم يرحل الإمام مالك في طلب الحديث مع أن الرحلة في ذلك الوقت كانت ضرورية. إلا انه استعاد عن هذا لكون المدينة كانت مركزا للعلم ومنارة له بحيث لا يكتمل علم احدهم دون القدوم غليها والاخذ من منبعها الصافي من أحفاد الصحابة ومسكنهم فكانت المدينة كلها مينابيع علم منحيها وميتها ويابعا واخضرها سمائها وارضها تكاد تنطق بالعلم الوفير وهذا ما جعل الإمام مالك يرى بان عمل اهل المدينة حجة .

شيوخه
اخذ عن خلق كثير وهم في الموطأ وكان اهمهم :

ابن هرمز
أبو زناد
نافع
ربيعة محسن
ابن شهاب
الأنصاري
يحي ابن سعيد
سعيد المقبري
عامر ابن عبد الله بن زبير.
ابن المنكدر
عبد الله ابن دينار

تلاميذه
كان أكثر الأئمة الذين ظهروا في عصر الإمام مالك تلامذة له ، وقد كان تلاميذه من شتى بقاع الأرض لا يعدون ولا يحصون والذي ساعده على ذلك أنه كان مقيماً بالمدينة المنورة وكان الحجاج يذهبون لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فيجلسون نحوه يتعلمون منه العلم ، فمنهم من كان يطول به المقام عند الإمام مالك ومنهم من كان يقصر به المقام . والذي جعل أيضاً تلاميذ الإمام مالك كثيري أن الإمام مالكاً كان معمراً فلقد أطال الله في عمره حيث عاش تسعين عاماً .واحصى الذهبي ما يزيد عم ألف وأربعمائة"تلميذ

عبد الرحمن بن القاسم
عبد الله بن وهب
أشهب بن عبد العزيز القيسي
أسد بن الفرات
عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون
ومن تلاميذه مالك أيضا:

ابن ابي اياس أبو الحسن الخرساني.
ابن الوليد ابو يحمد الحميري
ابن خداش أبو الهيثم المهلبي.
أبو عبد الله اللخمي.
سعيد ابن شعبة أبو عثمان الخرساني.
سليمان بن جارود أبو داوود الطياليسي.
ابن ذكوان أبو عبد الله الترميذي.
بن حماد ابو يحي النرسي.
بن جبلة عبدان المروزي.
عبد الله بن نافع الزبيري.
بن عمرو القيسي أبو عامر العقدي.
وكيع بن جراح ابو سفيان الرؤاسي.

وفاته
بعد حياة عريضة حافلة توفي (رحمه الله) في ربيع الأول سنة 179 هـ/795م عن عمر يناهز ثلاثة و ثمانين سنة ، حيث صلى عليه أمير المدينة عبد الله بن محمد بن إبراهيم العباسي و شيع جنازته و اشترك في حمل نعشه و دفن في البقيع .


آثاره
أهم مؤلفاته وأجل آثاره كتابه الشهير الموطأ الذي كتبه بيده حيث اشتغل في تاليفه ما يقرب من 40سنة. وهو الكتاب الذي طبقت شهرته الآفاق واعترف الأئمة له بالسبق على كل كتب الحديث في عهده وبعد عهده إلى عهد الامام البخاري.

قال الإمام الشافعي: ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك، وفي رواية أكثر صوابا وفي رواية أنفع. و هذا القول قبل ظهور صحيح البخاري.

قال البخاري "أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر"، وكثيرا ما ورد هذا الإسناد في الموطأ.

قال القاضي أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي: الموطأ هو الأصل واللباب وكتاب البخاري هو الأصل الثاني في هذا الباب، و عليهما بنى الجميع كمسلم والترمذي.يعتبر شرح الزرقاني أهم شرح له. من مؤلفاته ايضا الرد على القدرية ورسالة في القدر وكتاب النجوم والحساب مدار الزمن ورسالة في الاقضية في 10اجزاء وتفسير غريب القران وغيرها. ورويت عن الامام مالك المدونة وهي مجموعة رسائل فقهية تبلغ نحو 36الف مسالة.قال يحيى بن سعيد مالك رحمة لهذه الامة وقال أبو قدامة مالك احفظ اهل زمانه.وقال الشافعي اذا ذكر العلماء فمالك النجم
أولاء هم ائمتنا ولنا الفخر والاعزاز بذلك ولا نسمح بالتطاول عليهم فهم مرجعيتنا ولولاهم لتبعثرنا كل يصلى على هواه وكل يكفر الاخر من غير دراية اوعلم فقط لانه فهم النص بمفهوم خلاف الذى عليه اخيه فتخيل المليار مسلم كل يصلى بما يراه مناسبا وليس بمرجعية فقهية معتمدة اى يكون على الاقل عندنا مليون صلاة اهذا دين الاسلام الذى يصلح لكل زمان ومكان وهو للناس كافة كيف ذلك يا ايها الفاروقيون وانتم لم تكملوا العشرة وكل من معكم يصلى على شاكلته ويكفر بعضكم بعضا....
سؤال اخير لكل فاروقى ارجو الاجابة عليه... اذا كنت تكفر كل الناس وحتى بقية الفاروقيون امثالك فما ادراك بانك ناجىٍ من الكفر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالأحد يناير 17, 2010 6:50 am

الا يعلم هؤلاء الفاروقيون بانه وعلى مر العصور قد تناوشت رسالة الاسلام كثير من الافكار الشاذة المضللة تبحث فى كل ما التبس فيه الناس وسرعان ما يكفرون هذا ويقدحون هذا ولكن الله حافظ دينه فتتكسر سيوف الخشب ويصمد عمود الدين. وكثير من ضلالات هذا الزمان وبنفس الافكار كانت بالسابق واندحرت ولكن الارض الفضاء تنبت فيها الحشائش الطفيلية من جديد (اليس كذلك يا محمد بتاع وقاية النباتات) فلبعدنا نحن من الدين وبعد اهل العلم من قضايا العامة وقضايا العصر ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون
انى انصح الفاروقيون بان يقرأوا سيرة من قبلهم من الجماعات الضالة المندثرة حتى يتعظوا ويعلموا اى من تلك الجماعات يتبعون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالأحد يناير 17, 2010 8:15 am

حول الاستغناء بالقرآن عن السنة وعلاقة السنة بالقرآن

الاحد, 20 شوال 1424

أ.د محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف بجمهورية مصر السابق



هناك مَنْ يكتفون بالقرآن الكريم.. ويشككون فى صحة الأحاديث ، ويظهرون التناقضات بينها ، ويذكرون الحديث الذى ينص على عدم زيارة المرأة للقبول ، والحديث الذى يقول (فى معناه) أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إننى قد أمرتكم بعدم زيارة القبور من قبل ، والآن أسمح لكم بزيارة القبور.. فيشيرون إلى ذلك بأنه تناقض.. ويدللون على ذلك بأن الأمة قد فقدت الكثير من الأحاديث النبوية عبر الزمان ، أو أن هذه الأحاديث قد حرفت عن معانيها الصحيحة.. (انتهى).

الرد على الشبهة:
فى بداية الجواب عن شبهة هؤلاء الذين يشككون فى الأحاديث النبوية. ننبه على مستوى جهل كل الذين يثيرون مثل هذه الشبهات حول الحديث النبوى الشريف.. ذلك أن التدرج والتطور فى التشريع الذى يمثله حديث النهى عن زيارة القبور ثم إباحتها.. هذا التدرج والتطور فى التشريع لا علاقة له بالتناقض بأى وجه من الوجوه ، أو أى حال من الأحوال.
ثم إن التشكيك فى بعض الأحاديث النبوية ، والقول بوجود تناقضات بين بعض هذه الأحاديث ، أو بينها وبين آيات قرآنية.. بل والتشكيك فى مجمل الأحاديث النبوية ، والدعوة إلى إهدار السنة النبوية والاكتفاء بالقرآن الكريم.. إن هذه الدعوة قديمة وجديدة ، بل ومتجددة.. وكما حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه.. فلقد حذّر من إنكار سنته ، ومن الخروج عليها.
ونحن بإزاء هذه الشبهة نواجه بلونين من الغلو:
أحدهما: يهدر كل السنة النبوية ، اكتفاء بالقرآن الكريم.. ويرى أن الإسلام هو القرآن وحده.
وثانيهما: يرى فى كل المرويات المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم سنة نبوية ، يكفر المتوقف فيها ، دونما فحص وبحث وتمحيص لمستويات " الرواية " و " الدراية " فى هذه المرويات. ودونما تمييز بين التوقف إزاء الراوى وبين إنكار ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وبين هذين الغلوين يقف علماء السنة النبوية ، الذين وضعوا علوم الضبط للرواية ، وحددوا مستويات المرويات ، بناء على مستويات الثقة فى الرواة.. ثم لم يكتفوا ـ فى فرز المرويات ـ بعلم " الرواية " والجرح والتعديل للرجال ـ الرواة ـ وإنما اشترطوا سلامة " الدراية " أيضًا لهذه المرويات التى رواها العدول الضابطون عن أمثالهم حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أى أن هؤلاء العلماء بالسنة قد اشترطوا " نقد المتن والنص والمضمون " بعد أن اشترطوا " نقد الرواية والرواة " وذلك حتى يسلم المتن والمضمون من " الشذوذ والعلة القادحة " ، فلا يكون فيه تعارض حقيقى مع حديث هو أقوى منه سندًا ، وألصق منه بمقاصد الشريعة وعقائد الإسلام ، ومن باب أولى ألا يكون الأثر المروى متناقضًا تناقضًا حقيقيًّا مع محكم القرآن الكريم..
ولو أننا طبقنا هذا المنهاج العلمى المحكم ، الذى هو خلاصة علوم السنة النبوية ومصطلح الحديث ، لما كانت هناك هذه المشكلة ـ القديمة..
المتجددة ـ.. ولكن المشكلة ـ مشكلة الغلو ، بأنواعه ودرجاته ـ إنما تأتى من الغفلة أو التغافل عن تطبيق قواعد هذا المنهج الذى أبدعته الأمة الإسلامية ، والذى سبقت به حضارتنا كل الحضارات فى ميدان " النقد الخارجى والداخلى للنصوص والمرويات ".. وهذه الغفلة إنما تتجلى فى تركيز البعض على " الرواية " مع إهمال " الدراية " أو العكس.. وفى عدم تمييز البعض بين مستويات المرويات ، كأن يطلب من الأحاديث ظنية الثبوت ما هو من اختصاص النصوص قطعية الثبوت.. أو من مثل تحكيم " الهوى " أو " العقل غير الصريح " فى المرويات الصحيحة ، الخالية متونها ومضامينها من الشذوذ والعلة القادحة..
وهناك أيضًا آفة الذين لا يميزون بين التوقف إزاء " الرواية والرواة " ـ وهم بشر غير معصومين ، وفيهم وفى تعديلهم وقبول مروياتهم اختلف الفقهاء وعلماء الحديث والمحدثون ـ وبين التوقف إزاء " السنة " ، التى ثبتت صحة روايتها ودرايتها عن المعصوم صلى الله عليه وسلم.. فتوقف العلماء المتخصصين ـ وليس الهواة أو المتطفلين ـ إزاء " الرواية والرواة " شىء ، والتوقف إزاء " السنة " التى صحت وسلمت من الشذوذ والعلل القادحة شىء آخر.. والأول حق من حقوق علماء هذا الفن ، أما الثانى فهو تكذيب للمعصوم صلى الله عليه وسلم ، والعياذ بالله..
أما الذين يقولون إننا لا حاجة لنا إلى السنة النبوية ، اكتفاء بالبلاغ القرآنى ، الذى لم يفرط فى شىء..
فإننا نقول لهم ما قاله الأقدمون ـ من أسلافنا ـ للأقدمين ـ من أسلافهم ـ:
إن السنة النبوية هى البيان النبوى للبلاغ القرآنى ، وهى التطبيق العملى للآيات القرآنية ، التى أشارت إلى فرائض وعبادات وتكاليف وشعائر ومناسك ومعاملات الإسلام.. وهذا التطبيق العملى ، الذى حوّل القرآن إلى حياة معيشة ، ودولة وأمة ومجتمع ونظام وحضارة ، أى الذى " أقام الدين " ، قد بدأ بتطبيقات الرسول صلى الله عليه وسلم للبلاغ القرآنى ، ليس تطوعًا ولا تزيّدًا من الرسول ، وإنما كان قيامًا بفريضة إلهية نص عليها القرآن الكريم (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) (1).
فالتطبيقات النبوية للقرآن ـ التى هى السنة العملية والبيان القولى الشارح والمفسر والمفصّل ـ هى ضرورة قرآنية ، وليست تزيّدًا على القرآن الكريم.. هى مقتضيات قرآنية ، اقتضاها القرآن.. ويستحيل أن نستغنى عنها بالقرآن.. وتأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وقيامًا بفريضة طاعته ـ التى نص عليها القرآن الكريم: (قل أطيعوا الله والرسول ) (2) (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) (3) (من يطع الرسول فقد أطاع الله ) (4) (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ) (5) (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ) (6). تأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وطاعة له ، كان تطبيق الأمة ـ فى جيل الصحابة ومن بعده ـ لهذه العبادات والمعاملات.. فالسنة النبوية ، التى بدأ تدوينها فى العهد النبوى ، والتى اكتمل تدوينها وتمحيصها فى عصر التابعين وتابعيهم ، ليست إلا التدوين للتطبيقات التى جسدت البلاغ القرآنى دينًا ودنيا فى العبادات والمعاملات.
فالقرآن الكريم هو الذى تَطَلَّبَ السنة النبوية ، وليست هى بالأمر الزائد الذى يغنى عنه ويستغنى دونه القرآن الكريم.
أما العلاقة الطبيعية بين البلاغ الإلهى ـ القرآن ـ وبين التطبيق النبوى لهذا البلاغ الإلهى ـ السنة النبوية ـ فهى أشبه ما تكون بالعلاقة بين " الدستور " وبين " القانون ". فالدستور هو مصدر ومرجع القانون..
والقانون هو تفصيل وتطبيق الدستور ، ولا حُجة ولا دستورية لقانون يخالف أو يناقض الدستور.. ولا غناء ولا اكتفاء بالدستور عن القانون.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليس مجرد مبلّغ فقط ، وإنما هو مبلّغ ، ومبين للبلاغ ، ومطبق له ، ومقيم للدين ، تحوّل القرآن على يديه إلى حياة عملية ـ أى إلى سنة وطريقة يحياها المسلمون.
وإذا كان بيان القرآن وتفسيره وتفصيله هو فريضة إسلامية دائمة وقائمة على الأمة إلى يوم الدين..
فإن هذه الفريضة قد أقامها ـ أول من أقامها ـ حامل البلاغ ، ومنجز البيان ، ومقيم الإسلام ـ عليه الصلاة والسلام.
والذين يتصورون أن الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد مبلِّغ إنما يضعونه فى صورة أدنى من صورتهم هم ، عندما ينكرون عليه البيان النبوى للبلاغ القرآنى ، بينما يمارسون هم القيام بهذا البيان والتفسير والتطبيق للقرآن الكريم !.. وهذا " مذهب " يستعيذ المؤمن بالله منه ومن أهله ومن الشيطان الرجيم !.
(1) النحل: 44.
(2) آل عمران: 32.
(3) النساء: 59.
(4) النساء: 80.
(5) آل عمران: 31.
(6) الفتح: 10.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالإثنين يناير 18, 2010 1:05 am

الرد على من أنكر حجية السنة


مدخل :

السنة شقيقة القرآن ومثيلته في الحجية والاعتبار ، فهما مصدر الدين وكلاهما وحي من الله بأدلة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة . ومنها ما جاء مؤكد لأحكام القرآن ومنها ما هو مبين للقرآن : تفصيلا لمجمله وتوضيحا لمشكله وتخصيصا لعامه وتقيدا لمطلقه وتبينا لمبهمه وردا لمتشابهه إلى محكمه ، ومنها ما جاء بتشريعات مستقلة عنه . وهي حجة شرعية يستوي في ذلك المتواتر منها والآحاد حيث الإعتبار بثقة النقلة وليس بعددهم وحجيتها من أصول الدين وهي مرتبطة بالإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ومنكرها خارج من الملة .وحاول أعداء الإسلام أن يشككوا في هذا ليفتنوا المسلمين فرد الله كيدهم . ومع تفشي الجهل في عصرنا الحالي وجب بيان هذه الحقيقة .

معنى حجية السنة وبيان مكانتها في الإسلام ومنزلتها من القرآن الكريم

1. معنى حجية السنة :

لغة البرهان واصطلاحا أن السنة دليل شرعي يدل على حكم الله تعالى وأن الله قد تعبدنا باتباع ما أمرت به واجتناب ما نهت عنه فهي مصدر للدين أساسي والشطر الثاني له فيجب اعتقاد مضمونها والعمل بمقتضاها في جميع جوانب حياة الناس ومعادهم .

2. مكانة السنة في الإسلام :

أصل الدين ومصدره الوحي وله قسمين متكاملين لا غنى لأحدهما عن الآخر وهما: القرآن والسنة . فالسنة مثل القرآن في الحجية وشطر الدين وأحد الأصلين ومصدر الإسلام مع القرآن وبدونها يتعذر فهم القرآن وعبادة الله حيث يستمد منها العقيدة الصحيحة وأحكام العبادات والمعاملات والأخلاق والآداب والفضائل والقوانين السياسية الداخلية للدولة المسلمة وعلاقاتها الدولية ونظم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتربوية والفكرية وسلوكها في الحرب والسلم حيث هي منهج للحياة كامل . وهذا هو مكان السنة كما فهمها السلف وطبقوها فنالوا خيري الدنيا والآخرة .

3. منزلة السنة من القرآن :

نص الإمام الشافعي ووافقه جمهور العلماء على ثلاثة أقسام للسنة من حيث دلالتها على العقائد والأحكام الواردة في القرآن الكريم وهي:

أولا: السنة المؤكدة :حيث تدل على الحكم الشرعي كما يدل عليه القرآن وموافقة له في الإجمال والاختصار والشرح للتأكيد مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب من نفسه ) 1يوافق قوله تعالى ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) 1.

ثانيا :السنة المبينة : التي توضح مراد الله في القرآن وهو أغلب السنة وله أربعة أنواع :

1.تفصيل المجمل مثل نصاب الزكاة .

2.توضيح المشكل مثل بيان المراد من الخيط الأبيض والأسود في وقت الإمساك .

3.تقييد المطلق مثل بيان قطع اليد اليمنى للسارق .

4.تخصيص العام مثل تخصيص ميراث الأولاد لغير القاتل .

ثالثاً :السنة المستقلة بالتشريع :مثل بيان ميراث الجدة وتحريم الذهب والحرير للرجال .

استقلال السنة بالتشريع

أ.معنى استقلال السنة بالتشريع :

يعني أنها جاءت بمعتقدات وأحكام لم ينص عليها القرآن وأنها حجة في إضافة تشريعات حيث أن الكل وحي من الله تعالى .

ب.أقوال العلماء في استقلال السنة بالتشريع :

اجمع العلماء قديما وحديثا على أن السنة تأتي بأحكام لم يثبتها القرآن ولم ينفها وأنها حجة شرعية فيها ملزمة لها

أدلة استقلال السنة بالتشريع :

1.دل القرآن الكريم والسنة والإجماع على أن السنة وحي من الله .

2.إن نصوص القرآن الدالة على وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تفرق بين السنة المؤكدة والمبينة والمستقلة بالتشريع .

3.إن نصوص القرآن دلت على وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم على سبيل الاستقلال مثل قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ..) 2.

4.إن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم بدلالة المعجزة عن الخطأ في التبليغ عن ربه بوحي متلو أو غير متلو مبين أو مؤكد أو مستقل .

5.إن القول بعدم استقلال السنة بالتشريع يقتضي القول بعدم تبيينها لما في القرآن لأن في التبيين نوع استقلال في تفاصيل الحكم المبين كتفاصيل الصلاة مثلا .

قال الإمام الشافعي : ( وما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ليس لله فيه حكم (أي في القرآن) فبحكم الله سنه، وكذلك أخبرنا الله في قوله : ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله ) 3.

أدلة حجية السنة

إن السنة المطهرة حجة شرعية تعبدنا باعتقاد مضمونها والعمل بمقتضاها وهي شقيقة القرآن ومثيلته في الحجية والاعتبار حيث هما جميعا من عند الله تعالى والأدلة على ذلك من القرآن والسنة والإجماع والعصمة وتعذر العمل بالقرآن وحده :

الأدلة من القرآن :

1.الآيات الدالة على وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته والتحذير من مخالفته :

- ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ) 4.

- ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) 5.

- ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ..) 6.

- ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) 7.

- ( فليحذر الذين يخالفون عن أره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) 8.

2.الآيات الدالة على وجوب الإيمان به أي الإذعان والتصديق والتسليم له واتباعه وقبول شريعته حكمه وقضائه :

- ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) 9.

- ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه)10.

3.الآيات الدالة على أ ن الرسول صلى الله عليه وسلم مبين للكتاب وشارح له شرح معتبر عند الله تعالى ومطابق لما شرعه لعباده وأنه صلى الله عليه وسلم معلم لأمته لأمرين الكتاب والحكمة (وهي السنة) :

- (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك لما لم تكن كعلم وكان فضل الله عليك عظيما ) 11فالحكمة أي السنة .

- (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) 12فرأى الشافعي وغيره أن الحكمة السنة.

4.الآيات الدالة على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع ما يصدر عته وأن ذلك من ثمرات محبة العبد لربه:

- ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) 13.

- ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )14 قال الترمذي : الأسوة الحسنة في الرسول الاقتداء به والاتباع لسنته وترك مخالفته في قول أو فعل .

5.الآيات الدالة على أن الله أمره بتبليغ رسالته قرآنا وسنة وأنه عصمه من التبديل والتحريف يفيد التمسك بالسنة :

- (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون ) 15.

- ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )16.

- ( اتبع ما يوحى إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين )17 .

الأدلة من السنة :

تعددت الأحاديث الدالة على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وتنوعت فيمكن تقسيمها موضوعيا إلى :

1.الأحاديث الدالة على أن السنة تماثل القرآن في الحجية وأنه لا يمكن معرفة الشرع من القرآن وحده :

- قوله صلى الله عليه وسلم : ( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أركته يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجدتم فيهمن حرام فحرموه ، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ) 2.

- قوله صلى الله عليه وسلم: ( يا أيها الناس إني ما آمركم إلا ما أمركم به الله، ولا أنهاكم إلا عما نهاكم الله عنه ..) 3.

- صلى الله عليه وسلم( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ) 4.

- قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الدين بدأ غريباً ويرجع غريباً فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسده الناس من بعدي من سنتي ) 5.

2.الأحاديث التي يأمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالتمسك بسنته ويحذر من اتباع الهوى والاستقلال بالرأي :

- قوله صلى الله عليه وسلم: ( دعوني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه وإذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم ) 6.

- عن عائشة t قالت : ( صنع رسول الله (ص) شيئا ترخص فيه فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ( ما بال قوم يتنزهون عن الشئ أصنعه فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية )7 .

- عن العرباض بن سارية t قال : ( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا بوجهه، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل : يا رسول الله ، كأن هذه موعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا ؟ فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كن عبداً حبشياً ، فإنه من يعش بعدكم سيرى اختلافاً كثيراً. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين: تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) 8.

3.الأحاديث التي فيها الأمر بسماع السنة وتبليغها ونشرها بين لناس مما يدل على حجيتها:

- قوله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: ( ألا فليبلغ الشاهد الغائب ) 9.

- قوله صلى الله عليه وسلم: ( نضر الله عبداً سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداه ، فرب حامل فقه غير فقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) 10.

- قوله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم ارحم خلفائي ، قلنا يا رسول الله ومن خلفاؤك ؟ قال : الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي، ويعلمونها الناس)11.

- قوله صلى الله عليه وسلم: ( بلغوا عني ولو آية وحدثوا عني ولا تكذبوا فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) 12.

دليل الإجماع :

فقد أجمع المسلمون سلفاً وخلفاً على أن السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم حجة شرعية كما نقل عن كثير من العلماء مثل الشافعي وابن عبد البر وابن حزم وابن تيميه وابن القيم مثل قول ابن حزم : ولو أن امرأ قال : لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن لكان كافر بإجماع الأمة وتواتر عن الأئمة الأربعة نحو هذه العبارة ( إذا صح الحديث فهو مذهبي، واضربوا بقولي عرض الحائط ) وقول الشوكاني : ( إن ثبوت حجية السنة المطهرة واستقلالها بالتشريع ضرورة دينية، ولا يخالف في ذلك إلا من لا حظ له في دين الإسلام ).

عصمة النبي صلى الله عليه وسلم :

دل الشرع وانعقد الإجماع على أن النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء معصومون من جميع ما يخل بتبليغ الرسالة من الخطأ والنسيان والكتمان والتقصير والكذب وتسلط الشيطان والأهواء والشك ومن أدلته :

1.دلالة المعجزة : وهي القرآن الذي تحدى به فصحاء العرب يدل على أنه معصوم في جميع ما يبلغ عنه .

2.أن الله قد شهد له بالبلاغ والصدق وأنه متمسك بما أوحي إليه (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله) وقال : ( والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم *وما غوى وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى )18.

3.أخبر القرآن أنه لا يزيد ولا ينقص في الشرع ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ) 19.

4.قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) 20.

5.إن الله قد حمى رسوله من إضلال أعداء الإسلام له ( ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ )21 فلا يستطيعون التأثير عليه .

6.إنه صلى الله عليه وسلم معصوم من كيد الشيطان ووسوسته وإغوائه، فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل منكم قريناً . فقالت عائشة : حتى أنت يا رسول الله ، قال: حتى أنا ولكن الله أعانني عليه فأسلم )13 .

7.شهد الله له في آخر زمنه بإكمال الرسالة ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) 22.

- تعذر العمل بالقرآن وحده :

كبيان كيفية الصلاة وعدد ركعاتها وأوقاتها وبيان نصاب والزكاة في قوله تعالى ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة )23 وبيان ما المراد بالحج والعمرة وشروطهما في قوله تعالى ( وأتموا الحج والعمرة لله ..) 24وبيان ما هي السرقة الموجبة للقطع وما نصابها وما هو موضع القطع في قوله تعالى ( والساق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله ..) 24.

هل اختلف المتقدمون في حجية السنة

إن حجية السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم مما علم من الدين بالضرورة لتظاهر لأدلة على ذلك وهو مرتبطة بأصول العقيدة وهي الترجمة الحقيقية للإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يقع في ذلك نزاع بين المسلمين ممن يعتد بهم في هذا فكانت من المسلمات الأساسية والبديهية ولذا لم يتناولها المصنفون بالبيان . جاء في كتاب مسلم الثبوت وشرحه فواتح الرحموت ( إن حجية الكتاب والسنة والقياس من علم الكلام ، لكن تعرض الأصولي لحجية الإجماع والقياس ، لأنهما كثر فيهما الشغب من الحمقى من الخوارج والروافض ، خذلهم الله تعالى، وأما حجية الكتاب والسنة فمتفق عيها عند الأمة ممن يدعي التدين كافة، فلا حاجة إلى الذكر )

---------------

***ملخص من كتاب حجية السنة للدكتور حسين الشواط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالإثنين يناير 18, 2010 1:15 am

اعلم رحمك الله تعالى أن المسلمين سلفهم وخلفهم من عصر الصحابة إلى عصرنا هذا قد اتفقوا على أن الواجب عند الاختلاف في أي أمر من أمور الدين بين الأئمة المجتهدين : هو الرد إلى كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول } ومعنى الرد إلى الله سبحانه : الرد إلى كتابه , ومعنى الرد إلى رسوله صلى الله عليه وسلم : الرد إلى سنته. ان كانت فى حياته وتناقل الناس الحادثة فوجبت على من سمعها. وان كانت بعد مماته يحكم بقياسها. فكيف لنا ان يكتمل ديننا ان تجاهلناها. وإذا وقع الرد لما اختلف فيه أهل العلم إلى الكتاب والسنة وكان من معه دليل الكتاب والسنة هو الذي أصاب الحق ووافقه والذي لم يكن معه دليل الكتاب والسنة هو الذي لم يصب الحق , بل أخطأه وإن كان عددا كثيرا. فيا معشر الفاروقيين الا يوجد بينكم احد يعقل الى اي المهالك تنقادون فكيف تلبى امر الله برد ما تنازعتم فيه للرسول(ص)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالإثنين يناير 18, 2010 4:00 am

1/ قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير واحسن تأويلا } ‏ (النساء: 59).‏
‎‎ وجه الدلالة : أمر الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام وأعاد الفعل (وأطيعوا ) إعلاماً بأن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم تجب استقلالاً من غير عرض ما أمر به على القرآن، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقاً سواءً كان هذا الأمر في القرآن أم لم يكن, لانه اصلا يأتى مبينا لما فيه ولايتعارض معه وكيف له ذلك وهو من نفس المنهل وانظر ان الله سبحانة وتعالى ختم الاية بـ إن كنتم تؤمنون بالله.‏
2/ قوله تعالى : { من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً } ( سورة النساء :80)
وجه الدلالة : الآية تصرح بأن طاعة الرسول _صلى الله عليه وسلم _ طاعة لله وانظر الى من تولى عن ماذا عن طاعة الرسول فبماذا سيعتذر يوم الحساب. لا حول ولا قوة الابالله.
3/قوله : (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) (الحشر : 7 ) .
وجه الدلالة : أن الله أمر باتباع النبي _صلى الله عليه وسلم_ وطاعته , والأمر هنا يقتضي الوجوب, فكيف ان امرنا النبى (ص) بعمل وتجاهلنا ذلك ونهانا (ص) عن امر ولا زلنا نفعله وانظر ختام الاية واتقوا الله هل الامر بسيط انه لجلل ان الله شديد العقاب.
4/ قوله تعالى : (وماينطق عن الهوى ,إن هو إلاوحي يوحى) (سورة النجم (3,4) )
وجه الدلالة : بينت الآية أن النبي _صلى الله عليه وسلم لايأتي بشيء من عنده , وأن السنة في مجملها وحي من الله عز وجل .
5/ قوله تعالى : (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) (سورة النور : 65)
وجه الدلالة : ان الله حذر من مخالفة النبي _صلى الله عليه وسلم _ وتوعد على ذلك فهذا دليل على وجوب الاتباع والأخذ بقوله .
6/ قوله تعالى : ( وماكان لمؤمن ولامؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) (الأحزاب:36)
وجه الدلالة : أن الله لم يجعل لنا الخيرة أمام أمره , بل أوجبنا بالإذعان والتسليم .
7/قوله تعالى : (فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) ( النساء : 65)
وجه الدلالة : أنه جعل طاعة النبي _صلى الله عليه وسلم _ من أصول الإيمان. انظر لعظم القسم فلا وربك, اقسم الله فى مواضع كثيرة بمخلوقاته. ولكن لعظم الامر اقسم هذه المرة بالخالق وخالق من خالقك يا محمد عظم على عظم فلا وربك يا محمد يا خير المخلوقات جميعا واعظمها. وماذا القسم, لا يؤمنون.

فهذه النصوص تدل دلالة قاطعة على وجوب الأخذ بالسنة , واعتبارها في المقام الثاني بعد القرآن , وأنها مصدر تشريعي لأحكام المكلفين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالإثنين يناير 18, 2010 4:22 am

لو لم تكن السنة حجة لتعطلت كثير من الأحكام , إذ القيام ببعض فرائض الله المجملة متوقف على بيان رسول الله لها . فقد فرض الله سبحانه وتعالى عدة فرائض مجملة غير مبينة , لم تفصل في القرآن أحكامها ولاكيفية أدائها , مثل كيفية أداء الصلاة وكيفية أداء الزكاة وكيفية الصيام فقال تعالى : ( أقيموا الصلاة ) وقد بين الرسول بسنته الفعلية والقولية كيفية أداء الصلاة فقال : (صلوا كما رأيتموني أصلي ) وغيره من الأحكام المجملة في القرآن المفصلة في السنة , فلولم تكن هذه السنن البيانية حجة على المسلمين لما امكن تنفيذ فرائض القرآن ولااتباع احكامه .
وعلينا ان نلاحظ ان :
السنة النبوية أصل من أصول الشرع، بل هي الأصل الثاني .
أن السنة النبوية تستقل بالتشريع، وهنالك عشرات بل مئات الأحكام التي شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يرد لها ذكر في القرآن الكريم .
أجمع المسلمون على حجية السنة , ولم ينكرها إلا من في قلبه مرض .
أن منكر حجية السنة النبوية لا حظ له في الايمان بالله .
ورود الآيات الكثيرة عن ما يربو عن اربعون اية دالة على حجية السنة .
وأخيرا : يحق لنا الفخر بهذا الدين العظيم الذي أحاط عنايته واهتمامه بكل شأن من شؤون حياتنا , ولاعزاء للفاروقيين الذين أنكروا حجية ا السنة بشبه ضعيفة واهية لامكان لها من الحقيقة وانظر كيف فتنوا فيما بينهم يكفر بعضهم بعضا كما ذكر فى الاية
فان كانوا ينكرون السنة جملة وتفصيلا فعسى مقالاتى هذه تهديهم سواء السبيل. وان كانوا يقرون بالسنة كما يقول بعضهم ولكن اشتبه لهم صحيحة بضعيفه فىثروا تركه بمجمله, فكيف يؤدون فرائضهم التى هى من صميم السنه وماهى حجتهم يوم الحساب, اشتبه علينا ولم نعرف اين الصحيح. إذن فماذا فعلت لتتحقق من الصحيح منه لتقوم بواجباتك وفرائضك اتحسبونه لعب ولهو.............. , وآخر دعوانا أن الحمدلله ربِّ العالمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالإثنين يناير 18, 2010 6:29 pm

موضوع اخر : دليل حجيتها من العقل والنظر :
العقل والنظر يقضي بأنه سنته صلى الله عليه وسلم حجة لعدة أمور :
أحدها : أن من كان معصوماً يجب تصديقه في كل ما يصدر عنه، وقد ثبتت العصمة له صلى الله عليه وسلم، لذا يجب تصديقه في كل ما يصدر عنه، والسنة مما صدر عنه.

ثانيها: أن صاحب أي مذهب أو حامل أي فكرة: هو أولى الناس بتفسير وشرح وتبيين كل ما يتصل بهذا المذهب أو بهذه الفكرة، لدرايته التامة به أو بها، ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو حامل القرآن – المصدر الأول في التشريع الإسلامي – كان أولى الناس بشرحه، وتفسيره وتبيينه (والغريب لدى الفاروقيون انهم يفسرون القرآن ويحاجون بمعانيه فكيف يسلبون الحق من صاحب الرسالة ويحلونه لهم لذلك تراهم كل بتفسيره ليس لديهم مرجعية يستندون عليها).
وقد أكد هذين الأمرين آيات من كتاب الله في غاية الوضوح والبيان، مثل قوله تعالى : " وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى "[ سورة النجم / 43].
وقوله تعالى : " وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبيين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون "[ سورة النحل /64].
وقوله تعالى : " وأنزلنا إليك الذكر لتبيين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون "[ سورة النحل /44].

ثالثهما: إن الاستقراء دل على أن الكتاب العزيز فرض على الناس فرائض مجملة تحتاج إلى تفسير وشرح وبيان، كأداء الصلاة، وإيتاء الزكاة، والقيام بمناسك الحج، لذلك فقد ذهب العلماء والمحققون دون اعتبار لقول من شذ من المرجفين في دين الله تعالى، العاملين على هدم كيان السنة النبوية- إلى أنه يتحتم شرعاً وعقلاً الرجوع إلى السنة لتفصيل مجمله وبيان كيفية أدائه، ومما يستعان به في تأييد ذلك ما يلي :

روى أن رجلاً قال لعمران بن حصين : لا تحدثونا إلا بالقرآن، فقال له عمران : إنك امرؤ أحمق: أتجد في كتاب الله الظهر أربعاً لا تجهر فيها بالقراءة ؟ - ثم عدد عليه الصلاة والزكاة، ونحو هذا – ثم قال : أتجد هذا في كتاب الله مفسراً ؟ إن كتاب الله أبهم هذا، وإن السنة تفسر ذلك ".
وروى أن رجلاً قال لمطرف بن عبدالله بن الشخير : " لا تحدثونا إلا بالقرآن، فقال له مطرف: " والله ما نريد بالقرآن بدلاً ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منا ".
ويوضح الإمام الشاطبي ما يقصده العلماء بقولهم إن السنة قاضية على الكتاب فيقول : " الجواب أن قضاء السنة على الكتاب ليس بمعنى تقدمها عليه واطراح الكتاب بل إن ذلك المعبر في السنة هو المراد في الكتاب فكأن السنة بمنزلة التفسير والشرح لمعاني أحكام الكتاب ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالإثنين يناير 18, 2010 6:56 pm

انا اتمنى ان يردوا ويقارعوا الحجة بالحجة حتى يتبين انه الحق ان كانوا يريدون الحق فعلا واقصد بذلك كبيرهم لان الصغار وانا اعرفهم فعلا يبحثون عن الحق ولكنه استثار فيهم حبهم للحق وشغفهم به مع خواء عقولهم من اصول الدين واللغة.
فكيف لشاب صغير لغته - جيده كما قال - ان يفسر القرآن لوحده دون الرجوع للسنة وتفاسير العلماء وان لم يستطيع ان يفهم القرآن ويعمل به فبماذا يعمل ليصبح مسلما. وإن رجع للفاروق وعلمائه كمرجعية له على انهم ادرى منه بإمور دينه فهل هذا عاقل وبالذات ان حدثه احدهم بأن فى هذه المسألة فاروق افتى بكذا. ايصدقه ويكذب الائمه. ايأخذ دينه من بعد الكتاب الذى اشكل عليه من فاروق وما لفاروق ويترك خير المرسلين. اى اسلام هذا الا تعون.
ارجو ان تردوا وان يسع صدركم كما تتسع صدورنا لكم اخواننا فإن لكم فى القلب لمكانة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالثلاثاء يناير 19, 2010 6:15 pm

إن تاريخ منكري سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكاد يقرن بتاريخ منكري رسالته - صلى الله عليه وسلم -، فالكفر بسنته - عليه الصلاة والسلام - هو قرين الكفر برسالته - فهما أمران متقاربان زماناً متساوقان منزلة، ويكادان يكونان متماثلين حكماً، ولا يختلفان إلا باعتبار أن ثمة كفراً دون كفر، وإلا فإنكار سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجحدها كفر، كما أن إنكار رسالته كفر ..
ومن المسلم به أنه لم يخل زمان من الأمرين جميعاً كذلك، فكما أنه لم يخل زمان من منكري رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكذلك لم يخل زمان من منكري سنته - صلى الله عليه وسلم - مع زعمهم بأنهم مسلمون مؤمنون برسالته، والأخيرة هذه هي مثار العجب، إذ كيف يكونون مؤمنين برسالته - صلى الله عليه وسلم - ثم ينكرون سنته، ويرفضون اتباعه، ويصرون على عدم الأخذ عنه، والاحتكام إليه، والتسليم له ويقبلون على مخالفته في كل ما قال وفعل وأقر، فيقولون ما لم يقل، ويفعلون ما لم يفعل، ويرفضون ما أقره ورضي به.
ولقد بدأت مسيرة إنكار السنة والشغب عليها على هيئة فردية في حالات نادرة لا اعتبار بها. وكان ذلك في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك ما روى أصحاب السنن في أسباب نزول الآية الكريمة : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيمــا شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما  ( النساء:65).
من أن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - اختصم ورجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعله حاطب بن أبي بلتعة - رضي الله عنه - فحكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للزبير أن يسقي زرعه أولاً، ثم يرسل الماء إلى صاحبه، فغضب الرجل وقال : يا رسول الله أن كان ابن عمتك ؟. أي حكمت له بسبب أنه ابن عمتك، فتلون وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله - تعالى - الآية في ذلك( ).
لكن هذه الحالات شاذة ولا تذكر في معرض التأريخ لمنكري سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك لأمرين : لشذوذها وندرتها، ثم لعودة أصحابها إلى الحق سريعاً وانقضاء أثرها.
أما إنكار السنة على هيئة مؤثرة، وعلى أيدي طوائف لها ذكرها في التاريخ ؛ فقد بدأت على أيدي الخوارج والشيعة، ثم انضم إليهم طوائف من المتكلمين وبخاصة من المعتزلة الذين انتسب إليهم كثير من الزنادقة والفاسقين عن الملة، كالنظام الذي كان " شاطراً من الشطار، يغدو على سكر ويروح على سكر ويبيت على جرائرها، ويدخل في الأدناس والفواحش، وهو القائل:
ما زلت آخذ روح الزق في لطف
حتى انثنيت ولي روحان في جسـدي
وأستبيح دما من غير مجروح
والزق مطرَح جسما بلا روح( )

أما الشيعة والخوارج فكلتا الطائفتين شغبت على السنة النبوية المطهرة وأنكرتها، لكن الشيعة لم يقبلوا من سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا القليل الذي نُقل إليهم عن طريق من يدين بعقيدتهم في الإمامة ويشايع آل البيت – فيما يزعمون – ولو أننا عرفنا أنهم لم يوالوا من الصحابة – رضوان الله عليهم – إلا بضعة عشر صحابياً هم فقط الذين رضي عنهم الشيعة وأخذوا عنهم، لأدركنا ذلك القدر الضئيل من سنة النبي –صلى الله عليه وسلم-الذي قبله الشيعة (الرافضة) وعملوا به، وذلك الكم الهائل من السنة النبوية التي رفضوها وأنكروها لأنها أتت عن جمهرة الصحابة الذين لا يرضى عنهم الشيعة، فالشيعة – إذن – رفضوا السنة لأنهم طعنوا في عدالة الصحابة – رضوان الله عليهم – لأنهم بايعوا أبا بكر – رضي الله عنه – خليفة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولم يبايعوا عليا الذي كان هو الخليفة من وجهة أنظار الشيعة، والشيعة منهم معتدل وغال، فالمعتدلون فسقوا الصحابة – رضي الله عنهم – والغالون كفروهم – عياذاً بالله – ولم يستثن الشيعة من ذلك سوى عدد يزيد قليلاً على أصابع اليدين .. على أن الشيعة (الرافضة) أضافوا إلى إنكارهم السنة - على الوضع الذي ذكرناه - إضافة جديدة جعل جرمهم في هذا الباب مضاعفاً، ذلك أنهم لم يكتفوا بإنكار الحديث ورفض السنة، وإنما لجأوا إلى وَضع ما أسموه أحاديث، ونسبوها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فألَّفوا كلاماً على هيئة أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تعظيم أئمتهم، وتأكيد نحلتهم، وتأصيل معتقدهم، وأيضاً في ذم مخالفيهم وعقائدهم. وقد كان لهذه الأحاديث المزعومة الموضوعة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دور أصيل في حجية التشريع وأصول الدين عندهم.
أما الخوارج فقد طعنوا في الصحابة - رضوان الله عليهم - بعد واقعة التحكيم الشهيرة أثناء الحرب بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - وبسبب واقعة التحكيم طعن الخوارج في عدالة الصحابة - رضي الله عنهم - فمن الخوارج مَنْ فَسَّقهم، وهم قلة لا تذكر، والأكثرون من طوائف الخوارج كفروا الصحابة - عياذاً بالله - بل منهم من جعلهم كالمشركين في الحرب والسبي وعدم قبول الجزية .. إلى آخر تلك الآراء التي تدل على انحراف حاد عن جادة الإسلام، وقد دفع بهم إنكار السنة والرغبة الملحة عندهم في مخالفة جماعة المسلمين إلى العدوة القصوى بعيداً عن الإسلام، فافتروا على الله ورسوله وجماعة المسلمين، وتباروا في تكفير الأمة بأنواع من الكفر ؛ فجمهرتهم يرون أن دار مخالفيهم دار حرب، يقتل فيها النساء والأطفال وأن جميع المسلمين كفار مثل كفار العرب، لا يقبل منهم إلا الإسلام أو القتل.
أما في الأحكام فقد أنكروا الرجم في الزاني المحصن لأنه ليس في القرآن، وأقاموا حد السرقة ولم يلتزموا ما ورد في السنة وإجماع الأمة بالحرز في السرقة ونصابها وكذلك قطع اليد من الرسغ، كما استحلوا كفر الأمانة التي أمر الله – تعالى – بأدائها وزعموا أن المسلمين مشركون يحل أكل أماناتهم، وأجاز فريق منهم - الميمونية - نكاح بنت البنت، وبنت الابن، لأن القرآن لم يذكرهن ضمن المحرمات ... إلى غير ذلك من أنواع الضلال والزيغ الذي وقعوا فيه في أصول الدين، وفي أحكام الشريعة بسبب أنهم رفضوا السنة النبوية المطهرة، وزعموا أنهم يأخذون أحكامهم وقضايا دينهم عن القرآن، وما علموا أنهم نابذوا القرآن ونبذوه يوم نبذوا السنة واتخذوها ظهرياً، يقول عبد القاهر البغدادي عن الخوارج إنهم : " أنكروا حجية الإجماع والسنن الشرعية، وأنه لا حجة في شيء من أحكام الشريعة إلا من القرآن، ولذلك أنكروا الرجم والمسح على الخفين لأنهما ليسا في القرآن، وقطعوا يد السارق في القليل والكثير لأن الأمر بالقطع في القرآن مطلق، ولم يقبلوا الرواية في نصاب القطع ولا الرواية في اعتبار الحرز فيه "( ).
فهؤلاء وأولئك - الخوارج والشيعة - رفضوا - سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لطعنهم في الصحابة - رضوان الله - تعالى - عليهم أجمعين - ومن المعلوم أن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما وصلت إلينا من خلال الصحابة - رضوان الله عليهم - بل إن الدين كله وصل إلينا من خلالهم، فهم الطبقة المعاصرة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمانا، المطلعة على أحواله قولاً وفعلاً، الحريصة على أن تحفظ عنه كل حركة وسكنة، وأن تنقل عنه كل لفظة وسكتة، الأمينة في وصف أحواله - صلى الله عليه وسلم - صغيرها وكبيرها، والصحابة - رضوان الله عليهم - هم الذين نقلوا إلينا أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم – كافة لم يخرموا منها شيئاً، حتى صرنا بفضلهم - جزاهم الله عن الأمة خيرا- كأننا نعايشه في أحواله - صلى الله عليه وسلم – كافة، ونعاين هيئاته كافة، فهم -رضوان الله عليهم- هم الذين نقلوا إلينا الدين كاملاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي تلقاه عن ربه وحيا في القرآن أو في السنة، فإذا جاء من الطوائف والفرق من يرفض الأخذ عنهم مستنداً إلى ما يزعمه من أنهم ليسوا عدولاً ؛ فعن من يأخذ دينه، وأنى له أن يعرف شرائع الإسلام ؟ ومن أين سيأخذ أحكام الدين في الصلاة وهيئاتها، والزكاة ومقاديرها، والصيام وأحكامه، والحج ومناسكه، ثم من أين له أن يعرف ما يحل وما يحرم، وما يأخذ أو يدع في شؤون الحياة جميعها، ثم أين نجد كل هذا في القرآن المجيد ؟ وأين يجده هؤلاء الذين يزعمون أنهم يكتفون بالقرآن وحده دون السنة النبوية المشرفة ؟
إن رفضهم السنة النبوية كان له الأثر الذي أشرنا إلى بعضه من خروجهم على الدين وابتداعهم فيه ما ليس منه، واعتناقهم عقائد، ومزاولتهم شرائع لا تمت إلى الإسلام، بل تناقض الإسلام وتعارضه، وقد انتهى بهم الأمر إلى أن نقضوا عرى الإسلام ، وكفروا الأمة المسلمة، وما كفرت الأمة ولكن الظالمين كفروا، يهدمون الدين بحجة الحرص عليه، ويكفرون بالقرآن وهم يزعمون الاستمساك به والاعتماد عليه، فأين منهم آياته البينات التي تأمر بطاعة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والأخذ عنه والائتمار بأمره والانتهاء بنهيه ؟ بل أين منهم آياته البينات التي تنص على أنه – صلى الله عليه وسلم – لا ينطق عن الهوى، وأن سنته وحي من عند الله – تعالى – وأين من هؤلاء الذين يخالفون عن أمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قوله تعالى – محذراً إياهم ومن على شاكلتهم :  فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم  ( النور:64).
هكذا بدأت مسيرة إنكار سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والشغب عليها ورفض اعتبارها مصدراً تشريعياً كالقرآن، والخروج على طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدأت مسيرة الضلال هذه على أيدي الخوارج والشيعة (الرافضة)، ثم تلقفها منهم وسار على ضلالهم طوائف من المتكلمين وأشهرهم في هذا الباب المعتزلة، ثم استمرت مسيرة الضلال يسلمها ضال إلى ضال، ويأخذها ضال عن ضال، وقد افترقوا في ضلالهم إلى مذاهب وطوائف، فطائفة تنكر السنة النبوية المطهرة بجملتها، ما كان منها قولاً، وما كان عملاً، وما كان تقريراً، ويعدون أقواله - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله مثل أقوال الناس وأفعالهم لا صلة لها بالدين من قريب أو من بعيد.
وطائفة تأخذ من السنة بما كان عملاً وتطرح ما كان قولاً، دون تمييز أو سند من شرع أو عقل يسوغ هذه التفرقة، فإن صاحب العمل هو نفسه صاحب القول - صلى الله عليه وسلم-. وطائفة ثالثة هي أقل الطوائف جرماً في هذا الباب، ولكنها أعمها وأطمها وأكثرها عدداً، وما ذهبت إليه أعظم شيوعاً وذيوعاً، ذلكم الذين يقولون لا نأخذ من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بما تواتر قولاً وعملاً، أما خبر الواحد فلا يأخذون به ولا يعتبرونه، ومن هؤلاء من يرفضه جملة، ومنهم من يرفضه في العقائد.
وقد ظلت مسيرة الضلال هذه تنتقل عبر التاريخ بطوائفها المختلفة وعلى مستوى الأمة المسلمة شرقاً وغرباً، حتى كانت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث نبتت نابتة سوء بين المسلمين في بلاد الهند، وذلك بنشأة ما سمي بطائفة " القرآنيون " تلك الطائفة التي زعمت الاعتماد على القرآن وحده، وطرح السنة النبوية المطهرة، وأخذت تدعو إلى نحلتها بهمة ونشاط تحت رعاية الاستعمار الإنجليزي، ثم انتقلت من الهند إلى باكستان - بعد التقسيم - تحت مسمى " البرويزيين "
وهذه الطائفة هي موضوع بحثنا هذا، وسوف نبين بشيء من التفصيل تاريخ نشأتهم وأهم رؤسائهم على الصفحات التالية - بحول الله تعالى -.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالثلاثاء يناير 19, 2010 6:17 pm

التعريف بطائفة القرآنيين، وعوامل نشأتهم

وضع الإنجليز أيديهم على شبه القارة الهندية، ودانت لهم طوائفها وفرقها من الهندوس والبوذيين والجينيين وغيرهم ممن يدينون بغير الإسلام. أما المسلمون الذين كانوا يمثلون قلة في الهند فلم يسلس قيادهم للإنجليز المستعمرين، ولم يهادنوهم يوماً، وذلك انطلاقاً من الإسلام الذي يمنع المسلم من الخضوع والإذعان لحاكم غير مسلم يلي أمر المسلمين بالقوة والجبروت. لذلك كان المسلمون بالهند يمثلون للإنجليز المستعمرين قلقاً وإزعاجاً بل يمثلون خطورة على سلطتهم وبقائهم في تلك البلاد، وكان المسلمون لا يفتأون يلبون داعي الجهاد ضد الإنجليز، ويقومون بالثورات العديدة التي كان أشهرها ثورة مايو من عام سبعة وخمسين وثمانمائة وألف للميلاد.
وقد كان الإنجليز بالمقابل يمقتون المسلمين فوق مقتهم الطوائف الأخرى، وقد كانوا يدبرون المؤامرات والمكايد ضد الإسلام والمسلمين في تلك البقاع، ورغم خطط ومؤامرات الإنجليز الكثيرة ضد المسلمين، إلا أنهم تميزوا بخطة معينة أحكموها وبرعوا فيها، وقد حققت لهم أغراضهم وأهدافهم من تفريق صفوف المسلمين، وإضعاف شوكتهم، وبث النزاع بين طوائفهم. وكانت خطتهم تلك تقوم على أن يستقطبوا أشخاصاً من المسلمين، يرون فيهم قبولاً لبيع دينهم وأمتهم مقابل السلطة والمال، فيجندونهم للعمل ضد الإسلام والمسلمين، وكانت خطتهم التي يرسمونها لعملائهم واحدة، حيث يبدأ هؤلاء العملاء بالتظاهر بالإسلام، والحرص عليه، والدعوة إليه، والكتابة فيه، حتى إذ اشتهر أمرهم، والتف الناس حولهم. بدؤوا ينفذون خطة الإنجليز، التي رسموها لهم، وبدؤوا ببذر بذور الشك في عقيدة الإسلام، ثم في شريعته، ثم - وتحت دعواهم الحرص على الإسلام - يبثون سمومهم، فمنهم من يدعي النبوة مثل : " ميرزا غلام أحمد القادياني " - لعنه الله -، ومنهم من يدعي حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيخلع على النبي - بهذه الحجة - بعض صفات الله سبحانه، وذلك مثل " أحمد رضا خان " ومنهم من يدعي أنه مجدد القرن مثل : " أحمد خان " الذي أخلص للإنجليز إلى حد أن باع دينه، وضحى بأمته في مقابل ولائه المطلق للإنجليز..
وفيما يلي سنذكر أهم رجالات القرآنيين في الهند، مع ذكر نبذة عن تاريخ كل منهم، وأهم آرائه.

أولاً : السيد أحمد خان :
وتاريخ منكري السنة في شبه القارة الهندية في العصر الحديث يبدأ بهذا الرجل : " سير أحمد خان " أو " السيد أحمد خان " بل إن تاريخ الكثير من صور الخيانة للإسلام والمسلمين، وابتداع الآراء الشاذة المخالفة لما عليه القرآن والسنة وإجماع الأمة، مما كان سبباً في تفريق الأمة، وتشتيت جهودها ضد الإنجليز أعداء الإسلام، يرجع إلى هذا الرجل " السيد أحمد خان "( ) وبالتالي؛ يرجع إليه حركات ممالأة المستعمر الإنجليزي، ومهادنته، بل معاونته وموالاته، والدعوة إلى السير في ركابه والاغتراف من ثقافته، والتمثل به في الشؤون الحياتية كافة، يرجع كل هذا إلى هذا الرجل الذي قضى حياته في خدمة الإنجليز، والدعوة إلى مسالمتهم ومعاونتهم، وقد اقتدى به الكثيرون في ذلك مما جعل محنة الأمة بهذا الرجل أعم وأطم.
وفيما يتصل بموضوعنا ؛ فقد كان هذا الرجل مكثراً من الكتابة والتأليف، وكان من تأليفه ما أسماه تفسيراً للقرآن وقد نهج في تفسيره نهجا يخالف القرآن نفسه والسنة وإجماع الأمة، ويخالف المنهج العلمي في أبسط صوره. حيث اعتمد في تفسيره القرآن على عقله وهواه الذي يتحكم في عقله، وجاء بسبب ذلك بآراء خالف بها مُسَلَّمات الدين، وعقائده وشرائعه، وبذلك خرج على إجماع الأمة، بل اعتمد في تفسيره أسلوباً خالف فيه أساليب اللغة التي نزل بها القرآن، ولم يعبأ بدلالات الألفاظ، بل أخضع كل ذلك لهواه وأغراضه من إفساد الدين، وإبطال الشرع، ومن ذلك أنه أنكر الغيب ومنه الملائكة والجن والشياطين، وفي سبيل إنكارها تأول الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر الملائكة والجن والشياطين، فأوَّل الملائكة بأنها عناصر الطبيعة وقواها من ريح ومطر وبراكين .. وأوَّل الجن بأنهم سكان الغابات والصحاري والذين يزاولون أنشطتهم في ظلام الليل فلا يراهم أحد، كما أول الشياطين بأن المراد بها شهوات النفس وأهواؤها، وكان اعتماده هذا المنهج الذي يخالف أساليب اللغة العربية ودلالات ألفاظها قائماً على أساس جرم آخر ارتكبه في حق الدين، وهو زعمه أن القرآن العظيم لم ينزل على رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - بألفاظه ومعانيه، بل إنه نزل بالمعنى فقط، بمعنى أن الله - تعالى - قذف بمعاني القرآن في قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم صاغها محمد - صلى الله عليه وسلم - في ألفاظ من عنده، وبذلك جعل القرآن مثل السنة، في أن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ألهم معناه فقط، ثم صاغه هو بألفاظ من عنده .. وهذا - وغيره - مما وقع فيه " أحمد خان " تسبب في ثورة العلماء ضده، وفي رميهم إياه بالكفر، فكان هذا - من جانب آخر - سببا في انفلات أمره، وانطلاقه في غواياته وضلالاته إلى المنتهى الذي وصل إليه.
أما فيما يتعلق بالسنة النبوية ؛ فقد وضع الرجل الأساس للذين أتوا من بعده في إنكار السنة النبوية المطهرة، والشغب عليها، والزعم بأن القرآن كاف، والطعن في أنها من وضع رواتها إلى غير ذلك .. ونستطيع أن نوجز أهم الآراء التي جاء بها الرجل بالنسبة للسنة النبوية المطهرة فيما يلي :
1- أَوَّلَ كل ما جاء فيها عن الجن والملائكة والشياطين، وعن الجنة والنار، بتأويلات أدت إلى إنكارها جملة على ما قد أشرنا إليه عند حديثنا عن تفسيره القرآن الكريم.
2- ادعى أن السنة النبوية لم تدون لأمد طويل، ظلت ذلك الأمد حبيسة الصدور، مما هيأ الأمر للزيادة عليها والنقص منها وتغيير محتواها، ووضع الكثير منها، ونسبة الكل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما أفقد الثقة في جميعها، وجعل الشك يشملها كلها.
3- بناء على الأمر السابق ؛ فقد جعل الرجل كل ما وردت به السنة النبوية المطهرة من أوامر ونواه، وأخبار وأحكام، جعل كل ذلك أموراً استنباطية من علماء الحديث وشراح السنة وفقهاء المذاهب، ومن ثم لا يلزم المسلم الأخذ بها، أو الالتزام بما فيها، وذلك لأمرين ؛ الأول : الشك في نسبة الأحاديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لطول الفترة التي تركت فيها بلا تدوين - كما بينا قبلا -، والثاني : لاحتمال ألا يكون العلماء قد فهموا مقصود النبي - صلى الله عليه وسلم - من هذه الأحاديث، فيكونون قد بنوا أحكامهم على فهم خاطئ فجاءت الأحكام خاطئة.
4- وضع الرجل مقاييس من عنده لبيان الحديث الذي يؤخذ به ويعتمد، وقد توخى أن تكون تلك المقاييس مبطلة للسنة في جملتها، فلا تكاد تلك المقاييس المتعنتة تنطبق على حديث واحد أو بضعة أحاديث، هذا إذا صدقت النية في تطبيقها، أما إذا أخذنا في الاعتبار تكلفهم وتعنتهم في التأويل والخروج على مقتضيات اللغة، فإن مقاييس الرجل تزري بالسنة جميعها، وهذه المقاييس :
أ - أن يكون الحديث المروي هو قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجزم واليقين.
وهذا المقياس دون إقناعهم به خرط القتاد، حيث إنهم يطعنون في المتواتر، فما بالنا بغيره؟
ب - أن تكون هناك شهادة تثبت أن الكلمات التي أتى بها الراوي هي عين الكلمات التي نطقها النبي فعلاً.
ج- ألا يكون لألفاظ الحديث التي أتى بها الرواة معان سوى ما أتى به شراح الحديث، وبنى عليه الفقهاء أحكامهم.
وهذا الآخر من أعظم معاول الهدم للسنة النبوية المشرفة، حيث إنه ما من لفظ من ألفاظ اللغة العربية إلا وله عندهم معان وتأويلات لا تكاد تحصى، ولا يحكمها ويوجهها إلا هواهم الضال وأغراضهم الخبيثة. ( ).

ثانياً : عبد الله جكرالوي
هو مولوي - الشيخ - عبد الله بن عبد الله الجكرالوي، نسبة إلى بلدة ( جكرالة ) التي ولد بها، وهي إحدى قرى إقليم " البنجاب " بباكستان حالياً، وعاصمته " لاهور ". وقد ولد عبد الله حوالي 1830م. في أسرة علم ودين، وكان والده يتبع مشيخة إحدى الطرق، فلما ولد ابنه وسماه عبد الله، حمله إلى شيخ الطريقة فباركه ودعا له وسماه : " غلام نبي " أي خادم النبي، أو " عبد النبي ".
ومن عجيب أن يتحول هذا الذي سمى " عبد النبي " - نعوذ بالله من عبودية لغيره سبحانه - إلى عدو للنبي - صلى الله عليه وسلم - ويعلن الحرب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى سنتــه، ويخلع طاعتــه، ويصبح في رأس قائمة منكري السنــة النبوية المطهرة ..  والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون  ( يوسف:21).
وقد تلقى " عبد الله جكرا لوي " علومه بالمدارس الأهلية، ثم سافر بعد ذلك إلى مدينة " دهلي " حاضرة الهند لدراسة الحديث الشريف والتخصص فيه، وبعد أن أتم دراسته، ولمس من القدرة على تدريس الحديث وتعليمه الآخرين عاد من " دهلي " مدرساً ومعلماً، ثم دخل مجال التأليف والكتابة فيما تلقاه وتخصص فيه من علوم الحديث الشريف. وقد ظل على ذلك زمانا يزاول تعليم الحديث وخدمة السنة تعليماً وتأليفاً ومناظرة مع الآخرين.
بداية انحرافه :
ظل عبد الله جكرالوي على اشتغاله بالحديث حتى اصطدم ببعض مشكلات من متشابه الحديث الشريف، فخرج على الناس بعقيدته الجديدة التي أعلن عن شعارها بمقولته الشهيرة " هذا القرآن هو وحده الموحى به من عند الله - تعالى - إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - أما ما عداه من السنة فليس بوحي " ثم شرع في تحقيق مذهبه الجديد وشرحه، والدعوة إليه، ومحاولة اكتساب الأنصار له ..
ومن الواضح أن عبد الله جكرالوي لم ينتقل من الشيء إلى نقيضه، أو من مناصر للسنة النبوية وداعٍ إليها، وشيخ من شيوخ جماعة " أهل الحديث " بالهند إلى عدو للسنة النبوية، طاعن فيها، داعٍ إلى نبذها وعدم اعتبارها، دفعة واحدة، أو في لحظة مفاجئة، بل الغالب المقبول - طبعاً - أن الرجل راودته أفكار وخواطر، وعاودته شبه ومشكلات لبَّست عليه الحق، وأضلته عن السبيل السويّ في البحث عن الحق فيما يقابله من مثل هذا، ومن قبل ذلك سبق فيه قدر الله - عز وجل - فأضله شيطانه، وأسلم قياده لهواه، وجاءت اللحظة التي لم تكن مفاجئة له، ولكنها كانت مفاجئة للناس الذين عرفوه نصيراً للسنة، فإذا هم يفاجؤون به عدوا للسنة، ومن قبل ذلك عدواً لله ورسوله والمؤمنين.
وهذا الذي نراه من أن انقلاب الرجل لم يأت فجأة أو من فراغ، هو الذي يتفق مع الواقع ومنطق الأحداث، فإن الانقلاب من الشيء إلى نقيضه في الأمور الخطيرة والمصيرية لا يصل إليه الإنسان من منفرج واسع، بل يصل إليه من سمِّ الخياط.
صلة عبد الله جكرالوي بالإنجليز :
يبدو أن انقلاب الرجل من مناصر للإسلام إلى عدو للإسلام والمسلمين، قد لفت أنظار المستعمرين الإنجليز إليه، وما كان لِعَيْن الإنجليز الفاحصة الباحثة عن أعداء الإسلام والمسلمين لتستغلهم وتوجههم وترعاهم لتخطئ هذا الرجل، وقد لفت الأنظار إليه بانقلابه الهائل المفاجئ للناس، وبذلك بدأت صلته بالإنجليز واستغلالهم إياه، ونحن لا ندري أكانت صلته بهم هي التي ساعدت على انقلابه ضد سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - والإسلام، أم أن انقلابه هو الذي أهله لهذه الصلة الضالة؟
ومن عجب أن تختلف بعض الآراء حول هذه الصلة، حتى إن البعض ينكرها، والبعض يشكك فيها، مع أن سيرة الإنجليز ومنهجهم بالهند، وعبر مئات الأشخاص من أمثال عبد الله جكرالوي تؤكد أنهم وراء كل شخص من هؤلاء، بل إنهم يبحثون عنهم ويشكلون فكرهم واتجاهاتهم، وهذا الرجل جاءهم لقمة سائغة، وصنيعة سهلة، وكان الرجل - من جانب آخر - يرفل في بحر من الأموال والنفقات التي كان يحتاجها لطبع كتبه ومؤلفاته العديدة ..
لكن التشكيك في هذه الصلة بل إنكارها جاء من أنصار " عبد الله جكرالوي "، ومن يدينون بمعتقده، ويسيرون على منهجه في معاداة السنة النبوية، ومقت الإسلام وأهله، وذلك أمر طبيعي، بل إن إنكار أنصاره هذه الصلة لهو دليل على وجودها، وإن المريب يكاد يقول خذوني، وهل كان ينتظر من أنصاره الذين يشاركونه نفس النقيصة والضلالة، أن يقروا بهذه الصلة، وهي كفيلة بصرف الناس من حولهم، وانفضاض الأنصار عنهم ؟.
ولذلك نرى على رأس الذين ينكرون هذه الصلة " غلام أحمد برويز " الذي تلقى ضلالة إنكار السنة، وورث هذا الاتجاه الضال عن كل القائلين به في الهند، وتولى كبر نشره في باكستان، وما تزال نحلته الفاسدة على الساحة، هذا الرجل ينكر صلة " عبد الله جكرالوي " أستاذه في الضلالة فيقول : " إن الميرزا غلام أحمد القادياني كان من البذور التي بذرتها الحكومة البريطانية، وإن دعوته جاءت من صميم النداء الإنجليزي ،بينما نرى عبد الله سليم النية اكتوى بنار ما أصيب به الإسلام في عصره من الفرق المتعددة "( ).
" لكن المحققين من أمثال " محمد علي قصوري " يرى أن الحكومة البريطانية كان لها يد وراء الحركتين : القاديانية، والجكرالوية. حيث يقول " إن الحكومة البريطانية تمكنت من اصطياد بعض الشخصيات الإسلامية، وإيقاعها في شبكة التحريف ضد الإسلام، فحرضتهم على القيام بأعمال تفقد الثقة في السنة النبوية الشريفة، وكان على رأس هؤلاء جميعاً " عبد الله جكرالوي " وقد اختاره المسيحيون - النصارى - لأداء هذه المهمة، فرفع صوته بإنكار السنة كلها، وأخذ يدعو إلى هذا المشروع الهدام، فأخذت رسائل التأييد تصل إليه من المبشرين المسيحيين - المنصرين - وتعده بالمساعدات المالية، وتشكره على هذا المجهود الجبار "( ).
جهود العلماء ضده :
بدأ عبد الله جكرالوي حركته ضد الإسلام فأنكر السنة النبوية جميعها، وألف جماعة سماها " أهل الذكر والقرآن " وكان هو رئيس هذه الجماعة، ونشط بشكل مكثف بالدعوة إلى نحلته الضالة التي تقوم على نبذ السنة النبوية، والزعم بأن القرآن كافٍ في قضايا الدين وأحكام الشريعة، وألف في ذلك الكتب الكثيرة، وكان مقر دعوته مدينة " لاهور " وهي في ذلك الوقت - بل في كل وقت - حاضرة العلم والعلماء.
لذلك كان له العلماء بالمرصاد، حيث صاروا يفندون آراءه، وينشرون المقالات ضد نحلته، شارك في ذلك العلماء على الأصعدة كافة وعلى منابر المساجد، وقامت مجلة " إشاعة السنة " - نشر السنة - بالدور الأهم والأكثر تأثيرا، حيث جمعت آراءه الضالة، وفندتها،وبينت ما فيها من كفر وفسوق عن الملة، ثم وضعتها على بساط البحث بين أيدي العلماء، ووجهت النداءات إلى جميع العلماء لإبداء آرائهم، وإصدار أحكام الشريعة في هذا الذي يعتنق مثل هذه الآراء الكُفْرية وهل يكون مؤمناً مسلما مع اعتناقه هذه الأفكار التي تقوم على الكفر بالسنة كلها ؟ ..
فما كان من العلماء إلا أن أفتوا بكفره وفسوقه عن الإسلام. أفتى بذلك الكثرة الكاثرة من علماء الهند بأقطارها كافة.. ثم قامت المجلة " إشاعة السنة " نفسها بنشر عشرات التوقيعات لعلماء الدين المشاهير في الهند الذين يعلنون أن " عبد الله جكرالوي " كافر بالدين، مقطوع الصلة بالإسلام، خارج عن جماعة المسلمين .
لكن الرجل ظل على ضلالته من الكفر بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والدعوة إلى نبذها وعدم العمل بها، حتى أخذه الموت سنة أربع عشرة وتسعمائة وألف، بعد عمر طويل قضاه في حرب الله ورسوله والإسلام عليه من الله ما يستحق.

ثالثاً : أحمد الدِّين الأَمْرِتْسِرِي
هو الخاجة أحمد الدين بن خاجة ميان محمد بن محمد إبراهيم الأمر تسري. نسبة إلى مدينة " أمرتسر " التي ولد بها سنة إحدى وستين وثمانمائة وألف للميلاد، وبعد ولادته حمله والده إلى شيخه فمسح الشيخ رأس الطفل ودعا له وسماه باسمه هذا .. وقد بدأ أحمد الدين تعليمه بالقرآن المجيد، ثم العلوم الدينية عند بعض المشتغلين بذلك، ثم التحق بمدرسة المبشرين - المنصرين - فدرس هناك كتاب النصارى المقدس وبعض العلوم العصرية - ثم اعتمد بعد ذلك على جهوده الخاصة في اكتساب العلوم والمعارف، مما مكنه من تحصيل كثير من العلوم الحديثة كالتاريخ والجغرافيا والفلك والاقتصاد والمنطق والرياضيات بجانب العلوم الإسلامية التي كانت عنايته الأولى، كذلك كان يجيد العربية والإنجليزية والفارسية والأردية وبعض اللهجات الإقليمية.
صلته بالقرآنيين السابقين عليه :
كان للخاجة أحمد الدين صلة وثيقة بأفكار القرآنيين - منكري السنة - السابقين عليه، حيث قرأ لهم، واتصل بمن كان حياً منهم، وأخذ عنهم وتأثر بهم إلى حد أن السابقين عليه هم الذين وضعوا له نهج حياته ووجهوا أفكاره .. فقد أخذ عن " السيد أحمد خان " إنكار السنة، واتصل بعبد الله جكرالوي عبر زيارات متوالية، وأخذ عنه أفكاره، وكان أشد مكراً من عبد الله، حيث كان ينصحه بعدم التصريح بإنكاره للسنة، واختراع الفرائض والعبادات التي لا يعرفها المسلمون زاعماً أنه استقاها من القرآن، كذلك كانت له صلة بمحمد إقبال، وكان كثير الاجتماع به، والمباحثة معه، مما ألقى ظلالاً على محمد إقبال توهم تأثر إقبال بفكر القرآنيين، وأنه مال معهم إلى إنكار السنة .. كذلك كانت له صلة بميرزا غلام أحمد القادياني مؤسس الديانة القاديانية، ومن المأثور أنه لم يكن يشدد النكير على القادياني ولا غيره، بل كان يحضر له دروسه ولغيره ممن يخالفونه الفكر والعقيدة.
دعوته إلى نحلته :
بدأ الخاجة أحمد الدين نشاطه بالتدريس والكتابة، وكان يتسم باللين والهدوء، مما جعل الكثيرين يقبلـون على سماعه وحضور درسه، ثم دعا إلى تأسيس جماعته الخاصة وسماها : "أمة مسلمة " ثم أنشأ مجلة تتكلم باسم الجماعة وتنشر أفكارها وآراءها، مما جعل الكثيرين ينضمون لجماعته متأثرين بأسلوبه الهادئ، وبخاصة أنه لم يكن يصرح بما يصدم المسلم، بل كان يميل إلى التورية وعدم المواجهة، إضافة إلى لينه وهدوء أسلوبه، وقدرته على الإقناع. مما كان له الأثر في انضمام فئات المثقفين من أساتذة الجامعات والمدرسين والقضاة وغيرهم إلى جماعته، وحماستهم لنشر أفكاره بالكتابة والتأليف والنشر، كل هذه العوامل جعلت المناخ مواتياً لنشر أفكار " خاجة أحمد الدين " وكثرة أتباعه.
وقد توفي خاجة أحمد الدين في يونيه سنة ست وثلاثين وتسعمائة وألف للميلاد.

رابعاً : غلام أحمد برويز
هو غلام أحمد برويز بن فضل دين بن رحيم بخش. ولد في يوليه من عام ثلاثة وتسعمائة وألف للميلاد بالجانب الهندي من إقليم البنجاب. وقد تلقى علومه الدينية على يد جده، ثم أكمل بالمدارس النظامية، وقد اتجه إلى الوظائف الحكومية قبل أن يكمل تعليمه الثانوي، فقضى حياته الوظيفية بالمطبعة الحكومية حيث وصل إلى وظيفة مدير المطبعة.
صلته بعقائد القرآنيين :
كان اتصال غلام أحمد برويز بعقيدة القرآنيين في البداية عن طريق القراءة لآرائهم وأفكارهم التي كانت حديث المثقفين وقتذاك يؤيدها القلة ويعارضها الكثرة، ومن في مثل ذكاء "برويز" ونشاطه ما كان يخفى عليه نشاط هذه الحركة وآراؤها، وما كانت تمر عليه هذه الأفكار دون أن تشغله وتؤثر فيه إن سلباً أو إيجاباً. لكن تركه الأمة المسلمة وانقلابه إلى تلك الشرذمة الشاذة عن الإسلام جاء تحت واقعة محددة، لعلها هي القشة التي قصمت ظهر البعير. " وهو يحدث عن ذلك فيقول : " ذات يوم كنت أطالع التفسير فمررت بقوله - تعالى - :  يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها  (الأحزاب:69 )، وقد ذكر القرآن تفصيل هذا الإيذاء من عناد بني إسرائيل لموسى - عليه السلام - وطلبهم ما لا يحتاجون إليه ... غير أني وجدت في تفسير هذه الآية حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري والترمذي من اتهام بني إسرائيل موسى بالبرص، وفرار الحجر بثيابه، وضرب موسى الحجر بعصاه، فارتعدت فرائصي، واستغرقني التفكير، وتوالت عليَّ الشبهات واحدة تلو الأخرى) ( ).
وهكذا كانت اللحظة التي لابد أن برويز فكر فيها كثيراً. أما إعلانه عن انقلابه إلى فكر القرآنيين. منكري السنة، فقد جاء على هيئة خطب منبرية ودروس داخل المساجد في بداية الأمر، ثم تولت مجلته " طلوع إسلام " نشر أفكاره بعد ذلك، ثم توسعت أفكاره شيوعاً عبر مقالاته ومؤلفاته الكثيرة، ومن خلال نوادي حركته التي أنشأها لتضم أتباعه في إنكار السنة، وسماها : نوادي طلوع إسلام، نسبة إلى مجلته تلك .. ولقد زاد من شيوع حركته وذيوع أفكاره انتقاله إلى دولة باكستان الوليدة بعد استقلالها عن الهند. حيث انتقل إلى مدينة " كراتشي " التي ما تزال حتى اليوم حاضرة " البرويزيين " أتباع برويز. وقد كانت الظروف وقتذاك ملائمة له ولحركته، حيث كان على رأس الدولة الفتية قائدها " محمد على جناح "( ) الذي استغرقته السياسة فشغلته عن مشكلات الإسلام، وعن الحركات الهدامة التي بدأت تنتشر على حساب الإسلام وأمته، وعلى رأس هذه الحركات الهدامة حركة " القرآنيين " بعامة، وحركة "البرويزيين" بخاصة. ومن المعروف أنه كان في أعضاء حكومة باكستان حين الاستقلال، عدد لا بأس به "القاديانيين" على رأسهم " ظفر الله خان " وزير الخارجية آنذاك، الذي حارب الإسلام ومكن للقاديانية، بل وساعد هو وقبيله الحركات ضد الإسلام، وكان منها حركة القرآنيين، وقد وصل من محاربة هذا الرجل القادياني للإسلام والمسلمين في بلد قام أصلاً على الإسلام، أن قام المسلمون بباكستان بثورة عارمة يقودها العلماء لخلع هذا الرجل من وزارة الخارجية، ولم يتم ذلك حتى قتل من المسلمين وعلمائهم المئات، وهو ثمن زهيد في مقابل تنحية هذا الكافر المتعصب عن مكانه الخطير في الدولة المسلمة.
آراؤه وموقف العلماء منه :
كان لغلام أحمد برويز من الآراء ما يتفق مع الهدف العام لحركة القرآنيين الذي يقوم على تخريب الإسلام وهدم أركانه، وذلك بتنحية السنة النبوية عن التشريع الإسلامي. وقد كانت حركة السابقين عليه من القرآنيين تقوم على اعتبار أن القرآن قد شمل الدين بكلياته وجزئياته، وكل مجمل ومفصل، وقد وضعوا بذلك أساس دينهم القائم على أن القرآن كافٍ وحده .. أما " برويز" فقد خطط كي يضمن السياسة والسياسيين إلى جانبه، وكي ينال تأييد أصحاب الحكم والسلطان بباكستان. ومن ثم فقد وضع لهم مكانا متميزا في آرائه. وكانت آراؤه تلك تقوم على أن القرآن قد شمل كليات الدين ومجمله، وأما التفاصيل فهي متروكة لولىّ الأمر الذي يتولى سدة الحكم في بلده، فهو الذي يتولى بيان المجمل، وتفاصيل التشريع، ومن سلطته التحليل والتحريم حسب ما يراه ملائماً للظروف القائمة. وقد كان هذا النهج مرضيا تماماً للحكام والمسؤولين، حيث أضفوا على برويز وجماعته حمايتهم، ومنحوه تأييدهم، ومكنوا له، حيث استطاع نشر ضلالاته على نطاق واسع، وصار للبرويزيين وجود محسوس على الساحة الباكستانية وغيرها من بلاد الهند وبعض البلاد الأوربية التي يهاجر إليها الباكستانيون للعمل أو الدراسة.
موقف العلماء من برويز ودعوته :
اتسعت دعوة برويز لتشمل أصعدة كثيرة على الساحة الإسلامية بباكستان. وقد قام العلماء في البلد المسلم بواجب الجهاد ضد هذه الحركة كما فعلوا بالنسبة للحركات السابقة عليها، لكن العلماء أولوا هذه الحركة من الاهتمام ما يناسب خطورتها، وقد قامت الجماعة الإسلامية ممثلة في رئيسها وشيخها الإمام المجاهد الداعية "المودودي" بالدور الأكثر في هذا المجال.
" وفي سنة إحدى وستين وتسعمائة وألف وضعت أفكار برويز ومعتقداته أمام العلماء ليفتوا فيها، وليبينوا حكم الإسلام فيمن يعتنق مثل هذه الأفكار، وهل تبقى له صلة بالإسلام مع اعتناقه هذه المعتقدات البرويزية ؟ أو أن الإسلام بريء منه ؟ وقد تولى إجراء هذا الاستفتاء أركان المدرسة العربية الإسلامية بكراتشي، فأفتى ما لا يقل عن ألف عالم من علماء الدين من باكستان والهند والشام والحجاز بتكفيره وخروجه عن ربقة الإسلام "( ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالثلاثاء يناير 19, 2010 6:20 pm

طوائف القرآنيين في الوقت الحاضر :

بينا فيما سبق أشهر زعماء القرآنيين - منكري السنة النبوية المطهرة -، وقد ذهب هؤلاء وبقيت دعواتهم على هيئة فرق وطوائف تكونت على أساس من هذه الدعوات. وقد فعل الزمان والظروف فعلها في هذه الحركات، حيث تلاقحت الأفكار والمناهج، فتأثر هذا بذاك، واختلط بعض ببعض، وكان من ذلك بضعة طوائف ما تزال تتحرك على الساحة الإسلامية بباكستان والهند، وبعض البلاد الأوربية - وبخاصة انجلترا - التي يصل إليها صدى هذه الحركات عبر الذين يذهبون إلى هناك للدراسة أو العمل، وكثير من هؤلاء تجنس بالجنسية البريطانية واستقر هناك. وسوف نشير إلى أشهر الطوائف التي ما تزال على الساحة، ولها تأثيرها :
أولاً : أمت مسلم أهل الذكر والقرآن ، الأمة المسلمة أهل الذكر والقرآن ،
هذه الطائفة تضم أتباع " عبد الله جكر الوى " الذي أسس حركته تحت اسم : " أمة مسلمة ". وهذه الطائفة التي تمثل فكر " جكرالوي " و " الأمر تسرى " أخذها الضعف والوهن - بفضل الله سبحانه -، وأضحى نشاطها محدوداً ومقصوراً على أعضائها القليلين نسبيا .. ولهذه الطائفة " معابد " يتعبدون فيها على طريقتهم الكافرة التي لا يعرفها دين الله، ويسمون معابدهم هذه : " مساجد" إصراراً منهم على أنهم من المسلمين، بل على أنهم هم المسلمون .. ومعابدهم هذه توجد في بعض المدن الباكستانية، والمعبد منها لا يزيد على حجم الحجرة الواسعة، وهم يؤدون فيها صلاة الجمعة، وثلاث صلوات في كل يوم حسب عقيدتهم، وكل صلاة ركعتان، وفي كل ركعة سجدة واحدة، وهم لا يرفعون من الركوع، بل ينزلون منه إلى السجود مباشرة. وخطر هذه الطائفة قليل نسبياً، كما أن الكثيرين من أتباعها قد انضموا إلى حركات أخرى مثل حركة : "طلوع إسلام".
ثانياً : طلوع إسلام ، ظهور الإسلام
هذه الحركة أسسها " غلام أحمد برويز " منذ كان بالهند، ثم صحبها معه إلى باكستان عند انتقاله إليها. وهذه الحركة هي أنشط حركات منكري سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - " القرآنيين " على الإطلاق، وأقواها وأخطرها، وهي الأكثر أتباعاً. وقد زاد من أتباعها أنها قد ورثت الكثير من أتباع الطوائف الأخرى التي ضعفت، أو انتهت مثل طائفة " أهل الذكر والقرآن " التي أسسها " عبد الله جكر الوى ".
وللطائفة مجلتها الشهيرة " طلوع إسلام " التي سميت الطائفة باسمها، ولها منتدياتها كذلك. ولها وجود مؤثر - نوعا - على الساحة الإسلامية بباكستان.
والجدير بالذكر أننا سمعنا بهم ونحن بباكستان - إذ كنت أستاذاً "بالجامعة الإسلامية العالمية " بإسلام أباد، وقد سعيت - وبعض الزملاء - إلى لقاء هؤلاء والاستماع إلى أفكارهم. وقد حدث ذلك ابتداء بمدينة "روالبندي" القريبة من إسلام أباد، ثم كانت لنا لقاءات - لم تدم طويلا - بمدينة "كراتشي"، حيث كانت أفكارهم ضحلة، ومعرفتهم بالإسلام متدنية، ورغبتهم في الوصول إلى الحق معدومة، وقد لمسنا أنهم يستمسكون بما هم عليه من ضلال رغبة في التخلص من حدود الله، وأحكام الشرع، وإشباعاً لشهواتهم دون شعور بالحرج. وذلك ما تضمنه لهم أفكار "برويز ". وهذا ما يفسر لنا كثرة أتباعهم من الشباب ذكوراً وإناثاً، وكذلك من المثقفين المتأثرين بالثقافة الغربية النصرانية.
ثالثاً : تحريك تعمير إنسانيَّت ،حركة تثقيف الإنسانية.
وهذه حركة حديثة جداً لا تنتمي إلى أحد من زعماء منكري السنة الذين تحدثنا عنهم، ولكنها تنتمي إلى أحد الأثرياء الذين تأثروا بأفكار السابقين من منكري السنة، وبخاصة : "برويز" ولا ندري لماذا لم يكتف بالانضمام إلى حركة برويز النشطة ؟ ألأن له عليها تحفظات أو مؤاخذات ؟ أم هي الرغبة في الشهرة وحب الظهور ؟ وما دام سينفق من ماله، فلينفق لإظهار اسمه بدلاً من إنفاق ماله لإظهار الآخرين. والإشارة هنا إلى : " عبد الخالق ما لوادة " الذي أنشأ هذه الطائفة ورأسها وينفق عليها من ماله.
وهذه الطائفة مضى عليها قرابة العشرين عاماً فقط فهي حديثة، وتحاول أن تجد لها مكاناً على ساحة الكافرين بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرتدين عن الإسلام. ولكن تأثيرها لا يكاد يذكر( ).

هذه نبذه موجزة عن رؤساء طائفة منكري سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشهر دعاتها، ثم عن أشهر طوائفها التي آل إليها أمر الدعوة إلى تلك الضلالة الكافرة الرادة أصحابها عن الإسلام، والتي تتسمى حركتهم : " القرآنيون ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالخميس يناير 21, 2010 11:12 pm

طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد عبدالرحمن فضل
رئيس الإدارة
رئيس الإدارة
محمد عبدالرحمن فضل


عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
العمر : 27
الموقع : السودان - الخرطوم

بطاقة الشخصية
الصراريف: 4

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالأربعاء فبراير 10, 2010 11:54 pm

ما شاء الله
لكن يا اللياس داير اسالك سؤال ؟؟
ممكن حانتظرك 5 ثواني لو ما جاوبت حاسال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsarraf.ahlamontada.com
محمد عبدالرحمن فضل
رئيس الإدارة
رئيس الإدارة
محمد عبدالرحمن فضل


عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
العمر : 27
الموقع : السودان - الخرطوم

بطاقة الشخصية
الصراريف: 4

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالأربعاء فبراير 10, 2010 11:56 pm

1،2،3،4،5
انت شغلتك شنو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsarraf.ahlamontada.com
غسان أحمد مبشر
عضو جديد
غسان أحمد مبشر


عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 10/09/2009
العمر : 31

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالجمعة مارس 12, 2010 9:11 am

السلام عليكم ،، تحية طيبة أبناء العم حجية السنة 604263
الحمد لله وسلام على عباده الذين إصطفى.
"وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ،وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ " النمل:91-92

بعد هذه الآية من القرآن المجيد أريد أن ألقي قولاً لأخي إلياس حجية السنة 396366
"طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل"
أحسنتَ القول فهذا عين الصواب ، وحقاً آمل أن تكون من طلاب الحق لتكفيك البينات.

أولاً حجية أخبارالآحاد ، الأقوال والأحاديث المنسوبة للرسول (ص) :-
سأبدأ بتعريف الحديث الصحيح
الحديث الصحيح وهو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة.

فهنا خمسة اعتبارات

1.اتصال السند:أن يكون كل راو من رواته قد أخذه مباشرة عمن فوقه
2.عدالة الرواه : أن يكون الراوي مسلم-عاقل-بالغ-غير فاسق-غير مخروم المرؤه
3.ضبط الرواه : أن يكون الراوي تام الضبط (ضبط صدر-ضبط كتاب)
4.غير شاذ : والشذوذ هو مخالفة الثقه لمن هو أوثق منه
5.بدون علة: والعله هي سبب خفي يقدح في صحة الحديث.
هذا هو الحديث الذي يحكم له بالصحة بلا خلاف بين أهل الحديث ومتى قالوا : هذا حديث صحيح فمعناه : أنه اتصل سنده مع سائر الأوصاف المذكورة. وليس من شرطه أن يكون مقطوعا به في نفس الأمر إذ منه ما ينفرد بروايته عدل واحد وليس من الأخبار التي أجمعت الأمة على تلقيها بالقبول وكذلك إذا قالوا في حديث : إنه غير صحيح فليس ذلك قطعا بأنه كذب في نفس الأمر إذ قد يكون صدقا في نفس الأمر وإنما المراد به : أنه لم يصح إسناده على الشرط المذكور
وفي تعريف خبر الواحد
ما لم توجد فيه شروط المتواتر سواء أكان الراوي واحدا أو أكثر، مذهب الجمهور القول بظنّية خبر الآحاد وأنه يوجب العمل دون العلم.

المصدر:ويكيبيديا
قبل بحث ما إذا كانت هذه الشروط مطبقة في كتب الصحاح أم لا،فلنعام أنه من هنا يتضح أن الأحاديث ظنية صحيحها "إصطلاحا"ً وضعيفها،أي لا يمكننا الجزم بثبوت صدورها عن رسولنا (ص)، نحن بذلك لا نعتبرها مصدراً لتشريعات الإسلام وأنتم تعتبرونها كذلك،لنرى ماذا يقول القرآن وما يطابقه ألا وهو العقلُ بشأن ذلك
القرآن:-
وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" الإسراء :36
وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"الأعراف:28
]قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ االأعراف:33
وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَالأنعام:116
القرآن الكريم يخبرنا بصور عدة كيف أنه لا يمكن أن يكون التشريع مستندا على الظن ،بصور عدة يذم فيها الخراصون الذين يتبعون الظن وما تهوى الأنفس والذين شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله، الفساق الذين يأتون بالأنباء،تتلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم، لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً،. أعلم أن قرأت الآيات التي تلوتها والتي بين كلامي والتي سأتلوها، ولكن يا إلياس هلا سألت نفسك: أين كنت من هذه الآيات التي تذم هذا السبيل أعني هل تدبرتها يوماً؟.
أمر محمد (ص) بأن يتلو القرآن وأن يتبع ما يوحى إليه وأن يتمسك بالقرآن وهذا ينعكس على خلقه و تعامله ، فتلك طريقة حياته وتلك سنته التي يجب أن نتبعها لا تعني "اطيعوا الرسول وأولي الأمر" أن هناك وحياً جديدا، كما لا تعني الحكمة الأحاديث لا من خطاب القرآن ولا من اللغة. هذا هو المعنى الصحيح لها وليس ما زعم هؤلاء فالقرآن لا يمكن أن ينهاناويحذرنا عن إتباع الظن ويذكرنا بما حدث من تحريف رسالة عيسى وموسى(ص) وسبب إنحراف عقيدة أقوامهم ثم يأمرنا بذلك. تعالى الله أنت تبرءه من ذلك كما آمل لكن هناك حولنا فيما يسمى بالعالم الإسلام من يسرح بعيداً في التناقض مع نفسه.


لايستطيع الإنسان السوي ان يعشق الشئ ونقيضه او يؤمن بالشئ وضده في نفس الوقت ولا ان يوافق هواه فكر ما وعكسة بل ايمان الشخص بمبدأ او فكر كافي بهدم ايمانة بالمضاد دون اعلام او اعلان لذلك .. ولكن عندما تري بعض المسلمين تتعجب لكسرهم لهذا المستحيل وجمعهم بين المتناقضات واقتناعهم بكليهما .. حب الشئ وضدة والايمان بالشئ وعكسه والدفاع المستميت عن كلتا المتضادات وهذا يدل على ان دفاعهم لم يكن لرؤية عقلانية منطقية للامر وانما دفاع عن ممتلكات شخصية هي رؤيتهم تجاه معتقداتهم الدينية التي يتعاملون معها من منطق المتاع او الممتلكات وليست رؤية فكرية تخص صاحبها وهو الوحيد المعني بالامر وليس معني ذلك انة يمتلك الصواب المطلق او الحق الوحيد تجاه الامر ..عندما تري نظرتهم للنبي محمد من خلال الاحاديث التى يؤمنون بها ويصدقون روايتها تصديق كامل ويسلمون لما جاء فيها تسليم لاريب فية تندهش حقا لايمانهم فى نفس الوقت بالقرآن الكريم ونظرتة للنبي محمد وصفاته واخلاقه وحياته وما تناولتةهالآيات القرآنيه بشانه .. محمد فى الفكر السني من خلال الاحاديث هو محمد آخر غير الذي تكلم عنة القرآن ويكاد يكون نقيضه وغريمه ومحاربه إن تداخلوا فى صراع بسبب الاختلاف المتناهي فى كليهما فكرا وسلوكا وشخصا فمحمد السني كما تناولتة غالبية الاحاديث هو اشبة بوحش كاسر ذو لحية كثيفة وجلباب واسع وعنين حادتين ونظرة غاضبة وقسوة متناهية يرفع السيف فى نهاره ويقول امرت ان اقاتل الناس حتي يشهدوا ان لا اله الا الله ويقول جعل الله رزقي تحت رمحي اى انة يتكسب بالقتال وما يحصل علية من غنائم وسبايا وانة امر بقتل مخالفية وحل دم معارضي وقتل المرتد (من بدل دينة فاقتلوه ) اى ان محمد السني تشريعه القتل ورزقه بالرمح وانتصاره بالغزو اما محمد القرآني فعلى النقيض تماما فهو يتلو فى القرآن الذي نزل على قلبه بالحق آيات الله له ولمن اتبعه من المسلمين ويقول معهم سمعنا واطعنا ولم يقل سمعنا وعصينا .. فهو يطيع ربه فى التعامل مع المخالف بتركه والصبر الجميل على الايذاء فى حقه بالكلام والسخرية منه ( إنا كفيناك المستهزئين ) ( واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا)
ولا يستطيع نشر رسالتة بالقوة (فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر) (أفأنت تكرة الناس حتي يكونوا مؤمنين) (لا إكراة فى الدين قد تبين الرشد من الغي ) (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ومحمد القرآني لا يتكسب بالقتال بل يضطر له لصد الاعتداء (قاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ) ( أذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير) محمد السني يعد رفاقه بالشفاعة وهذا مخالف لما جاء بة محمد القرآني بان لكل امرء ما اكتسب من الاثم او الصلاح ولكنه سوف يعطل قصاص الله بوساطته اما محمد القرآني فطبقا لما جاء بة من البينات (كل نفس بما كسبت رهينة ) ويمكن ان يتوب الله على من يشاء ويعذب من يشاء بأمر الله وحده لا شريك له (ليس لك من الامر شئ او يتوب عليهم او يعذبهم فإنهم ظالمون )

محمد السني يقضي ليلة فى شهواته بعدما قضي نهاره فى حروبه وغزواته فيحكي انه كان يطوف على زوجاته جميعهم فى كل ليلة بغسل واحد وانه كي يطيق ذلك فقد اعطي قوة اربعين رجلا !! وكانت عندما تمر امامة امرأة ويشتهيها يذهب فيقضي حاجته لدي نسائه اى انة لا يغض البصر وكان يذهب ليقيل عند ام حرام وتفلي لهراسه فى غياب زوجها .. اما محمد القرآني فلا وقت لديه لشهواته ولا نزواته ولا القيلولة عند النساء الغير محارم لانة كانة يقضي ليلة فى تعبده وصلاته(إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك ) فهل من يقوم اقل من ثلثي الليل او نصفة يجد من الوقت ان يطوف على امراتين وليس احدي عشر او حتي تسع او واحده فمتي يطوف ومتي يصلي ويقوم !
ان محمد السني ينهي عن القاء السلام على اهل الكتاب وان نضطرهم الى اضيق الطريق .. اما محمد القرآني فهو رقيق القلب لين الحديث يتحدث مع اهل الكتاب بالمعروف ويجادلهم بالتي هي احسن ( ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن ) (قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ) (ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )
محمد السني تتكلم نساؤة عن معاشرته لهن وقت الحيض بعد ان تتزر وقبلاتهلهن فى الصيام وادق تفاصيل حياتهم الزوجية التى لا يرضي ان تخرج على الملأ اطغي الطغاة واجهل المنحرفين .. اما محمد القرآني فنساؤة امهات المؤمنين مبجلين ولا يتحدثن فى اسرار بيوتهن ولا يذكرن الا ما يتلى فى بيوتهن من آيات الله والحكمة فقط (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة) ونساؤة لسن كاحد من النساء فلا يختلطن ولا يتحدثن مع الرجال دون حجاب ولا يخضعن بالقول سواء بالصوت او بالتحدث فى امور زوجية حساسة فهم ليسوا كأى نساء بل هم امهات المؤمنين (يا نساء النبي لستن كاحد من النساء فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي فى قلبة مرض وقلن قول معروفا )

محمد القرآني شهد الله له بانه على خلق عظيم (وانك لعلى خلق عظيم) اما محمد السني فقد كان يتكلم باقل الالفاظ عامية وهذا مما جاء فى سؤالة للزاني عن مدي ما وصل الية فى علاقته بشريكته حتي يقيم عليه الحد ..

محمد القرآني كان لين الجانب حسن اللفظ بشوش الوجه ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) .. محمد السني رفع نفسة لمرتبة التقديس والالهه فهو سيشفع لاهل الكبائر من امتة وبولة صحه وعافية لام يوسف وهو سيد ولد آدم ولن يدخل نبي الجنة حتي يدخلها هو .. اما محمد القرآني فيقول(قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلاهكم إله واحد)
وهكذا نجد الامثلة كثيرة وعديدة عن الاختلافات الشاسعه بين محمد السني ومحمد القرآني فبأيهما نؤمن ونعزز ونوقر ؟ ولا تقل انك تؤمن بمحمد السني كما تروية الاحاديث وبمحمد القرآني كما تروية الآيات القرآنية فلن تستطيع الجمع بين نقيضين
فاحدهما ربيب الجاهلية فى شراسة الفكر وعنصرية الراى والدموية وفرض العقيده والحرب والاغارة من اجل الرزق والمتعه ولا يختلف عن الجاهليين فى اى شئ لا فى الشكل ولا فى اسلوب الدعوة ولا التمتع بالقتل والسلب والنساء سوي انه جمع الآلهه فى إله واحد واتي بقرآن خالفة فى تصرفاته او تؤمن بمحمد صلي الله علية وسلم القرآني الذي بعث رحمة للعالمين ( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ) فلم يقاتل الا لصد الاعتداء ورفع الظلم وارساء الحق وثار على القبلية والتعاليم الجاهلية والتفاخر بالانساب والاصول ودعي للتوحيد وسياده القيم والحرية فى الفكر والعقيدة وآمن بالله وملائكته وكتبه ورسلة وبلغ الرسالة وادي الامانة وما كان علية الا البلاغ المبين .. فبأيهما تؤمن وستتبع النور الذي انزل معه وتتخذة اسوة حسنة محمد بن عبد الله السني ام محمد رسول الله القرآني علية الصلاة والسلام ؟!

]العقل :-
أتيتنا بخبر لتثبت حجة الأخبار كقولي ليهودي محاولاً إثبات أن القرآن من عند الله: " يا يهودي القرآن يقول أنه منزل من عند الله وهذه حجته عليك"
أؤمن أن الأخبار الآحادية ليست حجة بالإضافة إلى هدي القرآن لأنه:
أنه لو أفاد خبر الواحد العلم لوجب تصديق كل خبر نسمعه ، لكنا لا نصدق كل خبر نسمعه ولو كان ناقله ثقة ، وهذا لا يحتاج إلى بيان .
(2) أن الناس قد قسموا الأخبار إلى خمسة أقسام :
1- قسم مقطوع بصدقة .
2- قسم مقطوع بكذبة .
3- قسم يحتمل الصدق والكذب ، واحتمال الصدق أرجح من احتمال الكذب .
4- قسم يحتمل الصدق والكذب ، واحتمال الكذب أرجح من احتمال الصدق .
5- قسم يحتمل الصدق والكذب على سواء .
وجعلوا من القسم الثالث خبر الواحد العدل أو الخبر الذي لم يتواتر ، وذلك لاحتمال الذهول والسهو والغفلة والخطأ والنسيان ، إلى غير ذلك من الاحتمالات ، فإذا تبين ذلك ، فالقطع بالصدق مع ذلك محال ، ثم هذا في العدل في علم الله تعالى ، ونحن لا نقطع بعدالة واحد ، بل يجوز أن يضمر خلاف ما يظهر ، ولا يستثنى من ذلك إلا من استثني بقاطع كأنبياء الله ورسله – عليهم أفضل الصلاة والسلام - .
(3) أن الناس قد اتفقوا على أن التصحيح والتحسين والتضعيف ... إلخ أمور ظنية وأنه لا يمكن القطع بشيء من ذلك لاحتمال أن يكون الواقع بخلاف ذلك ، قال العراقي في ألفيته ج1 ص14 بشرح السخاوي :
وبالصحيح والضعيف قصدوا *** في ظاهر لا القطع ... إلخ .
وإذا كان الحكم بتصحيح حديث ما ، أمرا مظنونا به ، وأنه يحتمل أن يكون بخلاف ذلك ، فلا يجوز القطع بدلالة ما دل عليه ، وهذا أمر ظاهر بين .
(4) أننا نرى العلماء كثيراً ما يحكمون على بعض الأحاديث بالصحة لتوافر شروط الصحة فيها عندهم ، ثم يجدون بعض العلل التي تقدح في صحة ذلك الحديث فيحكمون عليه بما تقتضيه تلك العلة القادحة ، وقد يضعفون بعض الأحاديث لعدم توافر شروط الصحة فيها ، ثم يجدون ما يقويها ، فيحكمون بصحتها ، وهكذا .
وهذا يدل دلالة قاطعة على أن الآحاد لا يفيد القطع ؛ وإلا لوجب على الإنسان أن يقطع اليوم بكذا ويقطع غدا بضده ، ويعتقد اليوم كذا ويعتقد غدا نقيضه ، وهذا لا يخفى فساده على أحد .
(5) أنه لو أفاد خبر الواحد العلم ، لما تعارض خبران ؛ لأن العلمين لا يتعارضان ؛ كما لا تتعارض أخبار التواتر ، لكنا رأينا التعارض كثيرا في أخبار الآحاد ، وذلك يدل على أنها لا تفيد القطع .
(6) أنه لو أفاد خبر الواحد العلم ، لاستوى العدل والفاسق في الإخبار ؛ لاستوائهما في حصول العلم بخبرهما ، كما استوى خبر التواتر (1) في كون عدد المخبرين به عدولا أو فساقا ، مسلمين أو كفارا ؛ إذ لا مطلوب بعد حصول العلم ، وإذا حصل بخبر الفاسق لم يكن بينه وبين العدل فرق من جهة الإخبار ، لكن الفاسق والعدل لا يستويان بالإجماع والضرورة ؛ وما ذاك إلا لأن المستفاد من خبر الواحد إنما هو الظن ، وهو حاصل من خبر الواحد العدل دون الفاسق .
(7) أنه لو أفاد خبر الواحد العلم ، لجاز الحكم بشاهد واحد ولم يحتج معه إلى شاهد ثان ، ولا يمين عند عدمه ، على مذهب من أجاز الحكم بشهادة الواحد مع اليمين ، ولا إلى زيادة على الواحد في الشهادة بالزنى واللواط ، لأن العلم بشهادة الواحد حاصل ؛ وليس بعد حصول العلم مطلوب ، لكن الحكم بشهادة الواحد بمجرده لا يجوز باتفاقهم . وذلك يدل على أنه لا يفيد العلم .
(8) أن كثيرا من المحدثين بل أكثرهم يروون الروايات بالمعنى ، كما هو معلوم لا يخفى على طالب علم ، وقد وردت أحاديث كثيرة جدا في كتب السنة مما لا يمكن أن يقال إلا أنها مروية بالمعنى ، كما لا يخفى على من له أدنى ممارسة لهذه الكتب ، والرواية بالمعنى لا يؤمن معها من الغلط ، ولا سيما إذا نظرنا إلى أن كثيرا من الرواة ليس عنده كبير فقه ، بل بعضهم من الأميين وأشباههم ، وبعضهم من الأعاجم الذين لا معرفة لهم بلغة العرب ، أضف إلى ذلك أن الخلاف في هذه المسائل قد وجد منذ أوائل القرن الثاني ، ومن اعتقد شيئا يمكن أن يعبر عن بعض الألفاظ التي يتوهم أنها تدل على ما يعتقده بعبارة قد يفهم غيره الحديث بخلاف فهمه هو له ، وهذا موجود بكثرة كما يعلم بالاطلاع على كتب الحديث ، والله أعلم .
(9) روى البخاري 1227 ، ومسلم 97 (573) ، وجمع من أئمة الحديث ، أن ذا اليدين قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما صلى الظهر أو العصر ركعتين : يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة ؟ فقال له : (( لم أنس ولم تقصر )) ... ثم قال للناس : ((أكما يقول ذو اليدين )) فقالوا : نعم ، فتقدم فصلى ما ترك ، ثم سجد سجدتين .
فهذا يدل دلالة واضحة على أن أخبار الآحاد لا تفيد القطع ، وإلا لاكتفى صلى الله عليه وسلم بخبر ذي اليدين ولم يحتج إلى سؤال غيره ، إذ ليس بعد القطع مطلوب ، وهذا ظاهر لا يخفى .
(10) روى البخاري 5191 ومسلم 34 (1479) وغيرهما من طريق ابن عباس رضي الله عنهما قال : (( لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى : "إِن تَتُوبَآ إلَى اُللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُماَ " حتى حج وحججت معه ، وعدل وعدلت معه بإداوة فتبرز ثم جاء فسكبت على يديه منها فتوضأ ، فقلت له : يا أمير المؤمنين ، من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله تعالى :" إِن تَتُوبَآ إلَى اُللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُماَ " ، قال : واعجبا لك يا ابن عباس ، هما عائشة وحفصة ، ثم استقبل عمر الحديث يسوقه قال :
كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهم من عوالي المدينة ، وكنا نتناوب النزول على النبي صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وأنزل يوما ، فإذا نزلت جئته بما حدث من خبر ذلك اليوم من الوحي أو غيره ، وإذا نزل فعل مثل ذلك ؛ وكنا معشر قريش نغلب النساء ، فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم ، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار . فصخبت على امرأتي فراجعتني ، فأنكرت أن تراجعني قالت : ولم تنكر أن أراجعك ؟ فو الله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه ، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل . فأفزعني ذلك فقلت لها : قد خاب من فعل ذلك منهن . ثم جمعت على ثيابي فنزلت فدخلت على حفصة فقلت لها : أي حفصة أتغاب إحداكن النبي صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل ؟ قالت : نعم ، فقلت قد خبت وخسرت ، أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتهلكي ؟ لا تستكثري النبي صلى الله عليه وسلم ولا تراجعيه في شيء ولا تهجريه ، وسليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم – يريد عائشة .
وقال عمر : وكنا قد تحدثنا أن غسان تنعل الخيل لتغزونا ، فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته ، فرجع إلينا عشاء فضرب بابي ضربا شديدا وقال : أثم هو ؟ ففزعت فخرجت إليه ، فقال : قد حدث اليوم أمر عظيم ، قلت : ما هو ؟ أجاء غسان قال : لا ، بل أعظم من ذلك وأهول ؛ طلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه ، وقال عبد الله ابن حنين : سمع ابن عباس عن عمر فقال : اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه فقلت : خابت حفصة وخسرت ، وقد كنت أظن هذا يوشك أن يكون ، فجمعت علي ثيابي ، فصليت صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم مشربة له فاعتزل فيها ؛ ودخلت على حفصة فإذا هي تبكي ، فقلت ما يبكيك ، ألم أكن حذرتك هذا ، أطلقكن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : لا أدري ، ها هو ذا معتزل في المشربة فخرجت فجئت إلى المنبر فإذا حوله رهط يبكي بعضهم فجلست معهم قليلا ، ثم غلبني ما أجد فجئت المشربة التي فيها النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لغلام أسود : استأذن لعمر ، فدخل الغلام فكلم النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فقال : كلمت النبي صلى الله عليه وسلم وذكرتك له فصمت ، فانصرفت حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر . ثم غلبني ما أجد فجئت فقلت للغلام : استأذن لعمر ، فدخل ثم رجع فقال : قد ذكرتك له فصمت ، فرجعت فجلست مع الرهط الذين عند المنبر ، ثم غلبني ما أجد ، فجئت الغلام فقلت : استأذن لعمر ، فدخل ثم رجع إلي فقال : قد ذكرتك له فصمت ، فلما وليت منصرفا – قال : إذا الغلام يدعوني – فقال : قد أذن لك النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئا على وسادة من أدم حشوها ليف ، فسلمت عليه ثم قلت وأنا قائم : يا رسول الله أطلقت نساءك ؟ فرفع إلي بصره فقال : لا . فقلت : الله أكبر ... إلخ .
ووجه الدلالة منه ظاهر ، فإن عمر رضي الله عنه لم يجزم بخبر الأنصاري بل ذهب يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بنفسه ولو كان خبر الآحاد يفيد القطع لجزم بخبره ، ثم إن الأمر كان بخلاف ما أخبر به الأنصاري وهذا دليل آخر على أن خبر الآحاد لا يفيد اليقين ، ثم إن هذا الحديث قد جاء بلفظ أخر وهو دليل آخر على أن الآحاد لا يمكن أن يجزم بمقتضاه كما لا يخفى ذلك على الفطن والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmed
عضو فعال
ahmed


عدد المساهمات : 119
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
العمر : 114
الموقع : alsarraf.ahlamontada.com

بطاقة الشخصية
الصراريف: 4

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالثلاثاء مارس 16, 2010 11:09 pm

يا إبني ياغسان من غير السنة: ستلبس الذهب والحرير وحلال عليك مصافحة النساء بشتى أنواع المصافحة فتكون أفسق من من بات مع زوجاته في ليلة واحدة وتدعي الإسلام.
ومن غير السنة وحرام عليك السمك وحرام عليك ما تلبس وحرام ودمك حلال للمسلمين ولغيرهم لأنك تغذيت بالحرام السمك ولبست المصنوع من المنتجات البترولية والمصنوعة بالآلات والمرسلة بالطائرات ليس لك قرآن تقرأه فهو مطبوع من مطابع طاغوت وبالكمبيوتر
ولنا بقية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bakry
عضو فعال
bakry


عدد المساهمات : 43
تاريخ التسجيل : 19/09/2009
العمر : 35
الموقع : السودان - الخرطوم بحري

بطاقة الشخصية
الصراريف: 4

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالأربعاء مارس 17, 2010 2:21 pm

اعتذر من قبول الهدية بسبب كترتها كجزء من المسبب
إن إقناعي بعدم سلطة الإئمة علي كما يقولون هم أيضا اكبر من قناعتكم بسلطتهم عليكم
ليس لشخص حق علي ان يامرني بامر دون ان أسال مع هي مبرراته وما حججه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.google.com/profiles/bakry1989
غسان أحمد مبشر
عضو جديد
غسان أحمد مبشر


عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 10/09/2009
العمر : 31

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالخميس مارس 18, 2010 6:24 am

ahmed كتب:
يا إبني ياغسان من غير السنة: ستلبس الذهب والحرير وحلال عليك مصافحة النساء بشتى أنواع المصافحة فتكون أفسق من من بات مع زوجاته في ليلة واحدة وتدعي الإسلام.
ومن غير السنة وحرام عليك السمك وحرام عليك ما تلبس وحرام ودمك حلال للمسلمين ولغيرهم لأنك تغذيت بالحرام السمك ولبست المصنوع من المنتجات البترولية والمصنوعة بالآلات والمرسلة بالطائرات ليس لك قرآن تقرأه فهو مطبوع من مطابع طاغوت وبالكمبيوتر
ولنا بقية
من غير تلك الأحاديث سألبس الذهب والحرير، نعم هو حلالٌ حلالٌ
[b]
[b]إباحة التزين بالذهب والفضة للرجال والنساء على حد سواء


إن بُعد الفقهاء عن القرآن ، واعتمادهم على ما سموه أحاديث نبوية جعلوها مصدراً تشريعياً يقضي على القرآن ، ويقدم عليه ، نرى كثيراً من الأحكام قد سكت عنها الشارع في القرآن ، حسب القاعدة القرآنية التي تقول : إن ما سكت عنه الشارع فهو مباح . أو : الأصل في الأشياء الإباحة إلا النص . أو الحرام مقيد بالنص ، والحلال مطلق . فكل هذه الصيغ مؤداها واحد من حيث الدلالة . ومع ذلك يضرب الفقهاء هذه القاعدة بعرض الحائط ويسعون خلف أقوال الرجال ليحرموا ما أحل الله عز وجل في كتابه ! والأنكى من ذلك أن في مسألتنا هذه يبيحون للمرأة التزين بالذهب ، ويحرمون ذلك على الرجل ، مع أن النص القرآني لم يفرق بين الرجال والنساء أبداً في موضوع إباحة الزينة والتزين, بل ذهب أحدهم إلى أبعد من ذلك وأغرب! عندما حرم على المرأة أن تلبس الذهب المحلق ، وأباح المقطع منه لها مهما بلغت قيمته !! . كل هذه الترهات سببها الابتعاد عن المنهج القرآني ، وجعل الحديث النبوي وحياً من الله ومصدراً شرعياً بجانب القرآن ، وكأن القرآن كتاب ناقص أو قاصر وهو بحاجة إلى من يتممه أو يكمله ، ولا أدري كيف يفهمون [ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ] المائدة 3 وقوله [ ما فرطنا في الكتاب من شيء ] الأنعام 38 واستغرب كل الاستغراب من معاملتهم للحديث النبوي بصورة مقدسة وكأنه وحي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، مع أن الواقع أكبر شاهد على أن مادة الحديث النبوي قد أصابها التحريف زيادة ونقصاناً وساهم الصراع السياسي المبكر حينئذ على السلطة بوضع عشرات بل مئات الأحاديث التي تخدم وتؤدي وجهة نظر كل طالب لكرسي السلطة . وما قولهم بعلوم الحديث إلا وهماً في وهم !! لأن ما تصححه فئة تضعفه أخرى ، وما كان ثقة عند جهة ما ، يكون مجروحاً أو كذاباً عند أخرى فالسند وَهْم يتعلقون به ليخدعوا الأمة .

فالمصدر التشريعي الإلهي الوحيد هو القرآن المحفوظ في الصدور ، والمتلو بالألسن ، والمخطوط على الورق . والمتطابق في أخباره ومعلوماته مع الواقع بصورة لازمة , والمتواتر في أخباره ومعلوماته مع الواقع بصورة لازمة , والمتواتر رواية , والمجمع على صحته نقلا , والموثق من قبل الدول الإسلامية واحدة تلو الأخرى ابتداء من دولة النبوة والخلافة الراشدة .

قال الله في رسالته للناس جميعاً :

1- [ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ] الأعراف 32

2- [ وسخر لكم ما في السموات والأرض جميعاً منه ] الجاثية 13

3-[وسخرالبحر لتأكلوا منه ولحماً طريا وتستخرجُوا منه حلية تلبسونه]النحل 14

4- [ زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ] آل عمران 14

5- [ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ... ] الأنعام 151

6- [ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ... ] النحل 116

فأين تحريم الذهب أو الفضة أو الحرير على الرجال ؟!

جميع النصوص القرآنية تبيح الزينة على إطلاقها للذكور والإناث [ الناس ] . والمجتمع بعرفه وآدابه ينظم استخدام هذه الزينة ويفرق بين ما يصلح للرجل ، وما يصلح للمرأة ، ويخصص لكل منهما صوراً من الزينة ، وكل هذه الأمور هي عرفية تختلف من مجتمع إلى آخر ، وبالتالي ما ينبغي أن ينكر مجتمع على زينة مجتمع آخر ، لأن الأمر برمته يخضع للعادات والتقاليد الاجتماعية . أما قوله تعالى : [ ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون ] الأحقاف 20

فهذا النص لا يدل على مسألة تحريم الذهب والفضة والحرير على الناس وإنما هو نص إخباري وليس تشريعي ، ويتكلم ابتداء عن الكفار ، والعذاب لهم ليس لاستمتاعهم بالطيبات ، وإنما لأنهم استكبروا في الأرض بغير الحق ، وبفسقهم عن أمر الله عز وجل .

كفّوا أيها الفقهاء عن عضوضة النصوص القرآنية ، واقتطاعها من سياقها !! .

[ الذين جعلوا القرآن عضين ] الحجر91 [ فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ]البقرة 79

والكتابة لها صور . منها الكتابة الحرفية ، ومنها الكتابة المقصدية بمعنى إضافة أحكام لم ينزلها الشارع ، وإعطاء صفة الشرعية لها مستغلين بُعد الناس عن كتاب ربهم .
[/b]

[/b]

كدت أنسى البخاري لديه معلومات أخرى قد تهمك

كتاب اللباس
5416 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ عَبْدِاللَّهِ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ وَجَعَلَ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي كَفَّهُ فَاتَّخ َذَهُ النَّاسُ فَرَمَى بِهِ وَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ أَوْ فِضَّةٍ *
التعليق : هل هو لعب اطفال ؟ اذ كيف يلبس رسول الله الحرام اصلا ؟ ثم كيف بعد تقليد الناس للرسول اقتداءا به يغير الذهب الى فضة ؟؟


أما عن المصافحة فأحذرك أنك في ردك إتهمت النبي بالفسوق
(بقولك أفسق من)
ولكن هل تعلم من هو الأفسق في نظرتك أنت والبخاري والعياذ بالله إنه محمد (ص) ...

قول أنس بن مالك: (إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله، فتنطلق به حيث شاءت) رواه البخاري في كتاب الأدب. وقوله أيضاً (إن كانت الوليدة- يعني الأمة- من ولائد أهلالمدينة لتجيء وتأخذ بيد رسول الله، فما تنزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت) رواه أحمد وابن ماجه
ناهيك عن أمره عمراً أن يصافح وعن محاولته لإغتصاب الجونية ،وعن كونه لا يغض بصره
حاشا لمحمد الكريم وبئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين
"قل (يامحمد) للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون".
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالأحد مارس 21, 2010 7:58 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
اللهم أهدنا سواء السبيل
أولا وللاخ ابوبكر كثيرا ما احاول فهم كلماتك لكنى افشل فى ذلك لانك دائما تحاول اختصار جملك مما يفقدها معناها فارجو منك الكتابة بكل وضوح فإن الاختصار فى الجمل يعطيها حسنا أوافقك الرأى فى ذلك ولكن ان افقدها المعنى ينقلب الى غير ذلك فاحرص على ان توفى الجملة معناها.
ثانيا لك وللاخ صاحب الـ17 ربيعا الذى اكثر من الايات التى لا ينكرها مسلم وهو يستدل بها وكأننا ننكرها ولكن سؤالى الاول له ان قال لك تارك صلاة يسكر عند كل صلاة ويقول لك ان الله منعه من ان يصلى وهو سكران { ولا تقربوا الصلاة وانتم سكارى} هل تأخذ بحجته...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالأحد مارس 21, 2010 9:48 pm

حاولت ان انتظر ردك اخى غسان ولكنى فضلت اخيرا ان اواصل مفثرضا ردك بان هذه الحجة مردود عليها باننا يجب ان نأخذ القرآن بمجمله وليس ببعض منه
انت فى ردك ذكرت (أتيتنا بخبر لتثبت حجة الأخبار) ولا اخفيك لقد دهشت كثيراً وتساءلت وتناوشتنى الظنون وكان اهونها لربما لم تصلك الرسالة كاملة ولم ترى الحجية من القرآن. لذلك ارى ان اعيدها لك واحدة تلو الاخرى واتمنى ان ترد على كل آية منها حتى نصل الى كلمة سواء بيننا
1/ (فلا وربك لا يؤمنون حتّى يحكمُّوك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مـمّا قضيت ويسلموا تسليماً). والايات فى مثل ذلك كثر لكن استوقفتنى هذه الاية لان الله سبحانه وتعالى قد اقسم بربك... ربك يا محمد وياله من قسم عظم على عظم ولا يفوتنا ان الله سبحانه وتعالى قد اقسم فى عدة مواقع بمخلوقاته ولكن هنا اقسم برب محمد.
فما هو تعليقك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالأحد مارس 21, 2010 11:36 pm

لقد ذكرت فى مواقع اخرى الكثير من الايات ذات الدلالات بحجية السنة فحتى يكون الموضوع مثمرا ارجو الرجوع اليها والرد عليها لنواصل على ذلك النحو فإن الامر جد لخطير وليس موضوع تباهٍ بينى وبينك. فإننا لا نختلف معك فى الايات التى ذكرتها ولكن نختلف معك فى فهمك لها وهذا ايضا دليل على حجية السنة لان كل منا يمكن ان يفهم النصوص القرآنية حسب فهمه.
وللمنفعة سأعيد بعضاً مما ذكرت قبلاً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غسان أحمد مبشر
عضو جديد
غسان أحمد مبشر


عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 10/09/2009
العمر : 31

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالإثنين مارس 29, 2010 11:55 pm

يا إبن العم ردك كان وافياً شاملاً لكل حجج الله تعالى عليك والتي بينتها في ردي،ولجأت إلى ما لم يفعله كافر كوالد إبراهيم (ص) الذي لم يحتج بأنه أكبر منه في

جداله معه.ولو كان عمرك ينفعك لدخل آزر الجنة ودخل ابنه النار.

الخمر محرم بنص القرآن ،كما أن السكران محرمة الصلاة عليه.كلنا نعرف تلك الآيات.

الآية التي ذكرتها توجب إطاعة الرسول ولكن



هل "أطيعوا الرسول" تعني "أطيعوا البخاري" أو "احتكموا إلى ما يسمى بالأحاديث"؟

أسئلة كثيرة ستطرح.... أين ذكر الوحي الثاني في الأمر بإطاعة الرسول و في القرآن الكريم؟ وكل الآيات المخبرة بما جاءت به الرسل لا تذكر شيئاً سوى الزبر (كالتوارة والإنجيل والقرآن) و البينات (أي المعجزات مثل عصا موسى ومعجزات عيسى) والكتاب المنير (أي الآيات المبثوثة في الكون) ولا أثر لأخبار الآحاد التي ستجمع بعد وفاة الأنبياء بقرون.

وإن كان هذا "الوحي الثاني" شيئاً يكتب ويقرأ كالقرآن فلما لا يكون ضمن القرآن الكريم؟ فيجعل الله بذلك للهدى سبيلاً واحداً يقينياً بدل جعل أعضاء جزءا ظنياً وجزءاً يقينياً و يأمرنا في اليقيني بعدم إتباع الظن. أوليس تناقضاً مع القرآن أن نزعم أنه ناقص ومجمل وغامض؟

ولم تناقض الأحاديث القرآن ، وعندها أليس مستحيلاً أن أجمع بينهما إذن (راجع ما قلته في الرد) . ثم إن كان الوحي الثاني كل ما يصدر عن الرسول من قول أو فعل أو تقرير وحياً، وكان هذا هو معني الآية (إن هو إلا وحي يوحى) فكيف تفسر أن الله تعالى لام الرسول هنا

"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)" التحريم

وهنا

"عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) "التوبة

وهنا

"وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ (37)" الأحزاب

قبولي بذلك يستوجب أن أؤمن أن الله تعالى أرسل جبريل أن يأمرالرسول بأن يحرم ما أحل الله وله،أن يخشى الناس،وأن يأذن للمنافقين بالخروج. وبعد ذلك يرسل الله تعالى جبريل بهذه الإستنكارات في الآيات السابقة للرسول لأنه فعل ما "أمر به". وهذا ما أرفضه بقوة. وأيضاً حينها سيتوجب على أن أؤمن أن قول الرسول لشخص ما "أحضر لي ماءً" صدر بعض تلقيه الوحي عبر جبريل من الله تعالى بأن يأمر ذلك الشخص. وهذا مرفوض بقوة منطقياً.

"إن هو إلا وحي يوحى" ليس المراد بها كل ما ينطق به بل المراد أن الذي قال لكم أنه وحي هو وحي،فالمشركون المخاطبون لم يكونوا ليفهموا أن هذا معناه أن جملة كـــ"احضر لي ماء" وحي بل أن هذا معناه أن الشئ الذي قال عنه أنه وحي –وهو القرآن- هو وحي من عند الله وليس نطقاً عن الهوى.

وماذا تعني" ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" إذن؟

بتر جملة من السياق الكامل يحرف المعنى فنقرأها مرة أخرى بسياق كامل.

"وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8)" الحشر

الآية تتكلم عن الأنفال وعن طريقة توزيعها ،و أمر بإطاعة الرسول بأخذ ما آتى منها والإنتهاء عن ما نهى عنه منها. فهو له سلطة توزيعها و لمن يخلفه من ولاة الأمر.

فنخلص إلى أن إطاعة الرسول (موصل الرسالة) هي إطاعة الرسالة التي جاء بها وإطاعته فيما دعا إليه وقد دعا الرسول إلى رسالته وهي القرآن ، وليس نقيضها التي بين ثنايا كتب المتون.

إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92)

سنة الرسول هي طريق و عمل الرسول محمد بما جاء في القرآن والتزامه بمبادئ الإسلام المتمثلة في الوحي الإلهي المنزل عليه وهو القرآن ، بناء على ذلك على المسلمين التأسي بالرسول من خلال العمل بما جاء في القرآن فذلك عمل الرسول وسنته. ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾. الأحزاب:21
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غسان أحمد مبشر
عضو جديد
غسان أحمد مبشر


عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 10/09/2009
العمر : 31

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالإثنين مارس 29, 2010 11:59 pm

*شبهة غموض القرآن المجيد

هل القرآن الكريم غامض كما يدعون؟

أنصارُ الأحاديث والذين يرون أنها ثاني يحتجون بأنها جاءت لتفسر القرآن وتشرحه، ويسارعون في الهجوم على القرآن وإتهامه بالغموض، ويرون أن من ينكر الأحاديث فقد جعل الرسول مبلغاً فقط للرسالة والوظيفة الوحيدة له هو توصيل القرآن،دون خوض في شرحه-وهذا الأخير صحيح و أؤمن به- .يحتجون على غموض القرآن–بغير علم- بهذه الآية الكريمة من سورة النحل.

"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)"

قبل بحث ماذا تعني هذه الآية و تبيين ما ألبسه علينا هؤلاء فلنسأل أنفسنا هذه الأسئلة:

1\لم يجعل الله تعالى القرآن غامضاً؟ تذكر مثال كتيب الإرشادات الذي يكتبه الصانع.

2\الله تعالى يخبرنا أن مهمة الرسول هي إبلاغ الرسالة فقط

"وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92)" المائدة

فهل كونُ أن مع النبي وحياً آخر غير القرآن وهو الحديث يغير من هذا المعنى شيئاً؟ أي إن كانت الأحاديث وحياً فالرسول بشرحه للقرآن الذي أوحاه إليه ربه بواسطة الأحاديث التي أوحاها إليه ربه لم يفعل شيئاً غير تبليغ رسالة ربه، فكلٌ من ربه وقد بلغها. فلم الهجومُ على من يؤمن أن مهمة الرسول هي فقط تبليغ الرسالة؟!.

3\هل فعلاً يقول الله تعالى بأن القرآن غامض؟ ولكن الله في عشرات الآيات يصف كتابه بالوضوح. إن كان القرآن غامضاً وتلك الآية (44 من سورة النحل) أشارت إلى ذلك، فما بال كل هذه الآيات المناقضة لهذا المعنى والتي تفيد العكس؟

قال الله تعالى في القرآن:

1-"الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1)" الحجر

2-"طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1)"النمل

3- "وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69)" يس

4-"وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر" ذكرت في سورة القمر أربع مراتٍ، الآيات 17و22و32و40.

5-"أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)" محمد

6-"وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)"البقرة

7-"وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)"يونس

8-"وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73)"مريم

9-"وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16)"الحج

10-"وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72)"الحج

11-"سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1)"النور

12-"بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)"العنكبوت

13-"وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (43)"سبأ

14-"وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25)"الجاثية

وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)"الأحقاف

15-"هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9)"الحديد

16-"إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5)"المجادلة

17-"وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34)"النور

لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)"النور

18-فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)"الطلاق

19-"الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) يوسف

20-"طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)"الشعراء

21-طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)القصص

22-"حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) "الزخرف

23-"حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)" الدخان

هذا وإن الكتاب الغامض لَهو كتاب ذو عوج لا تنطبق عليه هذه الصفات التي هي للقرآن:

*"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1)" الكهف

*"الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)" هود

*"حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)"فصلت

*"وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)"فصلت







الإجابات على هذه الأسئلة بسيطة للغاية،إن القرآن واضح وميسر للفهم، وحاشا لله أن يجعل لكتابه عوجاً وأن يجعله غير ميسر فهو الحكيم الخبير، ولكن هؤلاء أنهم قد حرفوا معنى تلك الآية من سورة النحل.

فما معنى فما معنى كلمة "لتبين" في الآية 44 من سورة النحل؟

"بان الشيءُ: ظَهَر،والتَّبْيينُ: الإيضاح و الإظهار.
والتَّبْيين أَيضاً: الوُضوحُ؛ قال النابغة: إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً ما والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومة الجلَد يعني أتبينها".
: بانَ الحقُّ يَبينُ بَياناً، فهو بائنٌ، وأَبانَ يُبينُ إبانة، فهو مُبينٌ، بمعناه.
ومنه قوله تعالى: حم والكتاب المُبين؛ أَي والكتاب البَيِّن،


(لسان العرب)

بان الشئ أي ظهر بعدما كان مختفياً وغير ظاهرٍ، و ليس معناه أن الشئ قد شُرِحَ بعد أن كان غير مفهومٍ. هذا هو المعنى المقصود أي لتظهر القرآن للناس،وهو عكس الكتمان وعدم الظهور فكتاب القرآن لم يكن موجوداً قبلها، فأنزله الله تعالى على رسوله ليقوم بتبيّنه للناس أي إظهاره لهم(واللام لام التعقيب وليست التعليل مثل قوله تعالى "فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً" ليست العلةَ لإلتقاطه بل ما سيحصل لاحقا) وهذا هو المعنى التي تشير إليه باقي الآيات.

وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106) الإسراء

فهذه هي مهمة الرسل عليهم الصلاة والسلام، وما يفيده أسلوب الحصر في هذه الآيات:

"وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَاالْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92)"المائدة

وهذان دليلان من نفس سورة تلك الآية.

"فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)" النحل

"فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَالْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82)" النحل

"قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54)" النور

"وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّاالْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18)" العنكبوت

"قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16)وَمَا عَلَيْنَا إِلَّاالْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17" )يس

"وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12)" التغابن

وكلمة "لتبينه" هي الكلمة المستخدمة في اللغة و الخطاب القرآني عند ذكر كتمان وإظهار الأشياء وتحديداً كتب الله وآياته



وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) آل عمران



إذن فهل معنى "لتبيننه" "لتشرحنه"؟ و"لا تكتمونه" نهي عن عدم الشرح ؟ وهذا بدوره المعنى الجديد لكلمة الكتمان؟!. واحزر ماذا؟ هؤلاء أيضاً لهم وحي وأحاديث تشرح الكتاب أوحاها الله تعالى لهم !! سبحان الله!. أم المعنى إظهاره للناس وعدم إخفائه وكتمانه،وهذا واضح وجلي ومعنى تعبير "النبذ وراء الظهور" هو إخفائه عن الناس لكي لا يروه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالثلاثاء مارس 30, 2010 5:02 am

انا آسف جداً لم اقصد الاساءة بذكر الـ17 ربيعاً بل احببت ان أنبه الى ان الفاروقيون استغلوا صغر سنكم وقلة خبرتكم ووعيكم فى الدين ومعرفتكم عن الحركات الضالة والمضللة والتى تتابعت وتناوشت الاجيال منذ وفاة الرسول (ص) ولا يكون مصيرها الا الموت والاندثار لان الله حافظ دينه -وكتبت فى هذا الشأن فى موقع اخر من المنتدى ارجو الاطلاع عليه- وتاريخ الفاروقيين الدينى كمان معروف للكبار منا يمكن ان تسألوا عنه.
ومن الايات التى ذكرتها كنت تشرح لى معانيها فلماذا تشرحها لى انت ان كانت اصلا لا تحتاج الى شرح وتبيان.
اذن من له الحق اولا لشرح الايات حتى لا يضيع القرآن والاسلام عامة بين عقول السفهاء والجهلاء كل يفهم على هواه بل ويحتج به.
فان كنا نعيش فى زمن الرسول (ص) وسمعناه يفسر ويبين ايات من القرآن الكريم هل نأخذ بها ام لا.
وبمعنى اخر هل للرسول (ص) الحق فى شرح وتفسير ما إلتبس للناس ام لا.
وهل له الحق فى تبيان ما أجمل من عبادات وأحكام، فقد فرض الله تعالى الصلاة على المؤمنين، من غير أن يبين أوقاتها وأركانها وعدد ركعاتها، فبين الرسول الكريم هذا بصلاته وتعليمه المسلمين كيفية الصلاة، وقال: (صلوا كما رأيتموني أصلي).
‎‎ وفرض الحج من غير أن يبين مناسكه، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم كيفيته، وقال: (خذوا عني مناسككم).‏
‎‎ وفرض الله تعالى الزكاة من غير أن يبين ما تجب فيه من أموال وعروض وزروع، كما لم يبين النصاب الذي تجب فيه الزكاة من كل، فبينت السنة ذلك.
وذلك لاينقص من القرآن بل انه معجزة من معجزاته العديدة فهو صالح لكل زمان ومكان برغم ثبات مادته. والحديث فى هذا الموضوع ذو شجون وفنون يمكن ان نعرض لها فى موضوع اخر.
لاحظت انك فسرت البينات بـ[ البينات (أي المعجزات مثل عصا موسى ومعجزات عيسى)] وافيدك علماً بانَ الشيء يبين بَياناً اتضح فهو بَيِّنٌ وكذا أبانَ الشيء فهو مُبِينٌ و أبَنْتَهُ أنا أي أوضحته و استَبانَ الشيء ظهر و اسْتَبَنْتُهُ أنا عرفته و تَبَيَّنَ الشيء ظهر. وفى مواضع كثيرة من القرآن انت ذكرتها كان على الرسول (ص) البلاغ وأى بلاغ يقصد الله سبحانه وتعالى...بلاغ مبين يعنى بالدارجى يارسولنا الكريم نحن بعثناك على من كرمنا ليس لتعطيهم الكتاب وتنسحب بل لتبينه لهم فى اقوالك وافعالك انت تعيش بينهم حياة تطبق القرآن فى يومياتك وهم يقتدون بك. فإن كنت انت تعيش فى زمن الرسول (ص) فهل كنت تقتدى به ام ترفضه.



واسئلتك هذة
1\لم يجعل الله تعالى القرآن غامضاً؟ تذكر مثال كتيب الإرشادات الذي يكتبه الصانع.
هذا حكمه سبحانه وحكمته. ولترى كذلك مدى خطورة ذلك فكر فى العبادات لماذا لم تفصل فى القرآن ولاحظ انا اقول القرآن واكرر. هل هى ليست بهذه الاهمية. ولكن الله بعث لنا رسول بل اكرم الرسل برسالة حياة كاملة يعيشها مبينة لما بين دفتى المصحف. وكما يقول العسكريون [البيان بالعمل] وذلك حتى لا يكون فيها لبس لاهميتها ليس الا. والله احكم الحاكمين.
ولاتسوقك عاطفتك الى مدى ابعد هل القرآن الكريم واضح لكل إنسان بمعنى آخر هل تفسير القرآن متروك لكل انسان على حده حسب عقله ام يمكن ان استفسر من احد عن معانى بعض الايات....وهل هذا الحق مسحوب من الرسول (ص) ولايحق له ايضاح ما التبس علينا او حتى ما فهمناه بمعنى غير المقصود منه. انا اتكلم معك واتمنى ان تتخيل ما فعله رسولنا الكريم (ص) واترك ما تستغربه مما ذكر فلا انا ولا انت نسطيع فرزه الان فلنتركه فى سجال لاحق.

2\الله تعالى يخبرنا أن مهمة الرسول هي إبلاغ الرسالة فقط.
مهمة الرسول هى البلاغ المبين وليس الابلاغ فقط وما ذكرت انت من آيات وآخريات تؤكد ذلك. وكذلك فكر فى اننا الان وجدنا القرآن الكريم ولم نجد الرسول (ص) فما الفرق بيننا وبين من شهد الرسول (ص) وهم من عاش بينهم سنين عددا هل ليعطيهم هذا الكتاب فقط. ام انه كان يفسر لهم الايات قولا وفعلا.
3\هل فعلاً يقول الله تعالى بأن القرآن غامض؟ ولكن الله في عشرات الآيات يصف كتابه بالوضوح. إن كان القرآن غامضاً وتلك الآية (44 من سورة النحل) أشارت إلى ذلك، فما بال كل هذه الآيات المناقضة لهذا المعنى والتي تفيد العكس؟
ماذكرت فى السابق دليل على ان السنة تبيان لما أجمل فى القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غسان أحمد مبشر
عضو جديد
غسان أحمد مبشر


عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 10/09/2009
العمر : 31

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالثلاثاء مارس 30, 2010 8:59 am

الآيات لا تحتاج إلى تفسير،ولكن لأن تفسيركم للآيات بعيد عن المنطق واللغة وشابته أهواء القوم وأخبارهم.كان لزاماً أ، أعيدكم إلى اللغة والتفسير الصحيح.والذي أشدد على أنه بين.وإن لم يكن فالقرآن كتاب تناقض لأنه يقول أنه مبين أي بيّن ويقول أنه يحتاج إلى أحاديث تفسره بغموضه. حاشا وكلا

قد يسأل سائل: ولكن كيف سنصلي ونزكي ونحج؟فالقرآن لم يفصل ذلك وإنما اكتفى بأمرنا بالصلاة والزكاة والحج.



أذكرك أن القرآن تفصيل لكل شئ يحتاج إليه المسلم، في القرآن تفصيل لكل ما تحتاج . سنبحث تفصيل هذه العبادات وبيان تناقض القرآن الكريم مع الأحاديث فيها.



* الصلاة وتفصيلها في القرآن الكريم

1- مواقيت الصلاة:

قال تعالى أ-" (77) أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)" الإسراء

*دلوك الشمس: زوال الشمس عن كبد السماء ومن معانيها غربت ولكن الغروب هو غسق الليل فالأولى هي المقصودة

وقد دَلَكَتْ: زالت عن كَبِدِ السماء؛ قال: ما تَدْلُكُ الشمسُ إلا حَذْوَ منْكبِهِ في حَوْمةٍ، دونها الهاماتُ والقَصَرُ واسم ذلك الوقت الدَّلَكُ: قال الفراء: جابر عن ابن عباس في دُلُوك الشمس أنه زوالها الظهرَ، (لسان العرب)

كبد السماء أي منتصف السماء أي منتصف النهار فحين تميل الشمس عن الكبد ناحية الغرب يدخل وقت الصلاة وهي صلاة الظهر، وسمي هذا الوقت ظهراً لشدة ظهور الضوء فيه

*غسق الليل: أول ظلمة الليل أي بعد زوال الشفق الأحمر وهو وقت الغروب (وهذا معنى الغروب وليس مجرد غياب قرص الشمس)

وغَسَق الليل يَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً وأَغْسَقَ؛ عن ثعلب: انصبّ وأَظلم؛ ومنه قول ابن الرُّقَيّات: إن هذا الليل قد غَسَقا، واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأَرَقا قال: ومنه حديث عمر حين غَسق الليل على الظُِّراب؛ وغَسَقُ الليل: ظلمته، وقيل أَول ظلمته، وقيل غَسَقُه إذا غاب الشِّفَقُ.
وأَغسَقَ
المؤذِّن أي أَخَّر المغرب إلى غَسَق الليل. (لسان العرب)

أي حين زوال الشفق يدخل وقت الصلاة وهي صلاة العشاء.

*قرآن الفجر: صلاة الفجر (مجاز مرسل علاقته الجزئية، أطلق الجزء وهو القرآن وأريد الكل وهي الصلاة)

الفَجْر: ضوء الصباح وهو حُمْرة الشمس في سواد الليل، وهما فَجْرانِ: أَحدهما المُسْتطيل وهو الكاذب الذي يسمى ذَنَبَ السِّرْحان، والآخر المُسْتطير وهو الصادق المُنتَشِر في الأُفُقِ الذي يُحَرِّم الأَكل والشرب على الصائم ولا يكون الصبحُ إِلا الصادقَ. الجوهري: الفَجْر في آخر الليل كالشَّفَقِ في أَوله. ابن سيده: وقد انْفَجَر الصبح وتَفَجَّر وانْفَجَر عنه الليلُ. (لسان العرب)

*فتهجد به (القرآن): صل التهجد (أيضاً مجاز مرسل)

تهجد:استيقظ . وهذا وقت صلاة التهجد ليلاً حين الإستيقاظ .



نأتي الآن إلى أحد أهم التناقضات بين القرآن والحديث، والحديث ونفسه. نافلة تعني الزيادة فالمعني هو صل تلك الصلوات زائداً التهجد،وما تتبعه هذه الزيادة من خير لك. ولكن هل تعني زيادة عن الفرض وليست فرضاً؟ و كيف يزعمون ذلك مع زعمهم أنها كانت فرضاً على الرسول دون المؤمنين. فالمخاطب هو الرسول الكريم، فإن كانت "نافلة لك" تعني أنها ليست فرضاً فكيف تعتبرون التهجد فرضاً على النبي فقط وهو المخاطب هنا؟! مثير للعجب!. حتى أن بعضهم يعتبر اللفظ "لك" يشير إلى الرسول فقط فهي فرض عليه هو حصراً، متناسين أن لفظ "أقم الصلاة" للرسول أيضاً! متمسكين في نفس الوقت بتفسيرهم لكلمة "نافلة".و من نفس المنطلق فزعمهم أنها كانت فرضاً أولاً ثم نسخت لن يتوافق مع زعمهم المتعلق "بنافلة لك" الذي ينقض كونها فرضاً من الأساس. أخبار الآحاد ظنية فكل أنبائهم عن كونها خاصة بالرسول وعن نسخها، لا يمكن الجزم بها،كما أنها بعضها ينطح وبعض فبها من التضارب ما لا يحصيه إلا رب العباد. كما لا ينبغي للظن أن ينسخ اليقين. ولا أن يتبع فلا يجب أن نتكل على خبر ظني فلو كان إحتمال الكذب واقعاً،فمعني هذا أننا سنأتي يوم والقيامة وهناك ركن كامل من دينا ناقص،وسنحاسب على ذلك وعلى هجرنا للقرآن. وإحتمال الكذب هو مؤكد فالله لن يجعل سبيل الهدى تلك الشياطين ولا الظنون فقد نهانا عن ذلك، وذكر أنه كتابه تام مفصل، فكل ما فيه هو فرض هذه الصلاة ولا مبدل لكلماته، فلا نسخ لها. صلاة التهجد صلاها المؤمنون عبر التاريخ، فلننضم إليهم إخوتي وأخواتي حتى نستحق أن نكون معهم .



"كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(18)" الذاريات

*"تَتَجَافي جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)" السجدة

"ليْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ" (113)" آل عمران

"وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)" هود

"اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)"طه

"أمن هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ(9)" الزمر

"وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40)" ق

"وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُوم" (49)" الطور

" يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِاللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا" (2)" المزمل

"إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ" المزمل:20

" وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) "الإنسان



الآيات من سورة الإسراء وضحت 6 أوقات للصلاة وهو من دلوك الشمس إلى غسق الليل أو وقت الأصيل أو العشي (وهذا الوقت يشمل 4 صلوات كما سنبين) وصلاة الفجر وصلاة التهجد.



ب-"وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)" الطور

* حين تقوم: الإنسان طبيعياً يقوم (يستيقظ من النوم) في وقتين إثنين، كما بالطبع ينام في وقتين إثنين

قال الله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23)" الروم

وفي سورة النور : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)"

أي أننا ننام بعد صلاة الظهر وتسمى بالقيلولة وحينما نستيقظ منها علينا أن نصلي وهذه هي صلاة العصر وعلينا أن نستيقظ قبل المغرب.ونحن ننام بعد صلاة العشاء وحين نستيقظ ليلاً علينا أن نصلي وهذه هي صلاة التهجد وعلينا أن نستيقظ قبل الفجر.

* إدبار النجوم:وقت إدبار النجوم هو وقت الفجر حين تغطي الشمس ضوء النجوم و هذا أمر بصلاة الفجر.

َج-فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40)ق

*قبل طلوع الشمس هو حين ظهور خيط الفجر الأبيض أي صلوا الصبح،قبل الغروب أي حين ظهور الشفق الأحمر أي صلوا المغرب، وهو بعد غياب قرص الشمس وقبل غروبها وزوال الشفق الأحمر،والأخير هو وقت صلاة العشاء.





د-"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)"

بكرة:الصبح والإبْكارُ: اسم البُكْرَةِ الإصباح، (لسان العرب)

أي صلوا الصبح،والأصيل هو الوقت من دلوك الشمس إلى غسق اليل (وليس فقط العصر كما هو شائع) يشمل 4 أوقات للصلاة وهي الظهر والعصر والمغرب والعشاء.

والأَصِيلُ العَشِيُّ، والجمع أُصُل وأُصْلان مثل بعير وبُعران وآصال وأُصائل

وقال الأَزهري: يَقَع العشيُّ على ما بَيْنَ زَوالِ الشمْسِ إلى وَقْت غُروبها، كل ذلك عَشِيٌّ، فإذا غابَتِ الشَّمْسُ فهو العِشاءُ، (لسان العرب)



هـ- فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)

هنا أيضاً أمر بصلوات العشي، و صلوات الظهر والصبح والمغرب.



و-الآية ال58 من سورة النور توجب أن هناك صلاة في الصبح وفي العشاء.

"مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ"



وكذلك كل هذه الآيات تشير إلى الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء نحن والأمم السابقة:



"فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55)"غافر

"إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33)" ص (أي أن العصر فاته)

"إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18)"ص (والإشراق يعني الصبح)

"وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)" الأعراف ( والغدو هو وقت الصبح)

"وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (15)" الرعد

"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36)" النور

"فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11)" مريم

"لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)"الفتح







و- (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25)وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) "الإنسان



"وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)" هود



وهنا الصلوات الست. الطرف الأول هو من الفجر إلى الظهر أي حين بيان تحرك الشمس من المشرق إلى كبد السماء وحينها يكون الظل غربياً، والطرف الثاني وهو العشي من زوال الشمس عن كبد السماء إلى غروبها والظل هنا يكون شرقياً. و زلفاً من الليل أي التهجد.

أما الأحاديث فمع الإختلاف في التهجد هناك إختلاف في ميقات صلاة العصر مع القرآن وتناقضات فيما بينها!

عن عبد الله بن عمرو : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (وقت الظهر إذا زالت الشمس، وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق، وقت العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر وما لم تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة، فإنها تطلع بين قرني شيطان)، رواه مسلم

وعن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه جبريل فقال له : (قم فصله، فصلى الظهر حين زالت الشمس، ثم جاءه العصر فقال : قم فصله، فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثله، ثم جاءه المغرب فقال : قم فصله، فصلى العشاء حين غاب الشفق، ثم جاءه الفجر حين برق الفجر، أو قال : (سطع الفجر) ثم جاءه من الغد للظهر فقال : قم فصله، فصلى الظهر حين صار ظل كل شيء مثله، ثم جاءه العصر فقال : قم فصله، فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثليه، ثم جاءه المغرب وقتا واحدا لم يزل عنه، ثم جاءه العشاء حين ذهب نصف الليل، أو قال : (ثلث الليل) فصلى العشاء. ثم جاءه حين أسفر جدا فقال : قم فصله، فصلى الفجر، ثم قال : (ما بين هذين الوقتين وقت) رواه أحمد والنسائي والترمذي. (تعليق:مثليه أم مثله؟!)



فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر). رواه الجماعة، ورواه أبو بكر البيهقي بلفظ : (من صلى من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس ثم صلى ما تبقى بعد غروب الشمس لم يفته العصر), (تعليق:العصر ما لم تصفر أم قبل غروب الشمس،أم بالظل وذاك أ مثله أم مثليه؟ مع أني "قد ارتبكتُ قليلاً" لكن أشكر لكم على جهدكم المبارك على أي حال أيها المحدثون!)

لأن هؤلاء هجروا القرآن ولجاءوا إلى الظنون فقد ضيعوا صلاة بأكملها وهي التهجد،مع وقوعهم في تناقضات مع أنفسهم، وأشبهوا علينا وقت صلاة العصر وعلى أنفسهم فهي تربك العلماء وهم لم يتفقوا عليها،بل إن بعضهم كالنووي قال أن لها خمس أوقات!













2- الوضوء

قال عز وجل:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) المائدة

بدأ القرآن بغسل الوجه، ولا حاجة لذكر غسل الكف لأن هذا من البديهيات فطرياً عند كل إنسان،فمن كان بيده طين أو زيت أو غيره ،فلن يدخل يده في الوعاء ليلوث الماء كله، بل سيغسل كفه أولاً لكي لا تصل الأوساخ إلى وجه وجسمه بواسطة الماء وهو يريد أن يتطهر. لا يتوقع أن يحوي القرآن سرد أفعال فطرية أودعها الله في الكائنات فلم يذكر طريقة الغسل الكامل مثلاً،بل ما يجب غسله عند الصلاة، مثل آخر أعطي أرنباً حديث العمر وعاء ماء ستجده يبدأ في غسل أذنه ووجه وجسمه بإحتراف، فهل احتاج لكتاب أو درس لكي يعلم ذلك، وانظر إلى الوليد كيف يرضع، من علمه هذه الطريقة؟ قرأها في كتاب في رحم أمه ربما؟.

الوجه يشمل الفم والأنف فيجب أيضاً غسلهما،أما العين فسيدخلها الماء تلقائياً بتمريرك ليدك على الجفن رغم إغلاقك له لا إرادياً،ثم أن الله تعالى لا يمكن يأمرنا بمقاومة الإغلاق و إيذاء عيننا بفركها.

بعد الوجه يأمرنا الله تعالى بغسل أيدينا إلى المرافق،ثم المسح بالرؤوس والرأس يشمل الأذن والشعر وما تحته والوجه الذي تم غسله فلا يمسح،ثم يأتي غسل الأرجل إلى الكعبين ونلاحظ أن كلمة "أرجلَكم" منصوبة أي أنها معطوفة على كلمة "وجوهَكم" وليس على كلمة "رؤوسكم" المجرورة بالباء،لذا يجب غسلها وليس مسحها.

الإختلاف مع السنين هو تقسيمهم لأركان الوضوء إلى فرض و "سنة".فيعتبرون أن الفرض هو الفرض هو غسل الوجه الأيدي والأرجل ومسح الرأس فقط. ولا يشمل ذلك عندهم الفم والأنف وغسل الكفين قبل الوجه. وهذا خطأ فهي جزء من الوجه وقد ذكره القرآن.

الشئ الآخر هو تحديدهم لعدد المرات الواجبة بمرةُ واحدة وعدد المرات "السنية" ب3 مرات ،وهذا ضد القرآن فالقرآن أمرنا بأن نغسل، فإن صار وجهي نظيفاً في مرتين كان الفرض مرتين. وإن لم ينظف إلا بعد ست مرات وجب أن أغسله ست مرات، وإن واحدةً فواحدةٌ، وهكذا.

أما أن يَعتبرَ من يحتاجُ وجهه إلى أكثر من غسلة ليصير نظيفاً أن الفرضَ هو مرةٌ واحدة فهذا خطأ، ثم من قال أن السنة ثلاث؟ فإن كان في يد الرسول عليه الصلاة والسلام دَرن يستوجب الغسل أكثر من ذلك لفعل.



3- صفة الركعة:

أ\القيام وقراءة القرآن

يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)المزمل

أي أن الصلاة فيها قيام و أن في القيام قراءة للقرآن.

(77) أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)

أي قراءة القرآن جزء من الصلاة،والمراد أقم صلاة الفجر،واستخدم المجاز المرسل كما سبقت الإشارة.

ب\القيام والركوع والسجود

وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شيئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِالسُّجُودِ (26) الحج

البيت الحرام مكان للصلاة ومن هنا نعلم أن الصلاة فيها قيام و ركوع و سجود (الطواف خاص بالبيت).

"وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ" النساء:102

تنبئ الآية أن الصلاة فيها قيام وسجود





ج\التسبيح في السجود والركوع

"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36)" النور

توجب أن في الصلاة تسبيحاً لله.

"إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوابِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16)" السجدة

أي أنه في السجود علينا أن نسبح بحمد ربنا.



قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَسُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) الإسراء

وهنا نتعلم أن نقول سبحان الله في السجود، والركوع هو من جنس السجود إذ هو إنكسار أيضاً وطالما كنا مأمورين بالتسبيح في إنكسار السجود،فعلينا أيضاً أن نسبح في إنكسار الركوع.



ذكر اسم الله تعالى بين الحركة والأخرى

كيف ينبه الإمام من لا يرونه في الصفوف الخلفية أنه إنتقل من سجود إلى قيام؟ طالما لا يرونه فليس هناك سبيل غير أن يسمعوه-فليس هنالك منبه آخر- أي أن يستخدم صوته، فهذا شئ من البديهيات لا يحتاج إلى يشرح في القرآن، وكذلك أن أن يكون التنبيه عبارة عن ذكر لله تعالى فالصلاة ذكر لله.



الذكر عند إفتتاح الصلاة في القيام والدعاء في الصلاة

الصلاة عبارة عن مناجاة مع الله تعالى وأيضاً دعاء لله تعالى، وفطرياً عندما يطلب الإنسان شيئاً من الآخرين الأعلى مستوى منه، فإنه يميل أن يكون طلبه هذا مصحوباً بإنكسار ومسبوقاً بتمجيد ومدح للمطلوب منه. فمثلا نرى في رسائل طلب الوظيفة أن مقدم الطلب يميل إلى مدح الشركة ومدح مجالها بألفاظ مثل "شركتكم الموقرة" و" هذا المجال الخصب الحيوي". وعندما تطلب من مديرك أو أستاذك أو والدك أو ملكك مثلاً طلباً فأنت لا إرادياً وتلقائياً ستجد نفسك منكسراً إليه. صاحباً طلبك بنوع من الخضوع، فلهذا أنت فطرياً ستبدأ الصلاة بالتمجيد لله تعالى وحمده وتوقيره، وكما أسلفنا فالأفعال الفطرية لا داعي أن تذكر في القرآن بل هي مكتوبة فينا،مثلما أن الإنكسار في بعض الحالات،الحاجة إلى تقديم قبل البدء في كثير من الأشياء في حياتنا مكتوب فينا. وسورة الفاتحة مناسبة جداً لهذا (في الركعة الأولى فقط)، وتكون الصلاة صحيحة إن بدأ الشخص بمقدمة أخرى كـ"سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك" فهي تؤدي الغرض.

والدعاء في الصلاة كما أسلفنا يكون-فطرياً- مصحوباً بإنكسار قبله وبعده.

وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا يونس:12

فأنسب وقت للدعاء هو بعد الإنكسار، أي بعد الركوع يقوم ويدعو، ثم بعد الدعاء ينكسر مرة وهذا هو السجود، ثم يدعو وهو قاعد ويردف دعاءه بإنكسار وهذا هو السجود الثاني. ويتوافق السجود مرتين مع السياق القرآني أيضاً

قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) الإسراء

وأيضاً فطرياً حين تدخل على قوم فأنت تلقي عليهم التحايا في البداية،فدخول مجلس ما والبدء في كلام دون مقدمة يعتبرُ تصرفاً غير لائقٍ حسب العرف.





ختام الصلاة

تصور أن شخصاً كان يتحدث معك وفجأة قام وانصرف، دون استئذان أو وداع . عرفاً هذا تصرفٌ غير لائقٍ. وأيضاً غير لائق أن ينصرف شخص من الصلاة وهو ساجد دون ختام.

فعليه أن يسبح الله ويمجده ويحمده وبعدها ينصرف.

ماذا عن السلام؟! في الواقع أتسآل عما إذا كان إستخدام التحايا البشرية صائباً في التخاطب مع الله، فهل يمكن أن يشرح لي أحدكم ماذا تعني "السلام عليكم ورحمة الله" في المناجاة مع الله؟ هل تعني "السلام على الله ورحمة الله على الله"؟! السلام والخوف والأمن أمور بشرية كيف ندعو بها لله؟ أي ما الذي يمكن أن يهدد الله لكي ندعو له بالسلام والأمنِ والرحمة؟ ومن فوق الله-والعياذُ بالله ليهبها له؟ وإن لم يكن المخاطب الله، فيجب أن ننتهي عن هذا القول، أيضاً فالصلاة مناجاة لربنا، وليس للجن والملائكة. لم يدعى لله تعالى بالسلام أبداً في القرآن الكريم ولكن الله هو السلام وهو الذي يحي بالسلام حسب ما أخبر في القرآن.

"السلام عليكم" و "شالوم اليكم" بالعبرية مثالان لتحية السلام التحية في كثير من اللغات،أشك أن إستعمالها مع الله جل وعلا صائب.

كذلك إن نزل كتاب سماوي بالصينية مثلاً، اللغة التي يتكلمها أكبر عدد من الناس كلغة أم

ويستخدم الناس للتحية فيها لفظ "ني تشيفان لي ما" وتعني حرفياً "هل تناولت طعامك"،فهل ستستعمل أيضاً في المناجاة مع الله تعالى في صلاتنا يا ترى؟

أيضاً خطأ شائع هو مخاطبة النبي بضمير المخاطب "الكاف" في قولهم "السلام عليك أيها النبي"

هذه بدعة دخلت الصلاة وأستغرب من أين أتت، وهل استعملها النبي في صلاته؟! لا، ففي الصلاة نحن نناجي ربنا فحسب ولا يستطيع محمد عليه الصلاة والسلام سماعنا "إنك لا تسمع الموتى". النمل:80



4\عدد الركعات

عرفنا سابقاًَ أن القرآن جزء من الصلاة وأنه يقرأ في القيام.



يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)المزمل

(77) أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) الإسراء

والآن كيف نقرأ هذا القرآن؟ ولأبدأ بسؤال أي هذين الشخصين صلاته أكمل؟ هل هو من يقرأ القرآن عشوائياً ويحصر قراءته على آخر عشر سور من الجزء الثلاثين من القرآن، فيقرأ في الركعة الأولى سورة الناس وفي الثانية سورة النصر، وهكذا كل يوم ؟ أم من يقرأ القرآن كله من أوله إلى أخره في فترة زمنية محددة بنظام معين ثابت ؟ بلا شك هو الأخير الذي سيستفيد أكثر من صلاته، وهو من ستنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر بكون القرآن دائماً حاضراً معه يذكره في شتى مجالات الحياة ومواقفها بالمعروف. الشئ الذي يفقده من يردد بضع سور بطريقة مكنيكية، يحفظها عن ظهر قلب ولا يتدبرها حتى.

والآن كيف أمرنا الله أن نقرأ القرآن؟ فلنتدبر هاتين الآيتين من سورتي الفرقان والمزمل.



"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)"

"وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)"المزمل



الرتلُ في اللغة: الرَّتَلُ: حُسْن تَناسُق الشيء. ورَتَّلَ الكلامَ: أَحسن تأْليفه وأَبانَه وتمَهَّلَ فيه.
وثَغْرٌ رَتَلٌ ورَتِلٌ: حَسَن التنضيد مُستوي النباتِ، وقيل المُفَلَّج، وقيل بين أَسنانه فُروج لا يركب بعضها
بعضاً.
(لسان العرب)

إحسان تأليف القرآن وتبيينه وتنضيده و تنسيقه فعله الله تعالى وبالتأكيد محمد عليه الصلاة والسلام ليس مؤلفه وغير مطالب بذلك إذاً المعنى الآخر ل"رتل" هو المقصود وهو التفريق والتفريج والتفليج أي تفريق قراءة القرآن في الصلاة،و كونِ القرآن ذي فلجات وفروج وتنجيمات وتفريقات بين آياته، وهي من عند الله وهذه هي الطريقة لقراءة القرآن في الصلاة،أي حسب هذا الترتيل. والتنجيمات هي:

1\ النجمة. 2\الحزب. 3\الجزء. وفي القرآن ثلاثون جزءاً لكل جزء حزبان ويتكون كل واحد منهما من أربع نجمات.(القرآن=30 جزءاً ،الجزء= حزبان إثنان،والحزب=4نجمات)



والحِزْبُ الوِرْدُ.
ووِرْدُ الرَّجلِ من القرآن والصلاة: حِزبُه.
والحِزْبُ ما يَجْعَلُه الرَّجل على نَفْسِهِ من قِراءةٍ وصَلاةٍ كالوِرْد.
وفي الحديث: طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبي مِن القُرْآنِ، فأَحْبَبْتُ أَن لا أَخْرُج حتى أَقْضِيَه. طرأَ عليَّ: يريد أَنه بَدأَ في حِزْبه، كأَنـَّه طَلَعَ عليهِ، من قولك: طَرَأَ فلان إِلى بلَد كذا وكذا، فهو طارئٌ إِليه، أَي إِنه طَلَعَ إِليه حديثاً، وهو غير تانِئٍ به؛ وقد حَزَّبْتُ القُرْآنَ.
وفي حديث أَوس بن حذيفة: سأَلتُ أَصحابَ رَسُولِ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، كيف تُحزِّبونَ القُرآن؟
(لسان العرب)

ومن خلال فهمنا لآية الترتيل والرجوع إلى كلمة "نجمة" في المعاجم نجد أن كلمة نجمة ليس مقصوداً بها تشبيه الرمز المرسومة به بعض المصاحف بنجوم السماء. بل القسم الواحد من أقسام شئ مُنَجّمٍ أي مفرق أو مرتل أو مفلج أو مقسم.

ونَجَّمَ عليه الدّيةَ: قطَّعها عليه نَجْماً نجماً؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ولا حَمالاتِ امْرِئٍ مُنَجِّم ويقال: جعلت مالي على فلان نُجوماً مُنَجَّمةً يؤدي كلَّ نَجْمٍ في شهر كذا، وقد جعل فلانٌ مالَه على فلان نُجوماً معدودة يؤدِّي عند انقضاء كل شهر منها نَجْماً، وقد نَجَّمها عليه (لسان العرب)

فمن معاني الحزب لغة-وحتى في الأحاديث التي أغفلت موضوع الترتيل!- هو الورد من القرآن أو الصلاة أو القراءة، أي فريق من المقروء (كتاب أو كتب) تُقرأ معاً في جلسة واحدة. أو في حالة الصلاة القرآن فريق من آيات القرآن تقرأ معاً في صلاة واحدة.

لذا ففي كل صلاة نقرأُ حزباً من القرآن ونرتل (نفرق) قراءتنا حسب التفريق الموجود في القرآن وهو هنا الأنجم الأربع. فبعد الإنتهاء من النجمة الأولى لن نكمل بل نركع ونكمل الدورة(أوالركعة) من الصلاة من تسبيح ودعاء وسجود ثم نعود ونقرأ النجمة الثانية وهكذا إلى أن نكمل الحزب من بالنجمة الأخيرة ثم نكمل الركعة وبعد السجود الأخير نقعد ونختم صلاتنا.

أي أن الصلاة تتكون من أربع ركعات أو دورات إلا صلاتي الصبح والتهجد كما سنبين.

شئ في غاية البساطة، وبعيد عن التعقيد، فبمجرد بالنظر إلى القرآن ستجد فيه أحزاباً بكل منها 4أنجم، أي أنه مفرق والنجمة هي الوحدة من الأقسام المفرقة.والله تعالى يخبرُ أنه هو من فرق القرآن، وأمرنا بالقراءة حسب هذا التفريق في صلاتنا. لذا نقرأ وردنا من الصلاة وهو الحزب.وطالما أن القراءة تكون في القيام وفي الصلاة أركان أخرى،فليس هناك تفريق آخر لقراءتنا في القيام سوى أدائنا الأركان الأخرى وبعدها نعاود القيام وقراءة القرآن وهكذا حتى نكمل الركعات الأربع. وهو التفسير الصحيح لآيتي الترتيل،والطريقة المثلى التي أمرنا بها ربنا.


النجة الأولى

النجمة الثانية

النجمة الثالثة

النجمة الرابعة
الحزب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالأربعاء مارس 31, 2010 4:18 am

اننى ادعو الله صادقاً بان يظهر الحق على أيدينا ولا تمس انفسنا بكبر النصر فإن النصر للحق وحده وليس منا من ينتصر على اخيه...
فليظل نقاشنا مترفعاً عن هوى النصر والهزيمة مادمنا ننشد الحق وإعلاء كلمة الله...
انا لا ألومكم فذلك يدل على انكم جادون فى البحث عن الحق. فقط صغر سنكم وقلة خبرتكم مع تناثر الجماعات والافكار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Elias A. Mubasher
المدير العام
المدير العام
Elias A. Mubasher


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالأربعاء مارس 31, 2010 5:28 am

اري انك بدأت مقالك بـ[الآيات لا تحتاج إلى تفسير] ثم أخذت تفسر واسهبت...
لى عودة معك غداً ان شاء الله فلى ملاحظات كثيرة على ما ذكرت. لولا الوقت تأخر على ما انتظرت لغدٍ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد عبدالرحمن فضل
رئيس الإدارة
رئيس الإدارة
محمد عبدالرحمن فضل


عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
العمر : 27
الموقع : السودان - الخرطوم

بطاقة الشخصية
الصراريف: 4

حجية السنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حجية السنة   حجية السنة Emptyالسبت أغسطس 28, 2010 5:47 pm

غدا لسة ما جات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsarraf.ahlamontada.com
 
حجية السنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الصراريف :: المنتدى العام :: المنتدى الديني-
انتقل الى: